شهرزاد وشهرياروقصص الف ليلة وليلة

شهرزاد وشهرياروقصص الف ليلة وليلة

0 reviews

يحكى ان الملك شهريار كان احد ملوك بني ساسان , وان اخاه الاصغر شاه زمان , كان ملكا علي سمرقند , وكان كل من الملكين حاكما عادلا , محبوبا من رعيتة , لحسن سيرتة , ولطف عشرتة .

مضى زمن طويل لم يلتق الاخوين , فرغب الملك شهريار ان يرى اخاه شاه زمان , فأرسل الية وزيره ليبلغه رغبته , ويطلب منه الشخوص اليه , فذهب الوزير الي شاه زمان , وابلغه رسالة اخية الكبير , فصادفت من نفسه هوى , لانه كان يفكر في ذلك من قبل , حهز شاه زمان نفسه لزيارة أخيه , وحمل معه من الهدايا الثمنية ,

والتحف النادره , واعد خيله وبغاله وجماله , وحمل عليها كل ما أعده , وسايره وزيره وزير أخيه , وحفت به حاشيته وساروا جميعا الى شهريار .

لم يمض شاه زمان غير بعيد حتى تذكر أنه نسي جوهرة ثمينة أعدها هدية لأخيه , وكانت لا يعرف خبرها ولا مكانها أحد غيره , فلم يجد بداً من ان يعود هو نفسه الى قصره .

وما كاد يدخل القصر حتى وجد زوجته تنادم مغنيا , وكان عهده بها الا تنادم مغنيا , و الا تبرح مقصورة الحريم , على ما كانت عليه عادتهم في زمانهم .

فاما رأى ذلك أظلمت الدنيا في وجهه , وغلي دمه في رأسه , فخانته أعصابه , واستل سيفه من غمده , وقتل زوجته والمغني ,

رجع شاه زمان بعد ذلك الى رفقاءه , وتابعوا سيرهم , حتى وصلوا الى أبواب مدينة أخيه , فأما طار الخبر إلية , خرج هو ورجال حاشيته لاستقبالهم في ظاهر المدينة .

ولما التق الاخوين تعانقا , ثم سارا تحف بهما رجالهما , وقد لبست المدينه حلة من الزينة .

استقر الاخوان في قصر الملك , وجلسا يتحدثان , واقبل شهريار على اخيه بكل حواسه يلاطفه ويسامره , ولكن اخاه كان شارد الذهن مبلبل الفكر مضطرب الاعصاب , لا يفارق خياله ذلك المنظر الذى خلفه وراءه .

لاحظ أخوه ما يساوره من وساوس واوهام , فظن ان ذلك بسبب مفارقته بلاده , وظن أن طول مقامه معه يجعله يساو بعض الشيء , فيعتدل مزاجه , وتهدأ نفسه .

إلا انه ظل ساهما مفكرا , وقد أثرت هذه الحالة فيه , فشحب لونه وذاب شحمه , وهزل جسمه , فسأله أخوه عما به , فأخفى عليه الحقيقة , وقال : إنه رجل ممعود , وهذه العلة هى التى أضنته , فهيأ أخوه رحلة طويلة للصيد والتريض , وطلب اليه أن يصحبه , ولعل ذلك يفيده , ولكنه أبى .

خرج شهريار للصيد , وخلف شاه زمان في القصر , وكان فى القصر طيقان تطل على حديقة واسعة , فلم يمض على خروج شهريار إلا قليل حتى خرجت زوجته , ومعها الجوارى و العبيد , وجلسوا على حافة فسقية فى وسط البستان , وأخذوا يشربون ويلعبون ويغنون جميع النهار .

رأى شاه زمان ذلك المنظر من طيقان القصر , فعلم أن هذه من تلك وان ما كان عنده هو بعض ما شاهده عند اخيه , فهو أحسن حالا , واقل شناعة , وبدأت وساسه وأوهامه تخف وطأتها , وتزول حدتها , وتغيرت نفسيته , وتبدل حاله , وأقبل على طعامه وشرابه , وبدأت نضارته تعود اليه .

عاد اخوه من رحلته فوجده فى صحة وعافية , فسر لذلك , وسأله عن حاله , وقال :

اما سبب علتى فأذكره لك , وأما سبب عافيتي فليعفنى منه اخى .

فقال شهريار : اذكر لى سبب علتك اولا .

فقص عليه قصة الجوهرة , وما كان من أمر زوجته .

ألح عليه بعد ذلك شهريار أن يقص عليه قصة شفاءه , فاستعفاه , فلم يعفيه , واصرعلى ذلك , وأقسم عليه ليخبره

فلم يرى شاه زمان بدا من ذلك , وقص عليه قصة زوجته والجوارى والعبيد , وما كان منهم حول الفسقية جميع النهار . اراد شهريار ان يستيقن من الامر , فأذاع أنه سيعود الى الصيد , على مرحله من المدينة- حط الرحال , وأمر , فنصبت الخيام , ودخل خيمته , وامر الا يدخل عليه احد , وبعد قليل خرج متنكرا , وعاد الى قصره , وجلس مع اخيه يرقب ما يحدث , فرأى مثل الذى راَه اخوه من قبل .

اتفق الاخوان على ان يسبحا فى بلاد الله , فخرجا وسارا يتنقلان منقطر الى قطر , ومن بريه الى بريه , حتى وصلا الى مرج اخضر على شاطىء بحر وكان التعب قد نال منهما منالا عظيما فجلسا يستريحان . فيما هما جالسان ينظران الى البحر , رأيا الماء يضطرب اضطرابا شديدا ثم انفلق الماء عن عمود طويل اسود ضارب فى الجو متجه نحو الشاطىء .

