اذا ادرك الانسان قدره

اذا ادرك الانسان قدره

0 reviews

إلى اولئك الذين ادركوا قدر  انفسهم 
إلى اولئك الذين يشعرون ان قدرهم اكبر مما يظنه الناس 
تحية طيبة و بعد،،،

كان الكون قبل خلق الله لأبونا آدم لا قيمة له والارض بما تحتويه لا تتجاوز عن كونها مجرد شيء  له مسمى فقط ولكي استوضح لك هذا الامر دعنا نتحدث عن كوكب زحل او الزهرة او المريخ او عن بقية مكونات المجرة ماذا تعني لك ناهيك عن كونها كواكب او نجوم او اي شيء اخر له مسمى فقط ،هل لما تحتويه هذه الكواكب اهميه ؟ ! بالطبع لا .

هل لازلت تشك في ذلك… حسنا… هناك الآلاف بل ربما الملايين من الكويكبات التي تتصادم ببعضها وتنتهي هل هناك من يبالي بها ؟

هكذا كان حال الارض قبل ان ينزل الله ابونا ادم من الجنة فيها ، لم يكن لها قيمة حتى جعل الله فيها مستقر الانسان فأكتسب كل شيء  قيمته و مع مرور الزمن لم يفقد شيء قيمته الا الانسان نفسه الذي لم يدرك  فأستنقص قدره فمنهم من استنقصه بالكفر و منهم من استنقصه بالشرك و منهم من استنقصه بالذنوب والمعاصي و منهم من استنقصه بوضع نفسه حيث لا يليق به و بقبول اقل مما يستحق .
ان الانسان اذا عرف قدر نفسه ادرك ان قلبه اغلى من ان يسكنه غير حب الله ورسوله و ان عقله اسمى من ان يشغله بالتفكير في الناس و ما يظنوا وما ظنوا  و ما قالوا و ما سيقولوا 
ان الانسان اذا عرف قدر نفسه تجرأ نحو احلامه و عمل لتحقيق اهدافه و مضى في الحياة دون هشاشه في نفسه و دون حسره او ندم على شيء لم يكن لتحقيقه  نصيب 
ان الانسان اذا عرف قدر نفسه رأى ان كل شيء في الارض قد سخره الله له فكيف سيمنع عنه شيء فيه له خير و كيف سيستحقر احدا و قد عرف ان لهم عند الله قدرا لا ينقص عن قدره الا بما احدتثه تقوى الله من تفاوت بين الخلق و لا اساس اخر لأي تفاوت بين الناس .
تساءلت كثيرا وانا اتفكر في مراحل اكتساب الطفل للحواس وكيف أن الطفل يسمع و يرى و لكنه لا يصل لمراحل الفهم و والادراك لما يسمعه ويراه الا بعد سنوات فكان تساؤلي ، هل اذا كنا ندرك و نعي ما نراه و نسمعه منذ الطفوله هل سننجح في تعلم المشي ام سيكون لكلمات اننا مازلنا صغار او اننا لن نستطيع تأثير علينا و سيقبع كثيرا منا في مرحله تعلم المشي لفترات اطول من الزمن بينما اقتضت حكمة الله ان لا ندرك ما نراه و نسمعه منذ ان نولد بل نعيش بضع سنوات من عمرنا بفطرة الثقة بالنفس و فطرة تكرار المحاولة و فطرة عدم المبالاة بما يقوله الناس.

ان للأصم عزيمة تفوق عزيمة من يبقي السلبيه التي يسمعها في رأسه و ان للاعمى خيال للجمال يفوق الجمال الذي طمسه المتشائم المبصر وان  من لم يدرك قدره فقد استرخص نفسه فكن مدرك لنفسك و كن اصم عن سماع كل ما يقلل منك او يحبط من عزيمتك وكن ذا نظرة متفائله تصنع الجمال على كل شيء تقع عليه و تيقن ان لك حق السعي نحو اي شيء تريده في هذا الكون و ان عدم تحقيقك له لا يعني انك لا تستحق بل يعني ان لله حكمه في ذلك طالما قد بذلت و اتممت السبب و ان ادراكك لقدرك كفيل بأن يضع بك يقين ان رضى الله و دخول الجنة هما الشيء الاسمى الذي يستحق الحزن على فواته فلا حسرة على فوات امر من امور الدنيا مهما كبر تعلقنا به ورغبتنا فيه  و ان  فوات رؤية وجه الله الكريم هو ما يستحق ان نسعى له بكل ما استطعنا و ان  عدم رفقة الرسول عليه الصلاة والسلام في الجنة هو ما يستحق الحسرة وليس ضياع رفقة الناس او الابتعاد عنهم .

فختاما  هل  ادركت قدرك؟

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

3

followers

10

followings

4

similar articles