قصة قصيرة بعنوان "هكذا أعيش" الجزء الرابع

قصة قصيرة بعنوان "هكذا أعيش" الجزء الرابع

0 reviews

تابع للجزء الثالث من القصة القصيرة “هكذا أعيش”

 

استيقظت على صوت رقية، كانت مكبلة مثلي، أردت أن أصرخ من الفرح لكن شيئا ما منعني، عرفت منها أن الخاطفين قد أعادو أمها للمنزل واحتجزوها، وأنهم ينوون إعدامنا قريبا، لم يكن ذلك الخبر صادما بقدر صدمتي التالية.

استأنست روحي بجوار صديقتي التي نبع وترعرع في جوفها يقين بأنني أصبحت بكماء، مر يومين ورقية لم تسكت، كانت تحاول ألا تفكر وألا تجعلني أفكر فأخذت تقصّ القصة تلو الأخرى وتتظاهر بالضحك حتى في غير مواقفه.

طلب الزعيم لقاءنا ولكن هذه المرة نحن من سيذهب إليه، اقتادنا بعض كلابه لمكتبه القذر، كان مقنعا كعادته، لكن الغريب أنه لم يفعل ما كان يفعله كل مرة، لم يهددني ولا رقية، بل مباشرة رفع القناع عن وجهه وليته لم يفعل، صدمتي الثالثة أسقطتني أرضا ولأول مرة بعد طول انتظار انهمرت دموعي.

ـ لقد أخذ مني والدك حب والديّ، كانا يفضلانه كثيرا عني، كنت مشاغبا ورغبت في التخلص من حالة الفقر المزرية التي عشناها، لم يكن هناك منفذ لتحقيق حلمي سوى بالانضمام لصفوف المحتل الذي يمتلك امتيازات كثيرة، كنت أنشط معهم سرا، بينما كان ينشط في حزب التحرير علنا، حاولت كثيرا التخلص منه دون جدوى، كان ذكيا ويجيد المراوغة، طرق بابنا جنود المحتل باحثين عنه، لكن أمي خبأته وفشلت كل مخططاتي، كبرنا وتزوجنا وكل منا واصل طريقه، ابتعد عني ولم أبتعد، كنت أترصد له وحقدي ينمو شيئا فشيئا، رزق بأولاد ولم أرزق، زوجته كانت مطيعة وزوجتي لم تكن، محبوبا كان ولم أكن، حتى والدي خسرتهما بعد أن علما أنني فرد من "الخونة" كما أسمياني.

تحجرت الدموع في عيني، كان كلامه مؤذيا أكثر من السلاسل التي تطوقني، استرسل وعينيه تقطران شرا:

ـ كان المحتل أرحم من عائلتي حين تخلت عني، لم يكن ذنبي سوى أنني حلمت بحياة رغدة، طلقت زوجتي وتفرغت للجهاد، حملت مع المستعمر شعلته لأحرق بها كل من ثار ضده، وكانت الانطلاقة بعدوي الأول، والدك المحظوظ، نصبت له كمائن كثيرة، ولأن والديّ قد أصبحا تحت التراب فلم يكتشف بعد أنني عدوه، كان يبوح لي بمكانه وببعض المعلومات التي ساعدتني على تحويل حياته لجحيم، 

 

يتبع في الجزء الخامس والأخير من القصة

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

27

followers

5

followings

3

similar articles