حاكمة فرايزين وولس الجزء الثاني

حاكمة فرايزين وولس الجزء الثاني

0 reviews

حاكمة فرايزين وولس الجزء (الثاني) 

 

اسرع الطبيب بامساك (اريكا) والأبوان يحاولان تهدئتها 

أتت الممرضه مسرعة وقالت : ما الأمر!! 

احصل شئ ما؟ 

رد الطبيب خائفاً : اذهبي وجهزي غرفة الطوارئ.. هيا!! 

نُقلت ( اريكا) إلى غرفة التنويم، وضعوا لها المغذيات سريعاً فقد كانت تعاني من جفاف حاد ونسبة الماء في جسمها قليله 

وضع الطبيب لها المخدر لتهدأ فقد كادت تفقد وعيها من شدة الصراخ والخوف

ذهب الطبيب إلى الابوان اللذان ينتظران امام الغرفه، فقال لهما، حسنا، في الوقت الحالي على ابنتكما ان تبقى في المشفى وغدا يجب أن تحضرا بطاقتها حتى ابدأ بعلاجها رسمياً

تنهد الابوان وانزلا رأسيهما، في تلك الاثناء أتت الممرضه وهمست للطبيب فنظر إليها بدهشه ونظر للابوين وقال :سوف اذهب للحظه

ذهب لبضعة دقائق وعاد مدهوشا ً وهو ينظر اليهما 

سأل الابوان: ما الأمر؟ اهناك خطب ما بابنتنا؟ 

رد الطبيب لا تقلقا ساخبركما بكل شيء 

فذهب مسرعاً مرة أخرى إلى غرفة (اريكا) وكأنه لا يصدق ما ترى عيناه، نظر إلى يدها وبدأ يفحصها، وإذ بالمفاجئه، لون دم (اريكا) مائل للزرقه فعلا!! 

ويظهر منه وهج غريب! 

استنكر الطبيب جداً لذلك وذهب إلى ابويها مسرعا ودعاهما لدخول الغرفه و رؤية عينة الدم الخاصة ب(اريكا) 

لقد تفاجأ الابوان جداً، نظر اليهما الطبيب بجدية وقال : هل هذه  الطفله ابنتكما؟

لم يرد الوالدان فقال الطبيب بجدية اكبر : انها ليست من هنا هل تفهمان ذلك!؟ أن هذه الفتاة لها دماء بلون فريد ومتوهج، وشكلها غريب فعلا، اجيباني ارجوكما!؟ 

رد الاب : حسنا، سأخبرك بالحقيقة، لا، هذه الطفلة ليست ابنتنا، لقد وجدتها وهي حديثة الولاده تحت شجرة البرتقال في زجاجة غريبه وكان معها ورقة كُتب عليها اسمها وتاريخ ولادتها فقط، وقررنا بعد ذلك أن نعتني بها ونعتبرها ابنتنا. 

جعل كلام الاب الطبيب ( توماس) في حيرة اكبر، كيف لهذا ان يحدث! 

بعدها.. تعهد الطبيب للابوان بأن يعالج (اريكا) بالمشفى ويحميها ويساعد بمعرفة من تكون، بشرط بقائها في المشفى تحت الرعاية الطبيه. 

فرح الابوان بذلك فسوف يتم معاجة ابنتهما، لكنهما كانا خائفين في نفس الوقت على (اريكا) 

مكثت (اريكا) بالمشفى وأصبح الطبيب صديقها فكانت تتحدث اليه كثيرًا وتخبره بما ترى في أحلامها، رأى الطبيب(توماس) البراءه في عيني الصغيرة (اريكا) فقد كان يلعب معها ويضحك معها  وفي بعض الأحيان يتناولان الطعام سويًا

وفي ليلةٍ من الليالي، رأت (اريكا) امرأة جميلة جدا بشعر بني، تبدو كبيرة في السن، كانت تقول لها بصوت حنون ومألوف نوعا ما ( اريكا، اريكا، يا عزيزتي، هل انتي بخير، اننا بإنتظارك) واستيقظت وهي حزينه وبعينيها دموعٌ تتلألأ مع ضوء المصباح اللذي بجانبها 

نهضت من على سريرها وهي تبحث في الخزانه وتحت السرير وهي تشعر بأنها تفقد شيئا ما! 

