من الفقر إلى الغنى الجزء الاول

من الفقر إلى الغنى الجزء الاول

0 reviews

إختلفت الروايات و الحكايات عن قصة عباس الفقير, اللذي كان يعيش في إحدى القرى النائية بأحد البلدان العربية .

كان قوت يومه ما يجده في الزبالة أو مايرميه الناس في الشارع , كان معروفا بين أهل القرية و منبوذا لقباحة شكله و منضره , كل يوم في نفس الثياب الرثة المتسخة والرائحة الكريهة المنبعثة من جسده و ثيابه .

في كوخه يفترش بطانيات إلتقطها من هنا و هناك , أرضيته من تراب و سقفه من ألواح و صفائح معدنية لا تحميه من حر الشمس و لا من صقيع البرد أو الشتاء .

كان عباس في الأربعينات من عمره , شاحب الوجه كثيف الشعر هزيل الجسد , وجنتاه بارزتان من شدة الجوع و التعب , كان يحسبه أهل القرية مجنونا , كان يخرج من كوخه إلا قليلا حتى لا يلتقي بأصحاب القرية اللذين كانوا يستهزؤون به كل يوم , و حتى الاطفال لم يسلم منهم كانوا يرمون باب كوخه بالحجارة و يهربون .

كان جيران عباس من اهل القرية لا يعيرونه اي إهتمام سوى الضحك عليه و جعله قدوة لأولادهم اللذين لا يحبون الدراسة أو يعملون عمل غير لائق فيشبهونهم به , أو يقولون لهم على الأرجح من لا يدرس جيدا فسيصبح مثل عباس , إلا ولد واحد من أطفال القرية كان يشفق عليه , لكن أهله كانوا يحذرونه من الإقتراب إليه .

كان الولد ياخذ كل يوم طعاما ويضعه أمام بيت عباس خلسة عن أهله و عن  عباس ,  ولا يبتعد حتى يراه يخرج يده الهزيلة لأخذ الطعام دون اي كلمة او إلتفاتة , بقي الحال سنوات عديدة, عباس لم يتغير و طباع اهل القرية على حالها, كبر الولد الصغير و أصبح يدرس في الجامعة , و في يوم من الايام سأل أباه عن عباس يريد ان يعرف حكايته , فحكى الاب لإبنه بادءا بقول أن عباس كان يعيش رفقة أمه , و ابوه توفي و عباس في بطن أمه , كانت أمه تنسج و تخيط ثم توفيت و هو صغير, بقي لوحده كان الناس يشفقون عليه كان يساعد اهل القرية في أعمالهم و يعطونه اجرا زهيدا , و في يوم من الايام جاء رجل و طرد عباس من البيت الصغير اللذي كان يعيش فيه , مدعيا أن البيت فوق ملكيته و هدم بيت عباس, بقي عباس في العراء حتى جاء إلى هاذه التاحية و بنى هاذ الكوخ ومن ذلك الوقت و هو على حاله لا يبالي وكانه مجنون.

عباس ليس بمجنون , عباس ذاق المر ولم يجد من يواسيه في محنته , عباس في داخله رجل طيب كله امل و صبر , كان يبكي كل ليلة مثل طفل صغير لم يرى والده وتوفيت أمه ولم يشبع منها اه يا عباس .

مرت الايام و الشهور والسنوات , ذات يوم وعباس في كوخه إذ طرق على الباب وبشدة , إستغرب عباس من شدة الطرق وإمتلكه شعور غريب مختلط بالفزع و الغضب و الخوف , و لم يحرك ساكنا , ماطرق احد بابه في حياته فمن يكون ; وعم الصمت في كوخ عباس , إذ صوت رجل ينادي : عباس نحن نعلم أنك موجود في الداخل أخرج , هنا زادت نبضات قلب عباس و زاد خوفه لا يعلم من الطارق و ماذا يريد  , تساؤلات عباس إزدادت بلا جواب في الأخير سلم نفسه للأمر الواقع وفتح الباب .

ثلاثة رجال بملابس أنيقة ونضارات سوداء , نظر عباس فيهم لايعرف أحد منهم و لم يسبق له أن رأهم من قبل و ماهم من أهل القرية,  سأله الرجل : هل انت عباس ؟ فأومئ عباس برأسه نعم , سأله الرجل عن أمه , فأجاب أنها ماتت منذ زمن, وسأله عدة اسئلة و عباس يجيب و اهل القرية مندهشين , فأمر الرجل عباس بالركوب في السيارة , فتوسلهم عباس أنه لم يذنب ولم يفعل أي شيئ , فأمره الرجل مرة ثانية و بنبرة حادة ان يركب السيارة , فركب عباس السيارة و هو يبكي و يتوسل لكن لا حياة لمن تنادي, ركب الرجال السيارة وأقلعوا إلى وجهة لايعلمها احد من أهل القرية ولا عباس نفسه .

تساءل اهل القرية بينهم ماذا عساه فعل ؟ ربما كان يعمل في السر أشياءا لم نراها , وكل شخص من اهل القرية يسأل ويجيب نفسه , في هاذه الأثناء بقي عباس صامتا يترقب بعينيه السوداوتان الكبيرتان وينظر من النافذة تارة و إلى الرجال تارة أخرى و هو في حيرة و خوف  . يتبع

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

0

followings

1

similar articles