سر السعادة في قضاء الحوائج

سر السعادة في قضاء الحوائج

0 reviews

يقول أحدهم:

عندما انتهينا من صلاة الجمعة باﻷمس سلم علي رجل وكنت عن يمينه وسألني: "هل لديك حاجة فأقضيها لك؟"
قلت باستغراب : "كلا، شكراً لك اخي الكريم"
‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏
ثم التفت عن شماله فوجد عامل تنظيفات فسلم عليه 
وقال له مثل قولي، فاحمر وجههه خجلًا.. وهل يسأل عامل التنظيفات إذا كانت لديه حاجة!

أخرج من جيبه أمواﻻً وأعطاه إياها، فتهلل وجهه بالفرح والسرور وراح يدعو له من كل قلبه. فأخذني الفضول ولَم أتمالك قلت له:

- ومن حضرتك؟
- أنا استاذ جامعي .
- وهل تفعل هذا دائما؟

فابتسم وقال:

نعم كل يوم جمعة، ﻷنني ما أصبحت أستاذاًَ جامعياًَ إﻻ بسبب تلك اﻻلتفاتة.. فقد كنت اصلي قديماً في مسجد قريب من الجامعة. والحزن بادياً على وجهي بسبب وفاة والدي المعيل اﻷوحد لنا..

التفت نحوي رجل كان يصلي بجانبي وسألني: "هل لك حاجة يا بني؟"، توسمت الخير في وجهه وقلت: "نعم اريد ان أسدد أقساط جامعتي"، فأجاب : "على الرأس والعين. دلني عليها واعطني اسمك بوضوح وغداً أذهب واستلم اﻻيصالًوكل عام افعل لك ما سأفعله غداً إلى أن تتخرج بإذن الله"

أغرقت عيناي بالدموع ودعوت له وقلت: "كيف ارد لك ذلك الجميل؟" فأجاب: "عندما تتخرج وتعمل اسأل من يصلي معك بعد اﻻنتهاء من صلاة الجمعة نفس السؤال وإذا علمت بأن لديه حاجة اقضها له ان إستطعت 
، فتكون قد رددت لي الجميل..!!"

كنت أزوره نهاية كل عام ﻷزف له بشرى نجاحي إلى أن 
وافته المنية بعد تخرجي.. وأنا على عهده باق إلى أن ألقى الله..

هنالك اناس ادركوا ان السعادة في العطاء.. مالا اذا كان غنيا، او علما اذا كان من اهل العلم، وقضاء حاجة اذا كان ذو جاه ومنصب..

وما دام الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.. وافضل العطاء ما كان من يمينك ولَم تدر بِه شمالك ولَم يفضح وينشر في الشبكات الاجتماعية.. هذا عطاء تدوم سعادته وتتعاظم..

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

92

followers

36

followings

0

similar articles