قصة قصيرة بعنوان : كرم ضيافة

قصة قصيرة بعنوان : كرم ضيافة

0 المراجعات

الليل ارخي سدوله و الظلام كسا المكان و هو يقود سيارته متشوقاً للعودة إلي بيته و زوجته و اولاده.. كان في مدينة اخري لينجز بعض الاعمال الخاصة.. يشغل " كاسيت " السيارة علي الاغاني التي يحبها كي تؤانسه من وحشة الليل الذي يرافقه ..فجاة تعطلت السيارة و توقفت.. حاول معها مراراً و لكنها لم تعمل.. يقول لنفسه : ليس هذا وقته علي الإطلاق.  المكان مقطوع و الدنيا ظلام.. و لا ادري متي ستمر سيارة اخري من هذا المكان.. اخرج جواله كي يتصل بزوجته و يبلغها. غير انه وجد ايضاً الشبكة خارج التغطية.. يقول بحنق : هذا ما كان ينقصنا.. لا سيارة و لا جوال و لا احد نستنجد به في هذا المكان الموحش.. اغلق ابواب السيارة بعناية كي يشعر نفسه بالامان.. رفع صوت الكاسيت قليلاً و ارجع راسه للوراء.. يحاول ان يسترخي.. عساه تأتيه فكرة تخرجه مما فيه.. مضت دقائق علي هذه الحال.. ثم فتح باب السيارة و خرج منها و اخذ يلتفت يميناً و يساراً ..عله يلمح اي احد قادم.. فلمح نوراً ياتي من مسافة بعيدة.. قرر ان يذهب إليه.  محدثاً نفسه : يا رب يكون كما اظن و يكون منزلاً استطيع ان آوي إليه حتي الصباح.. و بعدها انظر ماذا سافعل.. فكما يقولون النهار له عيون.  ظل يمشي و هو يلتفت حوله بين الحين و الآخر حتي  اقترب من ذاك النور فاردف قائلاً : الحمد لله انه منزل.. فاخذ يهرول نحوه..كان منزلاً فخماً ..بداخله حديقة و يحيط به سور و له باب حديدي كبير ..هم ان يقرع الباب و لكنه ما إن وضع يده عليه حتي فُتح بسهولة.. فاستغرب و حدث نفسه قائلاً : بيت كبير كهذا في مكان موحش، مثل هذا ..و اصحابه يتركون بابه مفتوحاً.هكذا ؛ ..دخل من الباب و مشي في الحديقة حتي وصل إلي باب المنزل نفسه.. ثم قرع الباب.. ففتح له عجوز في العقد السابع من عمره.  تكسو وجهه ملامح الوقار و الإطمئنان إليه 
الرجل : مساء الخير 
العجوز: يومئ برأسه ثم يعقب : مرحباً
الرجل : تعطلت سيارتي. و لا اجد مكاناً آوي إليه حتي الصباح.. هل ممكن ان آوي إلي منزلك...و لا تقلق..  سأدفع مقابل ذلك
العجوز يبتسم : لا تقل هذا.  مرحباً بك.  انت ضيفنا و وجب إكرامك 
الرجل شكره ثم دخل إلي المنزل.. تجول بعينيه في المنزل سريعاً وهو يسير خلف العجوز فإذا به منزل راقي للغاية كل شي فيه ينطق بالذوق الرفيع لصاحبه. 
العجوز : تفضل.. إسترح.
الرجل : شكرا لك.. 
جلس كلاً منهما علي اريكة مقابلة للأخر ..
العجوز : ساجعل الخادم يجهز لنا عشاءاً ..تُراك جائعاً الآن من اثر السفر، 
الرجل : شكراً ..بل يكفي قدحاً من القهوة إذا امكن
العجوز مبتسماً : بل سنتعشي اولاً ثم نرتشف القهوة فيما بعد 
الرجل يبتسم موافقاً ..في الحقيقة هو كان جائعاً بالفعل.. و لكنه كان متحرجاً ..
العجوز ينادي علي الخادم : سليمان.. سليمان.. أتاه الخادم مهرولاً ..و وقف امامه دون ان ينطق بكلمة.. ثم طلب العجوز منه ان يجهز افضل ما عنده للعشاء.. و أومأ له الخادم برأسه ثم انصرف.. لاحظ العجوز إندهاش الرجل من صمت الخادم فبادره قائلاً : انه لا يتكلم و لكنه يسمع جيداً ..ثم عقب اليس هذا ما كنت تريد ان تسأل فيه. ثم ضحك .هه
