رؤية فلسفية للحياة و علاقتها بنا
انا الإبنة العاقّة لهذة الحياة ، وهبتني بسخاء (حسب اعتقاد حسّادي) ، لكنّي مازلت أطمع ان تزيد ، أريدها ان تعرّفني باخوتها ، أخوالي : الحظُّ والمال و الجاه ، يقولون ان خالاتي ذوات مغنطيس لا يقاوم ، خالتي الصحه وخالتي السلطة و اكبر خالاتي الإرادة.
لي خال مهاجر ، حتي امي لا تعرف عنه الكثير و لا تذكره إلاّ نادرا اسمه الحبّ ، كان شاعرا و فنانا و ذا طبيعة انطوائية ، يحبّ العزلة و الوحدة ، حتي ان بقية أخوالي نفروه و تركوه يهاجر دون أسف ،
خالي الحظُّ كان اكثر معاد له و لسلوكه المجنون ، عندما تركه الحظُّ ، تآمرت عليه البقيّة و رموه في غياهب النسيان،
امي لم تعارض ولم تساند أخاها و باعته بثمن بخس و كانت فيه من الزاهدين .
انا الابنة العاقّة لهذة الحياة…
اسّبُها و ألْعنها صباحا مساء
ثم اعود لأُقَبِّل جبينها و اطلب الغفران
اقدم لها اعتذاري كلما ترشّفت قهوتي صباحا و اخذت نفسا عميقا من سيجارتي الفاخرة و نفثته في المرآة ، وكأني بي أغازل ذاتي و أقدّم دعوة للرقص لروحي الحالمة.
وكان خالي الحظُّ في انتضاري .
امي لم تكن بالمرأة المثالية ،كانت عاهرة و لقيطة و غريبة الأطوار . ماضيها مخجل و غير مشرّف.
كانت مطمع الكل و غاية من هبّ ودبّ في السِّر و العلن،
تراني فخورة بها حين و اخجل احيانا
أُمِّي الحياة امراة كاملة الأنوثة ، تُسيل لعاب الطامعين .
كانت عاهرة وكفي.
لم تكن تخشي الاّه ،
إِلَّا هو
كان هذا الشخص قبيحا ، داميا ، لا ظلّ له
كانت تتبعه غيمة سوداء و غربان تنعق
كان اذا مرّ تسبقه ريح سموم تنذر بفصل
خامس يحمل اسمه : انّه فصل الموت !!!
هذا الفصل لا يحترم قوانين الطبيعة ، يحلّ أين و متي أراد
ضيفا ثقيل الظل في ربيع العمر وخريفه علي حدّ سواء. لا يمهل و لا يبعث إنذارا الا نادرا
عدوّ امي رجل سادّي ،مُهاب ، الكُلّ يخشاه إِلَّا انا…
فليس عندي ما افتقده اذا زارني
كل مايحزّ في نفسي ان يحلّ دون ان اري خالي الغريب المغترب ، خالي الحُبّْ !
و يا موت اهلا ….