اختلاف وجهات النظر أمر ضروري لابد منه .

لكل منا وجهة نظر تختلف عن الباقي ، وجهة نظر تحدد ثقافته ،تحدد تفكيره وعقلانيته ، تختلف نظرة الإنسان للحياة من شخص لآخر ، وجهات النظر تكون مبنيه علي ما تعلمه الإنسان في حياته بأكملها ، كما أنها تتأثر بسلبيات الإنسان و ايجابياته ، فلا يمكن أو يكون نادراً وجود شخصين أو أكثر متشابهين في نفس وجهة النظر ، ممكن أن يكون أحدهم ينظر للشئ من الخارج ويقوم بالحكم عليه لمجرد انطباعه الاول عنه ، والآخر لا يعطي رأيه في الشخص الذي أمامه إلا أن يعرفه ، وهذا ليس خطأ ، بل من الضروري اختلاف وجهات النظر من شخص لآخر حتي تكمل المشوره والنقاش في مواضيع ذات اهميه..

ومن الأمثلة على اختلاف وجهات النظر:-

1-نظرة البشر للمرأة:

يري بعض المجتمع أن المرأة ما هي إلا عبد ما هي إلا أداة لعبادتهم وخدمتهم ، يرون أن تعليمها جريمه ، يرون أن عملها ومساعدتها لزوجها أو عائلتها أو حتي لنفسها جريمه تعاقب عليها ، يرون أن زواجهن  قاصرات أمر واجب لابد منه ، ولا يفكرون في مشاعرها المتحطمه ، في حقها الذي سلبوه منها ، في طفولتها التي يجب أن تعيشها بسعادة لا خوف وترهيب و إطاعة زوج وعائله وأبناء ونسوا انها تكون طفله ، فهذا رأي بعض البشر…..وهناك رأي آخر لبعض البشر أيضا أنه يجب إعطاء المرأة حقها وحريتها وان تتزوج وقتما تشاء وتلعب كيفما تشاء تلبس هذا وتلعب مع ذاك وتركوها علي راحتها انا لا أنكر أنهم حاولوا اعطائها حقها كامل ولكن طريقتهم في إصلاح المكسور كانت خاطئة.. خاطئة لدرجة أنهم سمحوا لها بترك الحجاب ، سمحوا لها بالوقوف علي المسرح والرسول صلى الله عليه وسلم منعها من الاذان حفاظا علي رقتها وعفتها ، سمحوا لها بالتمثيل مع هذا وذاك علي أنه زوجها .. حبيبها …أباها …أخاها وهم ليسوا كذلك ، هؤلاء لم يحاولوا اعطائك حريتك بل كانوا يريدون حرية الوصول اليك ، وهذه وجهة نظر اخري…….ولكن هناك وجهة نظر ثالثه بين ذلك وذلك ، يقوم الوالدان بتربية ابنتهم علي الخير علي الحق علي معرفة النافع والضار لكي تبتعد عن الضار في المستقبل يسمحون لها بعيش طفولتها كيفما تشاء ولكن بالعديد من القواعد ، ليست صعبة أو ثقيله علي الفتاه .. لا ، بل إنها تهذبها ،تعلمها من هو السئ ومن الذي يريد الخير لها تمنعها من الوقوف على خشبات المسرح ، تمنعها من الغناء ، تمنعها من التعري حفاظا عليها ، تمنعها من كل ما هو سئ ، وعندما تكبر الفتاة وتنجب أبنائها سوف تعلمهم بنفس طريقة تعليم والديها لها… افهمتم … النساء خُلِقنا من ضلعٍ اعوج  فلا تحولون استقامته فينكسر ، تماشوا معهم .. المرأة لا تحتاج إلا الاهتمام ، الحب ، التقدير ، تريد أن تشعر أن لها كيان ، أن لها اهميه في حياة أبويها لأن ذلك يؤثر عليها بالايجابيه في بيت زوجها ..الفتيات هم المؤنسات الغاليات ، هم امانه من الله ، هم نبات صغير ، إن أحسنت زراعته والاعتناء به أخرج لك من الزرع ما تشتهي ، حافظوا علي نسائكم وبناتكم ….وهذه ايضا وجهة نظر تختلف عن الباقي…

2-العتاب عند الخصام:-

هناك أناس تكره الاعتذار تشعر أنه يدعس علي كرامتها تري كلمة "اسف"شئ عظيم جدا لا ينبغي أن يذكرونه بألسنتهم ، اني اعتقد انهم حتي لا يحدثون به أنفسهم ، عند الخصام بين شخصين منهم ، يري كل شخص منهم أنه ليس المخطئ ، أنه علي صواب والطرف الآخر هو الذي يجب عليه الاعتذار ، يجب عليه التنازل ، يجب عليه أن يتصل به ويقول : السلام عليكم ، كيف اخبارك ، انا اسف…اسف حقا ..ولكن هذا لا يحدث من أي طرف منهم ولذلك يمتد الخصام ليليه فشهر ثم سنه ثم ينقطع الكلام بينهم إن قابلوا بعض ولو صدفه كأنهم لا يعرفون بعضهم ، كأنهم لم تمضي عليهم لحظات سعادة معا ، لم يأكلوا في إناء واحد ،الكثير والكثير….وهناك النوع الثاني من البشر ينظر إلي الدنيا علي انها فانيه لا تستحق الخصام بين الأهل والأخوات ، بين الأصدقاء والاحباب ، فعندما يحدث خلاف و خصام بين طرفين منهم وهذا قليل ؛لكثرة حكمتهم ، تري كل منهم يهمُّ بالاعتذار من الاخر يريد أن يسبق كل منهم الاخر في قول كلمة" اسف “ فيقوم أحدهم بالاتصال اولا قائلا: السلام عليكم كيف حالك ، انا اسف ، اسف جدا ، أنني لا أقصد أن يحدث خلاف بيننا و يستمرون بالضحك علي هذا الأمر التافه  وهكذا ينتهي بينهم الحديث .. أرأيتم كيف تُحل المشكلات ، بكلمة " اسف” وهي ليست ثقيله كما يظنها البعض …وهذا رأي آخر أيضا ….

ومن كل ذلك فيجمل أن نقول ان لكل منا وجهة نظر تختلف عن الباقي..(اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية)..!!