كنا لا نحمل هما مطلقاً

كنا لا نحمل هما مطلقاً

0 reviews

كنا صغار

حينما كنا صغار كانت لنا احلام بريئه وطموحات صافيه خاليه من خبث وغدر الزمان، كان كل منا له حلم خاص به،فمنا من كلن حلمه ان يصبح مهندس ومن كان حلمه ان يصبح دكتور ومن كان يريد ان يصبح ضابط ومحام ومحاسب وهكذا كل لديه حلم نابع من بيئته وطريقه عيشه ومن حوله، كما نعلم ان الاب والام ف الصغر يحلمون ان يكون صغيرهم من حاملي القاب كليات القمه كما كانو يدعونها قديما ،لاعتقادهم انها حقا قمه ، فيستمر الآباء في تربيه ابنائهم تربيه حسنه ويدفعون الكثير من الأموال أملا منهم ان يلتحق ابناءهم بكليه قمه كما الطب والهندسه، واحقاقا للحق فهذه الكليات كانت قمه ولم تزل الان في عصر السرعه والمنافسه القويه والسريعه واللتي لا يكون مقياسها الكليه والتعليم ولكن لها معايير اخري.

للاسف  التعليم والثقافة والتربيه السليمه قد فقدوا جزءا كبيرا وليس بهين من اهميتهم ووجودهم وتأثيرهم في مجتمعنا وحولنا في تصرفاتنا وأخلاقنا ،كنا صغار ويا ليتنا لم نكبر بعد ولكنها الحياه ودايره الرحله اللتي لن تنقطع وستظل مستمره للابد جيل بعد جيل يورثون بعضهم بعض ،

في حاضرنا الأن اصبح مقياس الانسان هو ماله وما يملك ،هل يملك القدر الكافي من الاموال الكافيه لجعله من الطبقه الأمنه في هذا البلد ام انه من عامه الشعب اللذي بالكاد يوفر قوت يوم بيوم ، اصبحت الاموال والسلطه والعنجهية المبالغ فيها هي مقياس اهذا الرجل يستحق العيش ام لا ، اصبح هناك مصادر لا متناهيه من جلب الأموال من مختلف العملات ومختلف البلاد ،واصبح الرجل لا يهمه مصدر الاموال وتحري هل هي حلال ام حرام مصدرها ،كل ما يهمه هو جلبها باي شكل كان ،كنا صغار وكان أباؤنا وأمهاتنا يعتقدون ان كليات القمه من وجهة نظرهم هي ايضا مصدر أموال وراحه في الحياة ،ولكن هيهات هيهات ،اصبح الأن المهندس والطبيب وغيرهم من كليات القمه لا يستطيعون توفير حياة كريمه لانفسهم ولأسرهم حتي ولو كانو مغتربين في بلاد اخري فهم بالكاد يعيشون حياه ليست مترفه ولا مريحه حتي.

في عصر السوشيال ميديا المتسارع بشراهه ،اصبح جلب المال اسهل من حتي شرب الماء ولكن لجلب شئ لا بد أن تفقد شئ اخر، الحياه ليست عادله يا صديقي، اذا اردت المال السهل فلا بد ان تفرط وتضحي بأشياء اخري، ولأن المال شئ غالي وثمين ف بالمقابل سوف تضحي بشئ ثمين ايضا مثل خصوصيتك واهل بيتك فلجلب المال السهل اتجه البعض الا من رحم ربي الي نشر خصوصيتهم داخل بيوتهم علي الشوشيال ميديا امام العالم كله، وعرض اهل بيته ومواقف وحياه معروضه للعالم بحفنه من الأموال ،فأثر ذلك تأثير سلبيا علي صفه الغيره والرجوله وان الرجل لديه حميه علي اهل بيته ،فأصبح الرجل ديوث، ونعوذ بالله من الدياثه ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنه ديوث، قال الصحابه من الديوث يا رسول الله قال من لا يغار علي اهل بيته فهو الديوث، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والبعض الاخر اخذ مسري اسوء لجلب لمال وهي مسري الفحش والبذاءه والتعري من اجل المال، واصبح المجتمع كله والأسر اغلبها في حاله غير عاديه من الانفصال وانعدمت الرقابه من الآباء والأمهات علي أولادهم فالأب مشغول بجلب المال اللذي اصبح من الصعب جدا جلبه لتوفير حياه كريمه ، واصبحت الأم غير مهتمه لأولادها كيف يتحدثون ،باي طريقه يلبسون هل يأدون فراءضهم ام لا ،فأصبح الكل في حاله من الانفصال التام، الا من رحم ربي، واصبح المجتمع هش وضعيف ،وهذا هو طريق الهاويه والعياذ بالله.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

0

followings

2

similar articles