عادت إلى سريرها وذاك الصوت يتردد بداخلها ولكن سرعان ما خلدت إلى النوم 

وإذ ب ( اريكا) ترى نفس المرأة وهي تقول لها ( اريكا، انا جدتك، انا الملكة، اظن يا عزيزتي بأن اجلي قريب،شعبك يحتاج إليك!!) 

استيقظت خائفه هذه المره وإذ بالطبيب يرتب الازهار، لقد حلَّ الصباح 

قالت (اريكا) : من هي؟ 

لماذا أُحس بأنني اعرفها؟ 

ما هذا!؟ 

وبدأت تمسك برأسها 

سألها الطبيب : ما الأمر؟ هل رأيتي كابوسًا مرة أخرى؟ 

ردت (اريكا) : لا، هذه المره لم أرى كابوسًا ولم اخف او اصرخ بل إنني كنت حزينةً جداً. 

قال الطبيب : حزينه! ولما؟ 

فأخبرته بما رأت وحكت له مشاعرها عندما رأت وجه تلك المرأه 

قال الطبيب : لا عليكِ، قد تكون أحداً رأيته في صغرك واحببته و لم تريه مرة أخرى والان تتذكرينها في أحلامك 

قالت (اريكا) و هي غير مقتنعه بكلام الطبيب فشعورها أقوى من ذلك : أمم، ربما. 

وفي الليل وعند موعد نوم (اريكا) رأت حلمًا آخر ولكن كان مشهدا مخيفا، رأت (اريكا) مولوده بشعر حريري اشقر وطويل وعلى رأسها تاج وبجابنها تلك المرأة ذات الشعر البني وهي تلاعبها وتضحك لها، فجأة، تأتي ظلالٌ سوداء حولهما فإختفى التاج، و تحرك سرير الطفلة لتسقط أرضاً وتبدأ بالبكاء! 

هنا، اسيقظت اريكا وهي تبكي بشده!.

فأتى الطبيب مسرعاً وهو يقول : اريكا؟ هل انتي بخير!؟ 

أخبرته اريكا بما رأت وقد كان الطبيب ينصت إليها جيداً و يدون جميع احلام اريكا في مفكرته الخاصه. 

بعد أن انتهى الطبيب من عمله جلس في المكتب الخاص به وقد كان يتصفح مفكرته، و يقرأ احلام ( اريكا) وقد شده الحلم الاخير

كان يقول في نفسه : فتاة صغيره بشعر اشقر حريري وطويل، بجانبها امرأه بشعر بني، تلاعبها، و تأتي حولها ظلال فيختفي التاج و تسقط الفتاة الصغيره أرضاً فتبكي… اممم، المرأه ذات الشعر البني أتت في حلم اخر وهي تقول (انا جدتك، انا الملكه) هل يعقل!! 

ان تكون الطفله اللتي في الحلم هي (اريكا) نفسها والمرأه حقاً جدتها؟! 

بعد ذلك ذهب الطبيب للاطمئنان على (اريكا) فوجدها نائمه فذهب لمنزله

فكر كثيرا في استنتاجه فوجده معقولا الا انه ينقصه دليل فقال :الابوان، نعم، سوف اعلمهما بأحلام (اريكا) غدا 

حل الصباح سريعا توجه الطبيب نحو الهاتف و اتصل بمنزل الابوان واخبرهما بأنه يريد أن يناقشهم بأمر (اريكا) 

