شموع سارة وماضيها الفصل الاول

شموع سارة وماضيها الفصل الاول

0 المراجعات

ايتها المهملة الصغيرة افتحي الباب حالا '

'انتي يافتاة اين وجبة الفطور الخاصة بي ؟'

'ايتها اللئيمة هل انتي من سرقتي اقلامي مجددًا ؟'

هذا كله واكثر من ذلك من اصوات الضجيج الذي يعلو وينادي بنبراتٍ حادة ولغة غليظة على سارة التي لم تتجاوز عامها الثامن عشر بعد والتيتسكن في الدور السفلي  من ذلك المنزل الرفيع الطراز على مصباح واحد من الكهرباء فإذا رأيت مكان مبيتها لا تصدق ان هذا المكان المتواضع يقعفي نفس موقع المنزل البهيج انها لمفارقة صعبةٌ حقًا ومسمارٌ على الحائط في اقصى اليسار عليه فستان بالي لا يصلح للاستخدام مجددًا ممزق عندبعض اجزائه مع قليل من الحياكة عليه هنا وهناك لخفاء عورات الجسد وفي اقصى اليمين وسادة وممفارش اهلكها الدهر عليها القليل من حشراتالفراش بسبب سوء التهوية مع بضعة خردوات على الارض وفي منتصف هذا كله تكاد تلمح من سارة الفتاة ذات العيون العسلية التي تسرق انفاسكببعض نظراتٍ منها والوجنتين الممتلئتين والقامة القصيرة والشعر البني مع القليل من الخصل حمراء الصهباء وكأنها توقيع الشمس على جمالها معوجود خاص لبكلات الشعر الصفراء مرصعة ببعض الزينة تزداد ابتهاجًا مع اشعة الشمس،تهرع سارة ويداها ترتجف لتلبي كل هذه الندائاتالمتلاحقة وتصعد السلالم في عجلةٍ من امرها فتتعرقل قدماها الضعيفتان التي يظهر عليها بشكل جليّ سوء التغذية حتى تلامس وجنتيها الارضفتلمح اقدام عليها حذاء بلون البحر وملمعة جيدا تخبط على الارض في غضب وترفع رأسها فإذا هي سارة ولكن شتان بين سارة وسارة فهذهصاحبة العسون البنية والشعر القصير الاسود والملابس الانيقة هي بنت صاحبة المنزل تنظر لها بعيون يملؤها شرارات الغضب وتقول 'لم كل هذهالتأخير يالعينة؟ واين اقلامي انا لا اجدها ؟'فترد سارة على مضض ‘لقد تركتيها خلفك بعدما انهيتي دراستك في غرفة المعيشة ‘انها تكبرها بعامينفقط ولكنها تشعرها بالخوف فعلا وتذهب وتتركها على الارض ملقاة ولا تكاد ترفع يديها حتى تمسك بيديها تلك الكفوف الحانية فإذا به سند ياله مناسم تحبه سارة وشخص تحبه ايضا وهو الوحيد الذي يحنو عليها في هذا المنزل الموحش ، سند ذو العيون العسلية والنظرات الحادة التي تنهب منك انتباهك والشعر البني والقامة الطويلة مع الوجه الالطويل والفك البارز وكأن الجمال وضع كل سماته به الذي إذا ابتسم ثغره شعرت سارة المسكينة بأن الدنيا هي التي تبتسم لها  وإذا ضعر بالضيق تصبح سارة وكأنها تتنفس من فتحة الابرة ، وما تعرفه سارة يقينًا انه اذا بدأ صباحها برؤية محيى ذلك الوجه فإن الامور تكون على ما يرام ،ولكن شعور سارة تجاه سند ليس حب العشاق وانما تقدير الخص والاستناد عليه تشعر معه بما لم تشعر به من ابيها الذي لم تراه ابدًا فإن لسند من اسمه نصيب يقع عند سارة وهو السند الوحيد لها في هذا المنزل ، يقول لها بنبرةٍ هادئة : 'هذه المرة الثالثة لكِ هذا الاسبوع ياشمعة' ، ودائما ما كانت تتعجب سارة من ان سند يناديها بهذا الاسم وعندما كانت تسأله كان يتحجج بإنه يريد التفرقة بينها وبين اخته الصغرى سارة ، فسارة تلك الفتاة المتعجرفة تكون اخت سند ويبلغ سند من العمر ثلاثة وعشرون عامًا ، وترد سارة بخجل ‘ اجل سيدي سند فلقد تعرقلت كثيرًا هذا الاسبوع , اسفة لك على ذلك ' يبتسم لها السيد سند ابتسامة خفيفة ويمضي بعد ان اوقفها واوقف ايضًا حبل افكارها فلا تزال سارة وبعد ان عاشت في هذا المنزل ما يقرب العامين تسأل نفسها , لماذا يعاملها السيد سند بكل هذا اللطف والتودد ؟  ولم يناديها شمعة ولماذا بالتحديد شمعة وليس اي اسم اخر ؟ ,على امل ان تعرف السبب فالايام القادمة , يتبع… 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة