التعايش مع الآخر وعلاقته بالنزعة الإنسانية والهوية الشخصية.

التعايش مع الآخر وعلاقته بالنزعة الإنسانية والهوية الشخصية.

0 reviews

التعايش مع الآخر:

   يقصد بالتعايش  القدرة على عيش الإنسان مع بعضه البعض في تسامح و انسجام  تام مع القيم الكونية التي تحيي فيه النزعة الإنسانية؛ ونعني  بهذه الأخيرة ذلك الشعور العميق الذي يسكن كيان كل شخص على وجه البسيطة؛ و يجعل منه شخصا إيجابيا في هذا الكون الفسيح و بعبارة أخرى  إن التعايش هو التكيف الذي ينشأ بين الأفراد والمجموعات الإنسانية و يعطيها القدرة على التعاون من أجل الوصول إلى الأهداف المشتركة التي توحد بينها وتبعد عنها الأنانية وحب الذات .

   ومن العوامل الأساسية  التي تساهم في تحقيق التعايش السلمي والمستدام بين الأفراد والمجتمعات البشرية هو التعليم الجيد الذي يبحث عن ا لقيم المشتركة التي تربط بين الناس بغض النظر عن جنسياتهم والوانهم ، إذ ليس من المجدي إحياء العصبية القبلية والصراعات البشرية في زمن تسعى فيه الإنسانية إلى تحقيق السلم والسلام العالمي، إنه من المؤسف الحديث عن إقصاء أشخاص من بني جلدتنا بسب اختلافات بسيطة ترتبط في أغلبها بالعادات التي تميز شعبا عن الآخر في الوقت الذي نتحدث فيه عن توحيد البشرية على قيم عامة وأهداف مشتركة؛هكذا يعتبر التعايش ركيزة أساسية في تعزيز العلاقات الإنسانية من أجل تحقيق الود والوئام بين أفراد المجتمعات ونبذ قيم الحقد والإقصاء  والكراهية التي أودت بالإنسان وجعلته يدفع الثمن غاليا.   

   غير أن ما يلفت النظر في هذا السياق هو الخلط بين التعايش مع الآخر والذوبان في ثقافته إذ من المنصف التحدث عن الهوية الشخصية التي تميز الأنا عن الآخر  وتجعل كل فرد يحافظ على خصوصيته الثقافية والدينية التي تؤهله لتقبل الآخر و في الوقت نفسه الحفاظ على هويته وأصالته؛ ويقصد بالهوية الشخصية مجموعة  من العناصر التي تميز كل شخص وتشير إلى نوعيته وما يمثله مثل: العمر والديانة والجنس والمستوى الثقافي والتعليمي والمعتقدات والأفكار والعادات  وغيرها من العناصر التي تشكل مجموعة متنوعة من الخصائص التي يعرف بها شخص ما.

   وأخيرا يمكن القول إن التعايش مع الآخر يجب أن لا يكون على حساب الهويات الثقافية خصوصا لدى الشعوب المستضعفة.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

4

followers

59

followings

1238

similar articles