حضر الابوان للمشفى وذهبوا لزيارة (اريكا)، وجدوها افضل بقليل من السابق 

حضر الطبيب وقال : هيا فلتاتوا إلى مكتبي 

قالت (اريكا) : اهناك خطب بي؟ 

رد عليها الطبيب : لا ابدا، انتي بأفضل حال لا تقلقي 

تنهدت اريكا، ثم خرج الابوان مع الطبيب متوجهين نحو مكتبه 

اخبرهم بجميع احلام (اريكا) والأبوان كانا يستمعان بانصات شديد محاولين معرفة اي دليل منها بشأن (اريكا)، من تكون؟ ، من أين؟ ، من هي أسرتها الحقيقة؟ ، هذه الاسئله اللتي يحتاجون الإجابة عنها 

اخبرهم الطبيب بحلم (اريكا) الاخير و اخبرهم باستنتاجه، لكن كان هناك سؤال يراوده فقال : حسنا، سوف أسألكم عن شكل اريكا عندما وجدتموها كيف كان؟ 

رد الاب : انا وجدتها كما قُلتُ سابقاً تحت شجرة البرتقال بداخل زجاجة غريبه وكانت فتاة مولوده بشعر اشقر طويل معها ورقه كتب فيها اسمها وتاريخ ولادتها 

رد الطبيب بحماس : نعم، لقد عرفت ذلك، اذن حقا تلك جدتها، وتلك الفتاة هي (اريكا)!! 

قال الابوان باستفهام : ماذا تقصد؟ 

فقال الطبيب بأن الفتاة اللتي في حلم اريكا هي نفسها اريكا، اذن ف ان المرأه هي جدتها، فإن في حلم اخر قالت ذلك (انا جدتك…) 

فهم الابوان وفرحوا حقا بهذا وقرروا ان يبقوا بجانب (اريكا) ويبدأو بالبحث عن ادلة أخرى. 

وتوجهوا إلى غرفة (اريكا) ليخبروها بما قد توصلوا له.. 

في ليلة هادئه، رأت (اريكا) نفسها في مكان غريب، وكأنه من وحي الخيال، الغيوم تغطي المكان، والازهار البيضاء في كل مكان حولها 

بينما هي ترى الازهار من حولها وتحت قدميها، رفعت رأسها لترى تلك المرأة وهي تبتسم لها، وتمشي ببطئ نحوها 

لم تكن اريكا خائفة ابدا وإنما هي أيضا اتجهت نحو تلك المرأه الي ان اقتربت منها لترى وجهها بوضوح شديد و كأنه واقع

امسكت المرأه بيدي (اريكا) وقالت : هل عرفتي الان من اكون؟ 

ردت (اريكا) : جدتي؟ هل انتي حقا جدتي!؟ 

قالت المرأه :نعم يا عزيزتي، انا جدتك، انا اسفه ان كنت قد اخفتك سابقاً، لكن لا يوجد سوى هذه الطريقه لتعرفي من انتي (اريكا) 

قالت اريكا بتعجب :من انا! ماذا تعنين 

ردت الجده : حسنا، لكن استمعي الي حتى اكمل لكي لا ترتعبي من الحقيقه فينتهي بك المطاف مستيقظه ولم تفهمي القصه، حسنا؟ 

ردت (اريكا) :حسنا! 

قالت الجدة : بدأت القصه عند ولادتك في مملكة فرايزين وولس وهي مملكتك وموطنك، ولدتي بصفات الملك الأول فشكلك ولون شعرك وبشرتك يوحيان بذلك، فنحن شعب وولس نولد بشعور بنيه وهذا ما يميزنا، عندما علمنا بأن صفاتك مميزه وانك من سلالة الملك الأول قررنا تتويجك بذلك فور ولادتك، لكن مراسم التتويج لم تتم على خير، فالشعب المعادي (برايدين) باغتنا بالهجوم 

لم نكن نعلم بانهم كانو مخططين من قبل مراسم التتويج بأن يقتلوك لقد ارادو قتلك لكي يستولو على مملكة وولس 

ارادو ابعادك عن طريقهم لأنهم اكتشفوا بأنك وريثة الملك الأول في شكله وفي صفاته وطاقته أيضا 

اسفه حقا (اريكا)، لم يكن بوسعي حمايتك، لم أستطع سوا ان اضع عليك ذلك الدرع حتى لا تموتي أثر اصطدامك بالأرض 

الان يجب أن تعلمي (اريكا) بالأمر 

انتي حاكمة مملكة (فرايزين وولس) من بعدي فأنا لن اصمد طويلا، كما أن مملكة وولس الان في حرب مع شعب برايدين منذ سنوات وقد قتلو الكثير من أبناء شعبنا واسروا اخرين 

يجب أن تنهي ما بدأته يا اريكا، هذا واجبك تجاه شعبك. 