الرجل مبتسماً : اجل.. 
العجوز : اتعرف انني افرح كلما أتاني احد.. فكما تري الوحدة في هذا المكان قاتلة
الرجل : صحيح ..و لكن كيف تقضي وقتك هنا و انت تقريباً معزول عن العالم!! 
العجوز مبتسماً : الفضل لهذه الكتب. و اشار بيده صوب مكتبة ضخمة.. فيها عدد كبير فعلا من الكتب.. 
الرجل باستغراب : هل قرأت كل هذه الكتب حقاً 
العجوز : أجل.. و اعيد قراءتها اكثر من مرة
الرجل : لكنها تحوي مجلدات ضخمة.. تشبه إلي حد كبير كتب القانون و الموسوعات 
العجوز : بالفعل هي ذاك.. ثم يردف مبتسماً ..اخذنا الكلام و نسينا ان نتعرف.. انا القاضي عاصم الجلاد 
الرجل :و انا كريم الدمنهوري.. عضو مجلس إدارة بشركة الحياة للمقاولات..ثم اردف سعدت بلقائك سيدي 
عاصم مبتسماً : بل الشرف لي ثم عقب قائلاً : اعتقد ان شركة الحياة هذي صارت حالياً  أكبر شركة بالمدينة.. 
كريم : اجل هي كذلك 
عاصم : إن لم تخونني الذاكرة فقد مات صاحبها و مؤسسها منذ فترة قريبة 
كريم : نعم.. السيد / هادي عزمي.. عليه  رحمة الله.. 
عاصم : و من المسئول الآن من بعده 
كريم : زوجته.. السيدة / إنجي عادل 
عاصم :  اسمها ليس غريباً علي 
كريم : ربما.. لانها كانت عارضة ازياء مشهورة و قدمت عدد قليل من الافلام قبل ان تتزوج السيد / هادي 
عاصم : اجل،.. هو ذاك.. تذكرتها الآن.. ثم اردف قائلاً : امتزوج انت؟ 
كريم : نعم. و عندي ولد و بنت.. 
عاصم بابتسام : حفظهما الله لك 
كريم : شكراً لك سيدي 
عاصم بخبث : هل زوجتك هي اول حب بحياتك؟ 
كريم مندهشاً : لا افهم 
عاصم  متصنع الابتسام : لا تفهمني خطأ.. لكن لاحظت انك رجل وسيم.. ان لم تخونني فراستي.. فإنك كنت دنجوان.. ههه
كريم مبتسماً هو الاخر : هل هذا مدح ام ذم..ههه.. ثم عقب : قد تكون هناك علاقات قبل الزواج.. و لكن زوجتي هي اخر و اهم حب في حياتي 
عاصم : جميل .....حقاً جميل منك ان توهب قلبك لزوجتك فقط.. 
فجاة ياتي الخادم سليمان ففهم  عاصم ان العشاء جاهز.. نظر عاصم ناحية كريم يدعوه للعشاء.. استاذنه كريم ان يذهب إلي المرحاض ليغسل يديه.. اشار عاصم لخادمه ان يصحبه الي، المرحاض و كذلك فعل. دخل، كريم المرحاض و غسل يديه و وجهه،.. ثم نظر إلي المرآة ثم حدث نفسه هذا العجور اسئلته كثيرة .يبدو انه لم ينسي طبيعته انه قاضي.. عموما فلنتحمله حتي الصباح.. في النهاية مجرد ليلة و ستمر.. 
خرج كريم من المرحاض و تفاجأ ان سليمان كان لايزال واقفاً بإنتظاره.. ففزع منه.. لم يكن يتوقع ان يكون احد عند الباب اثناء خروجه.. ثم حدث نفسه و هو يسير صوب المائدة حيث العشاء.. هذا الخادم امره لا يريحني.. هو علي عكس القاضي.. تبدو عليه ملامح الشراسة و عدم الامان  ..إن شخصيته مريبة هو الآخر.. ثم يردف : تُري ما الذي يخبئه لي الليل حتي الصباح.. لماذا اشعر ان الوقت هنا يتباطا للغاية.. و كانه يريد للصباح ألا يأتي.. ماذا وراءك أيها الأبكم؟ا
وصل كريم حيث مائدة الطعام. فاشار له عاصم بالجلوس في المقعد المخصص له.. الطعام شكله شهي للغاية.. هكذا يحدث نفسه كريم.. ثم طلب منه عاصم البدء بالطعام ثم اردف قائلاً: عذراً.. كنا نريد ان نصنع لك اصنافاً اكثر و لكن ضيق الوقت لم يسعفنا  .
