أرض النسيان أغرب من الخيال

أرض النسيان أغرب من الخيال

0 reviews

استيقظت رضوي من نومها بغتة علي صوت غريب يهتف باسمها في بطء ،تسارعت دقات قلبها وهي تنظر حولها في رعب ،كانت نائمة في سريرها  والحجرة مظلمة إلا من ضوء خفيف يأتي من شراعة زجاجية أعلي باب الحجرة .كانت رضوي تكره الظلام وتخشاه  ولا يمكنها النوم إلا في اضاءة حتي لو كانت خافتة،انتبهت رضوي إلي أن الصوت بدأ يخفت تدريجيا وإن كان مستمرا في النداء عليها حتي اختفي تماما.

التقطت هاتفها المحمول لتتبين أن الساعة قد اقتربت من السابعة والنصف ولابد لها من النهوض حتي لا تتأخر عن عملها واضطر إلي سماع كلمات التأنيب من الأستاذ محمود مدير القسم الذي تعمل به في شركة المقاولات الكبري. 

غادرت فراشها علي عجل وأسرعت بالخروج من الغرفة لتجد والدتها  قد أعدت الفطور وما إن لمحتها خارج الغرفة حتي بادرتها قائلة:

أخيرا استيقظت يا بنيتي صار لي أكثر من نصف ساعة وأنا أنادي عليك

تعجبت رضوي وتساءلت في نفسها  “ألم يكن حلما ؟ولكن كيف لقد كان صوتا مخيفا لا يشبه صوت أمي ابدا ”

هزت كتفيها في حيرة وقالت لأمها :

معذرة يا أمي لم أسمعك وأسرعت إلي دورة المياه حتي لا تتأخر أكثر من ذلك وتوضأت سريعا وقامت بصلاة الصبح علي عجالة وارتدت ثيابها وأسرعت مغادرة واكتفت بهز رأسها حين سألتها أمها عن تناولها الفطور.

دلفت رضوي إلي مقر عملها مسرعة خوفا من لسان مديرها السليط ولكن لحسن حظها أنه كان مشغولا عنها لحظة وصولها 

دخلت الي مكتبها وألقت التحية علي زميلتها ندي التي بادرتها بقولها:

ما بك يا رضوي شاحبة؟

نظرت إليها رضوي وقالت هناك أمر غريب يحدث معي ولا أدري ما تفسيره

ندي:

ماذا يحدث أخبريني

رضوي:

منذ ثلاثة أيام وأنا أري حلما مفزعا  ويتكرر نفس الحلم كل ليلة .

ندي :

بماذا تحلمين؟

قصت رضوي الحلم علي ندي وأخبرتها عن الصوت المرعب الذي ينادي عليها كل ليلة وكيف أنها تقوم مفزوعة وتتصبب عرقا ودقات قلبها سريعة

طمأنتها ندي ببعض الكلمات وأن الأمر لا يستحق وأنه مجرد حلم فلا تعطيه أكبر من حجمه

انقضي اليوم في العمل وعادت رضوي إلي بيتها وتناولت غداءها بلا شهية فقد كانت مرهقة وتشعر بالرغبة في النوم

استأذنت من والدتها ودخلت حجرتها لترتاح قليلا واستلقت علي فراشها وأخذت تقلب في هاتفها بلا هدف حتي غلبها النعاس فنامت ورأت في نومها أنها تسير في مكان يبدو مألوفا كانت الأرض مصقولة وناعمة تشبه الرخام ولكنها أكثر نعومة ولمعانا تعكس اضاءة زرقاء تنبعث من الجدران دون وجود مصابيح

ظلت رضوي تتجول في المكان الخالي من أي حياة علها تجد أحدا تحدثه وفجأة انقسم الطريق إلي اتجاهين يمين ويسار 

اختارت رضوي تسلك أي الطريقين وفي النهاية اختارت اليمين وظلت تتقدم فيه دون ان يقابلها أحدحتي وجدت نفسها في ما يشبه الحجرة الواسعة المضاءة أيضا باللون الأزرق المنبعث من الجدار وكأن الجدران تشع هذه الإضاءة 

فجأة انبعث من المكان صوت قوي وقال:ا هلا بك معنا

حفلت رضوي من الصوت وانتبهت أنه نفس الصوت الذي يأتيها كل ليلة في الحلم

قالت في ذعر من انتم؟وماذا تريدون مني؟

قال الصوت :لا تخافي نحن نريدك أن تنضمي إلينا 

صاحت رضوي في دهشة : من أنتم وماذا تريدون مني

قبل أن يجيبها الصوت انتبهت أن الأرض تتحرك تحت قدميها وتهبط للأسفل وكأنها تقف علي مصعد يتحرك بها هابطا وأثناء نزولها تتغير ألوان الجدار بين درجات الأزرق والأحمر وأثناء هبوطها كانت تظهر وجوه مرعبة علي الجران فجأة وتختفي فجأة ليظهر غيرها

أطلقت رضوي صرخة رعب مدوية حين ظهر لها وجها مألوفا بين هذه الوجوه اشتقت شهقة قوية حين تحدث وقال يجب أن تنضمي إلينا  قالها بصوت مرعب وصارم جعل القشعريرة تسري في جسدها وشعرت بالأرض تميد بها وقدماها لم تعد تقو علي حملها وسقطت مغشيا عليها

نهاية الجزء الأول                       يتبع

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

14

followers

6

followings

1

similar articles