اريكا : حسنا، بصفتي الان حاكمة شعب وولس يتوجب على حمايتهم وإيقاف تلك الحرب ولكن… كيف؟ 

كيف استطيع ان أعود لموطني؟ 

الجده : لا تقلقي تستطيعين العوده فان لديك قدرات فريده لا يتمتع بها سواك 

ما عليك سوا اتباع تعليماتي بحذافيرها لتكوني في المكان اللذي تواجدتي فيه آخر مره هناك في مملكة وولس. 

اريكا :حسنا! 

ظهر وهج لتختفي الجدة وتستيقظ (اريكا) من حلمها 

استيقظت وكلها عزيمه بأن تعود وتحمي شعبها 

وجدت الأبوان حولها واخوتها والطبيب كذلك 

كانو ينتظرونها ان تستيقظ بفارغ الصبر فقد كانت تعاني في نومها وتتصبب عرقا 

قالت اريكا : ابي، امي، اريد ان اخبركم بشيء

الابوان :تحدثي بكل ما يجول بخاطرك، نحن نستمع إليك يا عزيزتي 

اريكا : امم، حسنا، في الحقيقه لا أعلم كيف ابدا ومن أين لكن.. 

أمسكت الام بيد (اريكا) وقالت :مهما كان اللذي ستقوليه سوف نتقبله فأنتي ابنتنا يا صغيرتي 

ارتاحت اريكا وتشجعت وقالت : امم اذن سأخبركم بما رايت في حلمي، هو لم يكن حلما حقا بل كان وسيلة للتواصل على هيئة حلم نستطيع نحن شعب وولس استخدامها لنقل المعلومات بيننا عندما تكون المسافات طويله رأيت جدتي في الحلم واخبرتني بانني الملكة في عالم موازي لعالما ومملكتي تدعي مملكة فرايزين وولس… 

استمرت اريكا بأخبار والديها بما حصل لها في الحلم وقد كانو مسلَّمين للأمر الواقع 

فقد كانت لديهم شكوك حولها منذ البدايه ولكنها كانت بمثابة ابنة لهم 

عم الحزن غرفة اريكا فقد كان الجميع ينظر إليها مودعاً 

لم يكونوا مصدقين فقد كانت فعلا  جزئا من حياتهم ولكنها ستذهب، ستذهب لمكان بعيد يصعب على البشر الوصول له 

خرج الاخوان التوأم من الغرفه لم يستطيعوا تحمل الوضع بها 

بينما كانت الأخت الصغيره تجلس بجانب اريكا وتلعب بشعرها تارة و تضمها تارة اخرى 

انهمرت دموع الأم وحزن الاب جدا 

فهناك فرد من العائلة على وشك الرحيل، وللابد، دون عوده…. 

في ليلة حالكة السواد، قمرها  مكتمل 

حان الوقت! 

انه وقت الوداع، بدأت اريكا تودع أهلها 

الاب، الام، الاخوان التوأم، الاخت الصغرى وايضا الطبيب 

استدارت عنهم، نظرت الى القمر، و وجهت كف يدها اليمنى نحوه لتظهر كلمات في بطن يدها كانت تتوهج بنفس لون دمائها الزرقاء… 

قرأت الكلمات… كانت مفتاحاً لبوابة عبور الملك الأول في السابق.. فتحت تلك البوابه فوق اريكا.. يتهوج منها لون الزرقة ويملأ المكان… 

نظرت إلى الابوان واخوتها والطبيب.. لقد كانت النظرة الاخيره… 

ارتفعت اريكا في الهوا نحو البوابه وهي تصرخ… لن انساكم…. انتم عائلتي لن انساكم ما حييت… 

ارتفعت اريكا حتى اختفت قدميها عن الانظار و اغلقت البوابه وذهب ذلك الوهج واللون الأزرق و عاد كل شي لما كان عليه… 

وكأن شيئا لم يحدث… 

بدأت الام تبكي وتقول : سوف افتقدها.. 