كريم : لا.. لا تقل هذا.  بل ما تقدمه سيدي يتخطي حدود الكرم.. ثم ابتسم.. فبادله عاصم ايضاً الابتسام ثم شرعا في تناول الطعام.. كريم بعد ان تذوق الطعام يقول، في نفسه ان هذا الخادم يجيد إعداد الطعام بشكل مذهل،.. رغم ان منظره لا يوحي بذلك مطلقاً ..و لم الاستغراب.. هي ليلة غريبة  فلا عجب ان تكون احداثها عجيبة هي الاخري. 
عاصم : ما رايك في صنع سليمان 
كريم : حقيقة رائع و، شهي ايضاً؟
عاصم : بالهناء و الصحة.. ثم اردف قائلاً : منذ متي و انت تعمل في شركة الحياة؟ 
كريم : منذ سنتين تقريبا 
عاصم : إذن.. ليس من مدة كبيرة
كريم : اجل سيدي.. ثم بحدث نفسه قائلاً : الن يكف هذا الرجل عن الأسئلة.. فليراعي لحظة الطعام علي الاقل!! 
عاصم : و لكن كيف صرت عضواً في مجلس الإدارة؟ 
كريم : منذ 8 شهور تقريباً
عاصم مبتسماً : انا اقول كيف و ليس متي!!  
كريم متصنع الإبتسام : عذرا لم انتبه.. روعة الطعام اربكتني.. ههه
عاصم بنفس الإبتسام : إذن كيف اصبحت عضو مجلس إدارة؟ 
كريم : بعد، وفاة السيد هادي.. قامت زوجته بترقيتي 
عاصم : صحيح.. فالسيد هادي مات تقريباً منذ 8 شهور فعلاً . كيف لم الاحظ هذا عندما قلت. يبدو ان السن له احكام يا ولدي.. ثم يضحك.. ههه.. كريم يبادله الضحك ثم يقول في نفسه : ارحمني.. الا تستطيع ان تجعلني اتناول الطعام في هدوء 
عاصم : ارجو الا اكون مزعجاً باسئلتي هذه 
كريم : لا.. ابداً . فالحديث معك ممتع للغاية.. يقولها و هو يتصنع الإبتسام و يكتم غيظه داخله.. و يستمر، في تناول طعامه 
سكت عاصم و بدأ يركز في تناول طعامه.. يقول كريم لنفسه : اخيراً سكت.. و لاحظ كريم ان الخادم سليمان كان كثير، الحركة يتنقل ما بين الغرف و يخرج للحديقة ثم يعود.. كل هذا في صمتِ تام.. يقول لنفسه : لن اشغل بالي بما يفعله.. 
فجاة انتبه كريم علي حركات عاصم و هو ينتهي من الطعام.. فانهي كريم طعامه هو الاخر.. فطلب منه عاصم بإلحاح ان يستمر في تناول طعامه.. غير ان كريم اخبره انه انتهي بالفعل و شبع بما فيه الكفاية.. ثم اردف عاصم.: حسناً ..هل نحتسي القهوة معاً ..ام تريد النوم.. كما تحب.. اجابه كريم : انه يريد احتساء القهوة.. فنادي عاصم علي سليمان و اخبره ان يلم الطعام و يحضر القهوة.. و كالعادة فعل ذلك سليمان دون ان يصدر اي صوت.. 
عاد كريم و عاصم إلي حيث كانا يجلسان قبل تناول العشاء ..لم تمر دقائق حتي اتاهما سليمان بالقهوة.. ثركها علي المتضدة المقابلة لهما..شكره عاصم ثم امره بالانصراف 
امسك عاصم بفنجان القهوة ثم رشف منه رشفة ثم قال : اتعرف يا ا. كريم.. احساس القاضي داخلي يقول ان السيد / هادي لم يمت بشكل طبيعي.. بل إنه قُتل 
كريم و هو يرتشف القهوة هو الاخر : التقارير قالت انه مات منتحراً ..و لكن لم الشك يا سيدي؟! 
عاصم : رجل مثله ميسور الحال.. متزوج من إمراة غاية الجمال.. لماذا ينتحر 
كريم : ربما هناك ما كان يخفيه.. و دفعه للانتحار 
عاصم : لا أظن.. اخبرني.  كم عمر زوجته السيدة / إنجي 
كريم : تقريبا ثلاثون عاماً 
عاصم : و كم كان عمر السيد / هادي ؟
كريم : حوالي 65 عاماً 
عاصم : اذن شابة صغيرة تزوجت عجوزاً..بالتاكيد لاجل المال  
