عقدة أوديب الجزء الثاني
إستكمالا لقصة عقدة أوديب
أو مآساة أوديب
عرفنا إن أوديب وقف أدام الهول المتوحش اللي عرض عليه عرض بالنسبة لوحش عرض سخي وقاله لو هتعرف تحل اللغز اللي هقولة هسيبك تعدي وهتوقف عن القتل وتعذيب الناس
ولو عجزت عن الحل هقتلك وهتكون طعام ليا شكل بقية الناس
أوديب طبعا مافيش أدامه حل تالت يقدر يخرج بيه يا إما هيجاوب أو يتقتل
الوحش بدأ في عرض اللغز بتاعه وقاله ( من هو المخلوق الذي يكون له قدمان احيانا ...وثلاث أقدام أحيانا... وأربع أقدام أحيانا أخري )
أوديب سكت كتير .. وطال السكوت الي أن تهللت أسارير الوحش وهم بإلتهامه الي أن حدثت المعجزة وتحرك لسان أوديب وجاوبه علي السؤال لكن قبل إجابة السؤال خليني أقولك إن أوديب نسل الملوك وذكاء كان مش طبيعي ودايما ذهنه حاضر وشخصيته مختلفة نوعا ما
بالتالي ماقدرتش نفسه تطاوعه أنه يستسلم لصعوبة السؤال وعصر ذهنه ولقي الإجابة في نفسه وفي ذاته وقاله بكل ببساطة ( الإجابة هي الإنسان )
وأستكمل في شرح الجواب ( في البداية طفلا يحبو على أربع ثم شابا يافعا يسير على قدمين ثم يهرم فيمشى على عصا بجانب قدميه )
ساعتها الوحش الهول المخيف أختفي خالص ولما أهل طيبة عرفوا كانت العرافة قايلة لهم أول شخص يهزم الهول هيبقي الملك المختار
وبالفعل أوديب أصبح ملك طيبة ( طيبة مدينة من المدن الإغريقية ومش طيبة المصرية الفرعونية اللي في ذهننا )
وتزوج أوديب الأرملة السابقة وللأسف هنا تحقق الجزء الثاني من النبؤة وهي ( أنه هيتزوج أمه )
كل دا وأوديب مايعرفش أصلا أنه حقق النبؤة اللي والده كان خايف منها وحتي أنه بعد مرور سنوات طويلة أصبح له أولاد
مرت بضعة شهور اخري الي أن تفشت الأمراض والأوبئة في البلاد وحل الدمار والخراب علي أهل المدينة
أوديب بعث العراف المسؤول عن المدينة وقتها الي المعبد الكبير علشان يعرف إيه الخطأ اللي عمله تجاه الألهة علشان يغضبوا كل هذا الغضب الشديد
وعاد العراف بالخبر اليقين وقاله سبب الأوبئة والأمراض هو إن قاتل الملك موجود في المدينة وعايش وسطنا
أخذ أوديب يتعهد ويتوعد بقتل القاتل المجرم الذي قتل الملك وأحضر العراف أدام الجميع وقاله من اللي قتل الملك ؟؟
سكت العراف طويلا كأنه في غيبوبة واللي فوقه لما نده عليه أوديب للمرة الثانية قولهم مين قتل الملك وأنقذ الشعب علشان يرحل الوباء شاور عليه وقولي هو دا وأنا هقتله
العراف ماكنش غبي وقاله ( العرافة قالت إن أوديب يستطيع يعرف القاتل )
وقدر يهرب بذكاء وحنكة من أن يقول مباشرة أسم أوديب أمام الملأ
ومرت أيام وشهور ومازال الوضع كما هو عليه حتي دخل راعي عجوز المدينة ومع دخول الراعي الي المدينة اصطدم بجندي كبير في السن يحمل خبر الي الملك
الخبر أنه الملك "بوليوبوس" قد مات وأن أوديب مش أبنه ولا علاقة له به وقد أعفي من حكم مدينة كورنث
ولما الراعي شاف أوديب تعرف عليه وأكتشف أن دا الصبي المتورم الأقدام اللي ألقي به من زمان أدام بوابة الملك بوليوبوس
أوديب عرف الحكاية كلها من الراعي وبالتالي والدته عرفت وساعتها ماقدرتش تتحمل الأمر وانتحرت،أما أوديب فأخذ يفقأ عيناه حتى لا يرى شقاءه وجرائمه وأفعاله ...حتي لا يري سخرية الناس منه في النهاية بدأ يلعن سوء حظه وجهله ومن وقتها نفى نفسه من الأرض حتى ينتهى الوباء
وبكدا يا أولاد أنتهت قصة ومآساة أوديب
...................................................................................