خاف الملكان وأسرعا الى شجره قريبة , فصعدا عليها طلبا النجاه , واخذ ينظران فإذا ذلك العمود الاسود مارد من الجن , طويل القامه عريض الهام , واسع الصدر على رأسه صندوق كبير . خرج الجنى من الماء ووضع الصندوق على الارض برفق , ثم فتح اقفالا كثيرة كانت عليه , ورفع غطاءه , ثم أخرج منه علبة , وفتحها , فخرجت منها فتاة شقراء ذات حسن وجمال , وفيها عجب ودلال .

ثم قال لها المارد يا فتاتى الجميلة , لقد اختطفتك ليلة عرسك ووضعتك في صندوق مقفلا حتى لا تقع عليكي عين , وحملتك فوق رأسي وسرت بك بعيدا, يا فتاتى الجميلة تعبت من طول السفر وسأنام قليلا لاستريح .

تلفتت الفتاه حولها فرأت الملكين على الشجره القريبه منها فأشارت اليهما ان يهبطا اليها فأشارا اليها انهما يخافان العفريت , انذرتهما إن لم ينزلا إليها فيتغرى العفريت بهما ليقتلهما فنزلا اليها وقضيا معها وقتا , وأرتهما عقدا من الخواتم , وأخبرتهما أنها خواتم لناس كانت تلتقي بهم على غفلة من ذلك العفريت , كما ألتقت بهما , وطلبت منهما خاتميهما فأعطياها الخاتمين فأخذتهما وعادت الي عفريتها

نظر الاخوين الي بعضهما واستعجبا من امر هذه الفتاة وعرفا ان ما لقياه ليس الا امر يسيرا بجانب ما تفعله هذه الفتاة مع العفريت .

فعادا الى قصر شهريار الذى امتلا قلبه حقداً على النساء وبغضا لهن واَمن ان كيدهن عظيم , ولم يدر بخاطره ان المرأه انسان وانها ترى وان لها حقا فى الحياه كحق الرجل , اما ان يضيق عليها وتحبس وراء المقاصير او توضع فى الصناديق وتحكم من حولها الاقفال فذلك امر يجعلها تحقد على الرجل وتحاول ان تنتقم منه فى اى صوره من الصور واذا ارادت فعلت ,

لم يعي شهريار الي كل هذا ولكن قلبه زاد غلظا وصلبت عاطفته واستحجرقلبه ودخل القصر ثاءراً وجز عنق زوجته والجوارى والعبيد بسيفه والقى بروءسهم فى الفسقية التى كانوا يتنادمون حولها , وابغض النساء بغضا شديدا وأصبح لايأمن لزوجة , ولذلك زعموا أنه كان يتزوج الفتاه ولا يعاشها إلا قليلا ثم يقتلها.

فزاع هذا العمل للناس وكان الملك يتزوج بناتهم ويقتلهم فأسرع الناس بأخراج بناتهم خارج المدينة لبلاد اخرى نجاه بحياتهن

وفي يوم طلب الملك من الوزير كعادته ان يحضر له فتاة ولكن الوزير بحث هنا وهناك ولم يجد فذهب الي بيتة مهموم وحزين لانه ان لم يفعل ما امره به الملك سوف يغضب عليه وقد تكون عقوبته القتل .

كان لهذا الوزيربنتان اكبرهما اسمها شهرزاد واصغرهما اسمها دنيازاد وكانت شهر زاد واسعة المعرفه كثيرة العلم قرأت كثيرا من سير الملوك السابقين ونوادر الشعراء وطراءف الادباء واحاديث السمار.

ولما عرفت شهرزاد سبب قلق وخوف ابيها قالت له يا ابتى زوجنى هذا الملك , وانا بين امرين فإما ان انجو وينجو معي بنات جنسى من طغيان وجبروته وإما أن أموت وأكون فداء لك .

قال لها ابوها: بالله عليك لا تفعلى ذلك فإن حياتك اغلى عندى من كل شيء قالت شهرزاد:لا بد من ذلك يا ابت

واصرت على ان يقدمها ابوها للملك , فلم يجد بداً من تجهيزها والخروج بها للملك شهريار .

أوصت شهرزاد أختها دنيازاد ان تعجل بالذهاب اليها حينما تطلبها فإذا لقيتها طلبت إليها ان تحدثها حديثا طريفا تقطع به الليل او شطرأً منه.

خرجت شهرزاد مع ابيها الي الملك فلما راَها فرح بها , ولكنها بكت فسألها الملك عما بها , فقالت : ايها الملك السعيد ان لي اخت صغيره اريد ان أراها وأودعها , لان الوزير عجل بإحضارى اليك فلم اتمكن من روءيتها.

فأرسل الملك الى دنيازاد وأحضرها , فما لقتها اختها وقبلتها وجلستا حتى طلبت دنيا زادمن اختها ان تحدثها حديثا فيه تسليه لها , فأستأذنت شهرزاد الملك فى ذلك فأذن لها , وبدأت تقص قصصها التى سنقدمها لكم , في الف ليله وليله , وكان الملك كلما انقضت ليله امهل شهرزاد ليله اخرى حتى تكمل له الحديث الذى احبه في الليله التاليه .

وهكذا نجحت شهرزاد فى صرف الملك عن تلك العاده القبيحة , عادة قتل النساء

وهذه هى قصة شهريار وشهرزاد والف ليلة وليلة

الى لقاء قريبا مع قصص الف ليلة و ليلة اتمنى لكم وقت ممتع معنا

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

2

followings

2

similar articles