كريم : ربما 
عاصم مستكملاً.: و عندما حققت ما كانت تصبو إليه.. اصابها الفتور و ربما تكون اشتاقت ان تعيش حياتها و شبابها 
كريم مرددا : ربما، 
عاصم مستكملاً : و من اجل ان تفعل ذلك فهي تحتاج إلي صديق او بمعني ادق، عشيق.. شاباً وسيماً ..
كريم : لا اظن انها من ذلك النوع من النساء 
عاصم بخبث : و لما لا.. و هي عندها  بالشركة من تجذبها وسامته..شخص مثلك. و لما مثلك؟!.. ربما يكون انت فعلاً 
كريم منفعلاً : سيد / عاصم.. ارجوك احفظ عليك لسانك فهذا تجاوز غير مقبول منك.. لولا كرم ضيافتك لكان لي تصرف اخر 
عاصم بنفس الخبث : ان تقتلني مثلاً..كما قتلته 
كريم بنفس الانفعال : ما هذا الهراء؟ .. كيف كنت قاضياً؟! ..و انت ترمي التهم جزافاً .
عاصم : معك حق.. انا قاضي.. و لابد ان احكم بأدلة.. و مادمت تحديتني.. ساثبت لك.. ثم نادي سليمان فاتاه مسرعاً و في يده حبل..فطلب عاصم منه ان يقيده.. لم يستطع كريم مقاومته. فقد كان سليمان ضخم الجثة.. قوي البنية بشكل لافت.. و بعد ان انتهي سليمان من تقييد كريم.. بادره عاصم.. حسناً لنبدا التحقيق.. كريم ينظر إليه بغضب  و لا يعقب 
عاصم ببرود : اتمني ان تكون القهوة عجبتك.. كريم يستمع غاضباً و لا يعقب أيضاً..ثم يستطرد عاصم : هل تعترف بانك قاتل.. مذنب.. ام لا؟ 
كريم :  حين أخرج ساجعلكم تندمون  علي هذه السخافة.. 
عاصم بسخرية : تريد ان تخرج ..  حسناً ستخرج.. لكن فقط لو كنت بريئا.. ثم. يبتسم بخبث.. ثم يستطرد لنكمل الآن.. قل لي هل كنت علي علاقة سابقة بزوجة هادي؟!.. كريم يشيح بوجهه و لا يجيب،.. فيعلق عاصم قائلا: يبدو انك ستتعبني ..لن تعترف بسهولة.. ثم نظر إلي سليمان نظرة ذات مغزي.. فذهب ثم عاد سريعاً و في يده مسدس. .ثم اعطاه ل عاصم.. اخذه عاصم ثم وجهه صوب كريم قائلا : اعتقد الآن الامور ستكون اسهل.. ينظر كريم لعاصم و هو يتظاهر برباطة الجأش.. ثم يقول، لنفسه يجب ان اساير هذا المجنون حتي اكسب وقت و اجد فرصة للهروب من هنا.. 
عاصم مستطرداً : لنترك هذا السؤال جانباً ..و لنسأل سوال اخر.. اين كنت قبل ان تتعطل سيارتك و تاتي هنا 
كريم بضيق : كنت في مأمورية لاجل العمل في مدينة اخري ثم اوقعني حظي العاثر بكما.
عاصم : احفظ عليك هدوءك.. نحن فقط بالبداية.. كم كانت مدة هذه المأمورية ؟
كريم متأفقاً : 4 ايام 
عاصم : و هل كانت السيدة / إنجي تتواصل معك 
كريم : بالطبع كانت تتواصل معي من اجل الإطمئنان علي، سير العمل و المتابعة 
عاصم : اسمح لي بالجوال الخاص بك.. كريم ينظر إليه بغضب مستنكراً..ثم يعقب عاصم. دعني اخذه بلطف. افضل من ان انادي، سليمان ليفعل ذلك.. مد عاصم يده في جيب كريم و اخذ الجوال.. تركه كريم يفعل ذلك بإستسلام فقد تيقن انه يتعامل مع مجنون.. عاصم ينظر إلي الجوال محاولا فتحه ثم يقول انه ببصمة الوجه.. فوجهه الي وجه كريم و فٔتح الجوال.. ثم اخذ يتفحص اسماء المتصلين.. حتي وصل إلي إسم إنجي. فاستطرد قائلا و هو يُري الرقم ل كريم : اهذا رقمها 
كريم : اجل 
عاصم يستعرض سجل مكالماتها لكريم ثم يخاطب كريم : إن اخر إتصال منها كان من اربعة ايام ايضا ً ..و ليس يومياً كما قلت 
