ما هي شروط المحادثات الهاتفية بين قادة الدول؟ وما قصة الهاتف الأحمر؟

ما هي شروط المحادثات الهاتفية بين قادة الدول؟ وما قصة الهاتف الأحمر؟

0 reviews

عندما يريد رئيس ما التحدث إلى نظيره عبر الهاتف، الأمر لا يتم بسلاسة اتصالاتنا العادية فهي تحكمها بروتوكولات وقواعد أمنية معقدة قد تصل أحياناً إلى التضييق على الأشخاص الخطأ، الأمر الذى دفع وزيرة الخارجية ال67 السابقة “هيلارى كلينتون” عام 2010 للمراسلة عبر البريد الإلكترونى غاضبة كعلنة غنها تعانى مع موظف البيت الأبيض لا يُصدق أنها فعلاً هيلارى كلينتون وذلك خلال فترة باراك أوباما الرئاسية فى الفترة منذ عام 2009 و حتى عام 2013 ، فما هى الإجراءات البروتوكولية للمحادثات الهاتفية بين قادة الدول؟ وهل تنجح دائما فى الحفاظ على أمن الإتصالات؟!

عندما تربط الدولتين علاقات وثيقة يجرى الأمر ببساطة عبر غتصال هاتفى من مسؤول فى مركز الإتصال لنظيره وإخباره “رئيس دولتى يريد التحدث لرئيسك”، و إذا لم تكن العلاقات وثيقة بالقدر الكافى يقوم سفير الدولة بتقديم طلب رسمى بأسم رئيسه مع تحديد هدف المكالمة و نقاط النقاش و بعد الموافقة تتم جدولة الإتصال عن طريق غرفة العمليات المكلفة بإدارة الإتصالات بين رؤساء الدول.

 بحسب احد مستشارى البيت الأبيض السابقين و قبل الإتصال يتم إعطاء الرئيس معلومات عن نظيره بعُضها شخصية مثل حالته و صحة عائلته و حتى إذا ما كان يتقبل المزاح، وإذا كان سبب الإتصال حساساً يقوم مجلس الأمن القومى بتقديم ملفات إضافية للرئيس ومن ثم الإستماع إلى المكالمة، وعادة ما يستمع إىل المكالمات الرئاسية مستشارون ومترجمون فوريون خصوصاً وأن رؤساء العالم غالباُ ما يقضلون التحدث بلغتهم الأم كإعتزاز بالقومية و أيضاً لتجنب حدوث أى سوء فهم بسبب اللغة، حتى المترجمون الرئاسيون فهم يخضعون لتحقيقات و إختبارات لكشف الكذب قبل إطلاعهم على أى معلومات سرية، ويوجد خط ساخن بين أمريكا و روسيا صُمم بعد إنتهاء إحدى أسوأ أزمات الحرب الباردة وذلك عندما أرتفعت حدة التوتر بين الطرفين لدرجة وصلت إلى التهديد بقيام حرب نووية قد تنتهى بسببها البشرية، فتفق الطرفان على إبقاء هذا الخط كوسيلة إتصال فورية لحل الخلافات بشكل فورى و أصبح يُعرف لاحقاً ب"الهاتف الأحمر" ،  و من المحتمل أيضاّ أن تقوم الولايات المتحدة المريكية بإنشاء الهاتف الأحمر مع بكين فى الأوضاع الحرجة.

و بسبب هذه القواعد المشددة للإتصالات الرئاسية تصدر الرئيس الأمريكى السابق"دونالد ترامب"  فى عهده الأخبار بأسلوبه غير التقليدى فى المكالمات الهاتفية الدبلوماسية، أشهرها كانت عندما أعلن أنه تحدث مباشرة إلى الرئيس التايوانى على الرغم من قُطع العلاقات الرسمية بين الدولتين لما يُقارب 40 عاماً، و لم البيت الأبيض على علم بالمكالمة إلا بعد إنتهائها، ومن خلال خرق “ترامب” سياسة تتبعها بلاده منذ عقود طويلة.

و فى عام 2003 تصدر الرئيس الفنزويلى حينها " هوغو شافيز"  و حليفه الزعيم السابق لكوبا “فيدل كاسترو” الأخبار بعد أن تعرضا للخداع من محطة راديو "ال زول” الأمريكية حيث أتصل الراديو بشافيز متظاهراً بأنه كاسترو ثم أتصل بكاسترو متظاهراً بأنه شافيز ، وعندما أدرك كاسترو أنه تعرض للخداع قام بشتم المتحدث .

و على غرار الواقعة السابقة فى عام 2017 أعتقد وزير الطاقة الأمريكى “ريك بيرى” أنه يجرى مكالمة مع رئيس أوكرانيا “فولوديمير جروسمان” إنذاك لمدة 22 دقيقة التى دارت حول الأمن الطاقى فى أوكرانيا و خلال المكالمة حدد وزير الطاقة المريكى موعداً لزيارة كييف عاصمة أوكرانيا فى أقرب وقت، إلا أنه فى النهاية أتضح انهما ثنائى روسى مخادع محترف فى المقالب الهاتفية و خصوصاً على المشاهير وأصحاب النفوذ و السلطة.

فيبدو بأنه رغم جميع البرتوكولات الدقيقة و القواعد المعقدة لا يخلو من تعرض رؤساء الدول و أصحاب المناصب السيادية إلى المقالب الهاتفية؟!

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

128

followers

87

followings

66

similar articles