والأب يحاول مواساتها و التخفيف عنها 

كان الجو مليئاً بالفراغ… والحزن 

في مكان مواز لعالما هذا… 

كانت اريكا مستلقيه على الأرض، استيقظت و وجدت نفسها فوق تلة في أعلى الجبل، نظرت للاسفل لترى ما قد رأته في حلمها حقيقه 

الحرائق في كل مكان، الدماء في كل مكان، الجثث في كل مكان 

وجدت نفسها مذعورةً من هول المنظر.. 

حاولت أن تبحث عن طريق ليدلها على جدتها… أرادت المشي ولكنها كانت تستطيع الطيران… حاولت التوازن ولكن في كل مرة تسقط وتضرب بالأرض او بالأشجار المحترقه، وإذ بها تجد قصرا كبيرا، قالت في نفسها بإن جدتها حتما فيه 

توجهت لذلك القصر.. دخلت اليه من احد النوافذ فالمكان ممتلئ بالحراس وقد كانت خائفة جدا، فكل شئ هنا غريب.. 

تسللت ببطئ وإذ بخادمة تصطدم بها من خلفها وهي مسرعة 

قالت الخادمه : انا اعتذر سيدتي 

قالت اريكا : اه، لا بأس

وحاولت اريكا الهروب 

لكن فجأه لاحظت الخادمة شكل اريكا وقالت لها :انتظري، هل انتي اريكا؟ 

قالت اريكا :نعم، وهل هذا قصر جدتي، اقصد الملكة؟ 

قالت الخادمه : نعم، نعم، انها بانتظارك، لقد اعلمتنا بأن نستعد لاستقبالك لكن لم أكن اتوقع بأنك دخلتي بالفعل 

قالت اريكا : لقد دخلت من النافذه، كنت خائفة من الحراس اللذين على البوابه 

ردت الخادمه : انهم الحرس الملكي، نحن هنا جميعا لخدمتكم سيدتي. 

قالت اريكا في عجل :حسنا، أين هي جدتي؟؟ 

قالت الخادمه : من هنا جلالتكِ. 

ارشدت الخادمه اريكا لغرفة الملكة، كانت اريكا مندهشه بذلك القصر الكبير والممرات الواسعه والمجوهرات الغريبه اللتي تزين الحائط والنوافذ و المصابيح 

وصلوا  إلى باب كبير جدا، فتحته الخادمه، فإذا باريكا ترى سرير جدتها يظهر شيئا ف شيئا. 

كانت اريكا واقفة بدون حراك، تنظر لوجه جدتها بتمعن.

لم تكن هكذا في الحلم، انها الان اكبر سنا و بشرتها شاحبة جدا، لماذا؟ اهي بخير؟ 

قالت الخادمه بصوت أعلى : تفضلي جلالتكِ. 

فدخلت اريكا، وسارت بخطوات ثابته نحو سرير جدتها 

قالت الخادمة : جلالة الملكة، ان اريكا هنا ! 

فتحت عينيها بصعوبه وحركت عينيها لليسار إذ بها ترى الخادمه فنظرت للجهة الأخرى فرأت وجه اريكا 

قالت :اريكا!!  انها انتي حقا! 