كريم : و ما دخلك انت.. احياناً امسح سجل المكالمات و احياناً ابقيها 
عاصم ساخراً: يالها من صدفة.. ههه.. انت في مامورية من 4 ايام.. وتمسح مكالماتها خلال ال 4 ايام هذه.. ههه.. اتعرف ما معني هذا ؟! ..كريم ينظر و لا يعقب.. ثم يستكمل عاصم : انها لم تتصل  بك او انها كانت معك.. يقولها بخبث 
كريم : قلت لك كنت وحدي.. كنت وحدي.. يقولها بعصبية 
اقترب عاصم من كريم و راح يحدق في عيني كريم لفترة.. و كريم يبادله نفس النظرات ..ثم يقول عاصم : اتعرف ان لديك ثبات انفعالي جيد.. لم تهتز رغم اقترابي منك.. و رغم كذبك 
كريم : انا لا اكذب و لماذا اكذب؟!  لست مضطراً للكذب 
عاصم بخبث : اتعرف ان العطر النسائي الذي يفوح منك مثير حقاً 
كريم. : اي عطر؟!.. ثم تحسس بأنفه ملابسه.. وجدها فعلاً تفوح منها عطر نسائي.. فنظر الي عاصم و سكت 
عاصم ساخراً : اظن ستقول لي انه عطر زوجتك و استمر معك طوال هذه الايام.. ههه، ثم يغير نبرة صوته لتصبح جادة قائلاً : هل كانت معك؟!  اجب 
كريم : لا.. بل امراة اخري.. 
عاصم ساخراً : مازلت تصر علي الكذب ايها الزوج الوفي 
كريم : انا تعبت.. متي ستنهي هذه المهزلة 
عاصم : اعترف و ساعفو عنك.. ما رايك في هذا العرض 
كريم بعد تردد : حسناً ..كانت معي 
عاصم : و كنت علي علاقة بها قبل الزواج 
كريم : اجل 
عاصم : و هي من قامت بترقيتك. .لانك عشبقها 
كريم : اجل.. اجل.. يكفي هذا 
عاصم :اذن كيف قتلتما السيد / هادي 
كريم : قلت لك لم اقتل احداً ..لم اقتل،.. 
عاصم ضاحكاً : حسنا يكفي هذا.. و سنفرج عنك لعدم كفاية الادلة.. هل هذا يسعدك،؟ ثم نظر إلي سليمان ففهم سليمان و قام بفك قيود كريم.. 
كريم يتحسس يديه من موضع الحبل ..ثم يعقب : اريد ان اخرج.. يكفي ما حدث. للان.. و هب واقفاً.. اعطاه عاصم ظهره و تركه ليمشي.. لمح كريم المسدس بالقرب منه فجري سريعاً و امسك بالمسدس فالتفت نحوه عاصم هو و سليمان ثم صوبه نحوهما ثم قال : ايها المجانين ..لقد عذبتموني بما فيه الكفاية.. لقد طفح الكيل. ثم ينظر إلي عاصم مستكملا: نعم ساقتلك.. مثلما قتلت هادي.. كان حدسك في محله ايها القاضي.. قتلته انا و انجي و صورنا الامر علي هيئة إنتحار.. هي استعادت شبابها و أنا علا شأني و مركزي.. ثم ضغط علي الزناد.. و لكن لم يخرج رصاص.. كان المسدس فارغاً من الرصاص.. فضحك عاصم و سليمان معاً وسط حسرة كريم ثم عقب عاصم :الإعتراف سيد الأدلة.. 
كريم بحسرة : و لكن لماذا شككت بي ؟!
عاصم : لم تتعطل سيارة احد قرب منزلي الا  و كانت وراءه جريمة.. صاح كريم : انت مريض.. مجنون!!.. رد عليه عاصم بغضب:  و الآن حكمت المحكمة بالإعدام شنقاً ..ثم نظر صوب سليمان فامسك ب كريم لياخذه إلي الغرفة المجاورة المخصصة لذلك وسط صراخ كريم.. و لكن هذا لم يشفع له.. و تم تنفيذ حكم الإعدام فيه.. و دفنه سليمان كالمعتاد مثلما فعل مع السابقين.. 
و في اليوم التالي و عند حلول المساء.. رن جرس الباب.. و قام عاصم بفتحه.. فإذا باحدهم يطلب منه ان يأوي إلي منزله حتي الصباح.. فقال له عاصم : مرحباً بك.. انت ضيفنا.. و وجب إكرامك

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

6

متابعين

3

متابعهم

2

مقالات مشابة