لم تخبرني أنه العناق الأخيـــــر

لم تخبرني أنه العناق الأخيـــــر

0 المراجعات

منذ مدة ليست بالبعيدة كنت قد خططت كعادتي لأشياء كثيرة رحلة صيفية و مشاركة مع إحدى الجمعيات 

و حضور بعض الدورات التدريبية ,و كتابة مقالات و خواطر و …و……و…….  

و في ذلك المساء الذي أتممت فيه للتو الحسابات و الترتيبات و طويت دفتري طرق باب غرفتي طارق،

إنه أخي كان على سفر و رجع قريبا اشتقت إليه ،سلمت عليه و إذا به يطرق رأسه و يصم أذاني بذلك الخبر الذي طالما تمنيت ألا أسمعه ،

طالما تجاهلت ذلك الصوت بداخلي و الذي كان يقول لي عانقي أباك جيدا ،اشبعي من النظر إليه فقد لا تتاح لك فرصة أخرى،

 و هو كان ينظر إلي نظرة الوداع كنت أحس و أشعر بها لكن أقول لا لا سيعيش أبي طويلا ،

لطالما كان رجلا قويا شجاعا سيستمر في معركته مع المرض ،لكن هيهات ،كان القدر أسبق مني و منه ،الأجل قد انتهى ،

و روحه فاضت لبارئها، و دموعي منذ ذلك اليوم لا تتوقف ،

أخفيتها عن والدتي فقط حتى لا أزيدها ألما و هي التي كانت تعول علي في كثير من الأمور،

شعرت أني قشة في مهب الريح ،ذهب سندي و عوني و حبيبي ، لن أراه ثانية،

لن أحضى بتلك اللمسة الدافئة ،و الدعوة الصادقة و البسمة الحانية،

كان نعم الوالد و الصديق و المعلم و المشجع و القدوة،

كان نعم الوالد لأولاده لا مثيل لطيبته و حنانه ،

كان نعم الزوج لزوجته ينفق و يحاور و يتجاوز و و يواسي و يمرح،

كان نعم الأخ لإخوته لا يقومون بشيء دون مشورته،

كان نعم الجار لجيرانه كلهم يشيدون بسيرته،

كان نعم الرجل حلو المعشر خفيف الظل يحبه الصغير و الكبير،

كان قارئا للقرآن ،قلبه معلق بالمسجد،

رحمك الله يا والدي و إني لازلت أتذكر كلماتك لي في الأزمات ،

ياابنتي كل شيء يسير بمقادير الله و لا أحد يهرب من قدره،

و اللهم اجعل في قضائك اللطف،

رحمك الله يا قرة عيني ،

جعل الله الجنة مثواك و ألحقك بعباده الصالحين، 

و ألهمنا بعدك الصبر و الرضا و اليقين و التسليم لقدر الله.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

2

متابعهم

1

مقالات مشابة