قالت اريكا : نعم يا جدتي، طبقت ما قلته لي وها انا الان بجانبك 

قالت الملكة : اه يا صغيرتي، واخيرا عدتي لموطنك، لارضك، لشعبك 

قالت اريكا :اجل يا جدتي، ولكن..، كيف يمكنني أن أساعد شعبي، ماذا علي ان افعل، لقد رأيت المملكة، انها تحترق، انها تموت!!  ، ماذا عساي ان افعل؟ 

ردت الملكة : لا تقلقي يا عزيزتي، ثقي بنفسك فأنت الملكة الجديده لشعب وولس، انا لم يعد أمامي المزيد من الوقت،   أيتها الخادمه، فلتحضري تاج الملكة اريكا لنكمل مراسم التتويج 

قالت الخادمه : الان؟ وهنا؟ 

ردت الملكة : نعم، انا لن اصمد طويلا، اسرعي!! 

ردت الخادمه على عجل : حسنا حسنا، في الحال جلالتكِ.. 

أحضرت الخادمة التاج و ساعدت الملكة بالجلوس.. 

قالت الملكة: حسنا، اقتربي يا اريكا… 

بإسمي وبإسم شعب وولس العظيم سوف اكمل مراسم التتويج اللتي لم تتم منذ اكثر من ثلاث عشرة سنة بأن تكوني الحاكمة (اريكا) حاكمة مملكة فرايزين وولس، وانا من هنا اتعهد لك بمملكتي وشعبي…. 

ووضعت التاج على رأس اريكا، فقالت اريكا :وانا من هذا المكان اتعهد بأن احمي شعب وولس واحكم بالعدل والسلام واتعهد بإيقاف هذه الحرب.. 

نظرت الجدة الي وجه اريكا لآخر مره وقالت : انا سعيدةٌ الان، يمكنني أن ارتاح…. 

تولت اريكا حكم شعب وولس، ووضعت حدا لشعب برايدين، وانقضت الحرب، وعم السلام في جميع أنحاء مملكة وولس…… 

بعد  عشر سنوات….. 

على كوكب الأرض، كان هناك رجل عجوز يعتني بشجرة البرتقال، بينما كانت امرأة مسنه تجلس على كرسي متحرك وهي تحيك الصوف واحفادها حولها… 

ظهرت لهم فتاة يافعه، لون شعرها اشقر وطويل وبشرتها متناغمه مع لون الثلج، وقفت أمام بوابة منزلهما وهي تنظر لهما 

قالت المرأه المسنه: يا عزيزي، اذهب وانظر ماذا تريد تلك الفتاة.. 

ذهب الرجل العجوز لتفقدها، وقال : أيتها الشابه، اتريدين شيئا؟ 

وإذ بالفتاة تسقط دموعها دون أن تشعر، فسارع الرجل  العجوز بمسحها، وهو يقول : لا بأس، لا بأس، تفضلي بالدخول… 

عندما رأت المرأه المسنه وجه تلك الفتاة عن كثب، صرخت: من؟؟. اريكا!! ، هل انتي اريكا؟؟! 

بدا الرجل العجوز يتمعن بها ويقول : ماذا؟ اريكا، هل يعقل هذا؟ 

ابتسمت الشابة وقالت : نعم، ابي، امي، لقد عدت……. 

كانت اريكا تستطيع التنقل بين العالمين وقررت العوده لترد معروف والديها اللذان اعتنيا بها طوال الفترة اللتي كانت بها على الأرض.. 

كانت اريكا تستطيع اخذ من تشاء معها بين العالمين فاقترحت على والديها بأن يأتو الى مملكة وولس معها، فإنهم ينعمون فيها بالراحة والسخاء 

فوافق الوالدان واخوتها وأبنائهم أيضا  على ذلك .. فانتظرت الليل لتستطيع الانتقال بواسطة القمر مرة أخرى فوجهت يدها اليمنى إلى ضوء القمر وقرأت مفتاح البوابه فامسكت بيد ابويها معاً وامسك الاخوان باطفالهما وباختهم و ذهبوا جميعا لمملكة وولس… 

رحب أبناء مملكة ( فرايزين وولس) بعائلة اريكا أشد الترحيب… 

وحضي الجميع بالسعادة والرخاء… بعيدا عن الضوضاء…. تحت وهج السماء….. 

 

 

 

 

 

النهايه…… 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

2

followers

4

followings

1

similar articles