مصطلح تأثير الدومينو ... من أين جاء؟!

مصطلح تأثير الدومينو ... من أين جاء؟!

0 reviews

نظرية سياسية تحمل اسم لعبة الدومينو الشهيرة 

 إستخدمها الرئيس الأميركي آيزنهاور كرمز ليحذر من خطر انتشار الشيوعية! وبسبب الخوف من تأثيرها دخلت بلاده حرباً مؤلمة. تعرف عزيزى القارئ على هذه النظرية.

من منكم جرب ترتيب أحجار لعبة الدومينو، ليلهو بدفعها و يراقب تتالى سقوطها الواحد تلو الآخر؟ ، قد ترونها مصدر لهو و لكنها فى عالم السياسة مصطلع يُعرف ب"تأثير الدومينو" أو “نظرية الدومينو” ، أنتشر فى خمسنيات القرن الماضى بعد تحول تحالف القوتين أمريكا و الإتحاد السوفييتى فى الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا و دول المحور و خروجمها منتصرتين إلى إختلاف كل شئ فأمريكا رأسمالية و روسيا شيوعية و هذا الإختلاف حول العالم إلى ساحة حرب باردة لم يتواجها فيها مباشرة، ولكن أين ما توجهت روسيا أصدمت بدول تدعهما أميركا وأين ما توجهت أمريكا تصدى افتحاد السوفييتى بالدعم لأعدائها.

نظرية تأثير الدومينو و الولايات المتحدة الأمريكية 

أستندت نظرية الدومينوعند الأمريكيين خاصة على فكرة تقول إن قيام حكم شيوعى فى أى بلد لن يقف و ستسقط الدول المجاورة فى ذلك النظام تماماً كما تتساقط أحجار الدومينو فى صف طويل، كان أول من أستخدمه الرئيس الرابع و الثلاثون لأمريكا دوايت آيزنهاور و الذى حكمها بين الأعوام 1953 و 1961، دوايت آيزنهاور لم يكن رئيساً فحسب بل كان خلال الحرب العالمية الثانية التى أنتهت عام 1945 القائد العلى للجيش الأمريكى و لقوات الحلفاء فى أوروبا الغربية و ذكرها فى خطاب شهير له أمام الكونجرس عام 1954 قائلا " أنظر لأحجار الدومينو و أطرق واحداً منها، و أنظر ماذا سيحدث لآخر حجر دومينو بالتأكيد سيسقط بسرعة أكبر"، ونبه إلى إمكانية وقوع الجزء الجنوبى من فيتنام التى كانت تعرف بالهند الصينية تحت الحكم الشيوعى ورأى انه لابد من مناصرة الجنوب أمام القائد الشيوعى “هوتشى منه” الذى سيطر على شمالها وقاد بلاده للإستقلال عن فرنسا عام 1945 رغم إصرار فرنسا على إستعادة الشمال عسكرياً، وقال دوايت آيزنهاور إن الشيوعية ستنتقل إلى بورما و تايلاند و إندونيسيا ولاوس و كمبوديا و الهند وأستراليا و حذر من أن الدول ستتساقط كأحجار الدومينو بألتاكيد حتى تصل اليابان.

image about مصطلح تأثير الدومينو ... من أين جاء؟!

دوايت آيزنهاور

تحقق نظرية الدومينو على أرض الواقع 

أنتصر "هوتشى منه" بعد خطاب الرئيس الأمريكى دوايت آيزنهاور بشهر فى معركة ديان بيان فو التاريخية على المحتل الفرنسى وسعى لتوحيد الجزء الشمالى مع الجزء الجنوبى لتصبح كل فيتنام دولة شيوعية بدعم من الأتحاد السوفييتى و الصين، وبعد خطاب دوايت آيزنهاور أصبح مصطلح نظرية الدومينو متدوالاً و يغنى عن ألف كلمة لإقناع الرأى العام بأهمية دعم جنوب فيتنام و ليصبح فى الأدبيات السياسية مصطلحاً يدل على توالى تداعيات آثار حدث عن آخر، الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تدخلت عسكرياً فى فيتنام و لكنها لم تنتصر كما أن فيتنام الجنوبية أستسلمت امام الشمالية و توحدتا تحت حكومة شيوعية عام 1975 و لكن لاحقاً أنهار جدار برلين و تفكك الأتحاد السوفييتى و عن هذا يقول يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد ستيفن والت علينا ان نسلم بأن ليس هناك ما يمكن وصفه بأنه قانون عالمى أو قاعدة شاملة لتفسير الأحداث أى ان مسارات التاريخ لا تخضع لنظرية واحدة.

image about مصطلح تأثير الدومينو ... من أين جاء؟!

هوتشى منه

و الجدير بالذكر أن أى نظرية فى أى مجال تكون ما بين مؤيد و معارض ، ولكن فى النهاية تم الإعتراف بهذه النظرية على أنها أحدى النظريات السياسية التى أنفجرت بشكل كبير فى فترة الخمسينيات و تعتبر من ضمن أحداث المسيرة البشرية نحو التخلص من الإستعمار و الإتجاه نحو التحرر و الإستقلال.


 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

119

followers

87

followings

66

similar articles