طلب صداقة "قصة قصيرة"

طلب صداقة "قصة قصيرة"

0 reviews

طلب صداقة  "قصة قصيرة" 
نهى عراقي

راحت زهرة  تهرب إلى النجوم كاطفلة بريئة تبحث عن أحلامها التي تبعثرت منها في زحمة الآشياء و وجع الفراق و الصدمات في الآشخاص و الإرهاق من البحث في عنان الحياة و سماء العشاق
تنتظره كأنها صحراء متعطشة لجدول ماء ينساب في أرباعها لترتوي.

إنها تبحث و لا تمل من البحث عنه عن فارس أحلامها و نسيت أنها أحلام و ليست حقيقة، فكانت بتلك اللحظة هناك رسالة تأتيها على هاتفها تعيدها من تللك الحالة الشاردة و إذا بطلب صداقة فأخذت تتجول صفحته تقبله أم لا، فوجدته ذات منصب و كاريزما ليست بالقليلة و كان بينهما أصدقاء مشتركين فقررت أن تقبل الطلب و لكن ليس الآن بعد يومان
ستقبل الطلب.

هذا أسلوبها المفضل حتى لا يشعر الآخر أنه ذات أهمية بالغة،  مر اليومان و هى كل يوم تقرأ كتاباته و حروفه الساحرة فكان له خواطر رائعة سحرها حرفه العميق الدافيء الذي ينم بين طياته عن دفئ و عمق و شجن ووجع.

إشتاقت لتعرف تلك الشخصية التي بهرتها بثقافتها، و سكبت في أودية روحها أريجاً من خلاصة عطر تلك الروح التي تبحث عنها إنه يشبه توأم الشعلة، فهى تبهرها لغة الثقافة و الأدب تلك المميزات هى التي تخاطب عقلها ثم السبيل إلى قلبها.

  فقبلت الطلب و سريعا وجدته يرسل لها على الخاص  فكان الرد منها بتحفظ شديد لكنه هو الذي شدها لإستكمال الحوار بخفة دمه الذي اكتشفته أيضا فكان خفيف الروح و الظل و أخذا  يتبادلا أطراف الحديث يوما بعد يوم و نجح في احتلال أروقة حياتها و أخذ يتسلل إلى قلبها كاللص المحترف ليخترق خزائن مشاعرها ويحتل قلبها المنهك.

وعندما اعترف لها بحبه لها لا بل بعشقه و أنه متيم بشخصيتها الجذابة و ثقافتها الشديدة و احترامها لنفسها و كونها أيضا سيدة مجتمع راقية، فكان ردها أنه مجرد إعجاب فقط فكيف تحب صورة أو مجرد خيال ربما جذبك بريقاً فقط فأعجبك، فأقسم أنه يعشقها ووقع في غرامها و يريد الإرتباط بها و طلب منها اللقاء لكنها ترددت و حاولت أن تهرب لكنه لم يعطيها ثمة فرصة أن تهرب منه أو يفلتها من يده هي أحبته حباً حقيقياً و كانت تقع في حبه كل يوم أكثر مما قبله، و لم تفكر أنه جاء من "عالم افتراضي"

وجدت فيه أمان الأب فكانت تشعر أنه من دمها.
هناك شيء غريب يربطه بها فاستجابت للقاءه، في مكان عام فعندما التقيا لأول مرة كان إحساسها به نفس إحساسها قبل أن تراه بل كان أقوى و لم تشعر بنفسها عندما سلمت عليه و أخذها بين ذراعيه فألقت بنفسها داخله و كأنها في حالة إغماء على صدره لولا تواجدهم بالطريق لظلت بين ذراعيه و لم تخرج أبداً، يا له من حضن أب حنون رأت فيه كل أمان الدنيا.

هى تشعر معه شعور كادت تعجز عن وصفه،  فقضيا و قتا لطيفا معاً واتفق معها على الزواج و بالفعل وافقت بعد أن كانت تهرب من فكرة الإرتباط مرة ثانية فطلبت منه أن يتقدم لأهلها وافق لكنه كان له طلب أن يتزوجا سرا بمعرفة أهلها فقط لأن عنده أسرة فوافقت حتى لا تخرب عليه حياته و حتى لا تحدث مشاكل فتعكر صفو حبهما.

ثم تم الزواج و كان يغيب عنها أيام و أسابيع و يتركها تحترق بنار الشوق و الإشتياق إنها تشعر بإختناق و ضيق في غيابه حتى أنه لم يعد يحاكيها كل يوم، و تراقب هاتفها في لهفة و شوق تنتظر رسالة أو مكالمة تعيد لها الحياة، و فجأة يرن الهاتف  ويشتكى لها أنه يمر بضائقة مالية و بدون تفكير أعطته من مالها،  فكان يطل عليها من حين لآخر و هى كانت ترى أن الدقيقة معه عمر آخر كان يرضيها القليل،  فكانت تُشبع ذاتها بتلك السويعات القليلة بين أحضانه. 
كانت تعاتبه على طول غيابه فكان يعتذر و يخلق الأعذار.

فكان دائم الشكوى من خسائر ماليه فكانت تعطيه ما يريد من مال، حتى علم أنها لم تعد تملك شيئا هنا اختفى من حياتها حتى صفحته لم تعد متاحة، هاتفه مغلق ظلت سنة كاملة تبحث عنه و سمعت عنه إشاعات أنه مجرد نصاب فهو صياد يجيد صيد النساء من خلال صفحات الفيس بوك.

كلفت أحد أقاربها الذي تحرى عنه جيدا فكانت الصدمة أنه متعدد العلاقات النسائية و يستغلهم ليستولى على أموالهم و أن هناك أكثر من بلاغ مقدم ضده و مطلوب القبض عليه، هنا دارت بها الأرض و أيقنت أنها خضعت و أحبت شخصية مزيفة لا و جود لها إنها ليست باكية على أموالها لكنها آسفة باكية على الألم و الوجع و الوهم فهى عاشت الوهم بكل فصوله. كل ذلك بسبب طلب صداقة من عالم  افتراضي

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

4

followers

1

followings

1

similar articles