جن قلمي فكتبت هذه الأشياء
كان يوماً عاديا بحق
أظن أن الروتين أضيف لحياتي بعد دخول الجامعة
منها للبيت وللبيت للجامعة
فعند عودتي لذلك الركن الأسود الذي أعتاد على أهمالي له
علم أن صاحبه قد قدم جهز لي بعض الهلاوس والتخيلات وأطراق الأبواب بقوة وصرير الهواء المسرحي اليذي لم أعد اكترث بها كأول مرة دخلته
لم يكن بالبيت أشياء صالحة للأكل
غير الكتب الطبية والروايات التي أقرأها
هل تُأكل هذه الأشياء ؟؟
لا اعلم !
اثناء عودتي للبيت جهزت نفسي معنوياً وجسديا للحرب التي ستحدث عن وقوف أول ميكرو أمامي
أما عن وائل شريف سائق الميكرو فأعتدت تشغيله للأغاني البذيئة الصاخبة
في لحضة من هذه اللحضات الشيقة المعتادة
خرج جزء من قلمي
كأنه أراد ان يخطو شيئا للذي يراه يوميا
ومنها نادى على صديقه الكئيب المتهالك الورقة
وأصبح يعدو شيئا فشيئا عليه
صدقوني لم أكتب هذه الكلمات
فالبؤس والكأبة كما ذكرت سابقا هي أشياء قد اعتدت عليها كما يعتاد أي شخص على انقطاع الكهرباء والماء في حينا
اترككم قليلا مع قلمي
سأرى معكم ماذا فعل
تعبت الأقلام
تعبت الطرق
ابتسامات مخادعة
مجتمع قاتل للعفوية
حيل ليست مقنعة
اقتراب كاذب
امدد يدك في جعبتك
اخرج لنا كل ما هو جميل
وإلا فأرحل
فليست لك فائدة
لا تشرح عن طيبتك
لا توضح عن حالتك
لا تهمني شهادتك
ولا يهمني اكنت من معجبين دوستويفسكي
او فوز فريقك أكبر همّ لديك
فقط عش
عش كئيبا
مفلسا
لا تتنازل عن مبادئك
عندها سترى جوهر الحياة
الا وهي …….
لم يكمل صاحبنا ماذا خطاه
بل جعل هذا السؤال سؤال وجودي قد يخطر في بال أي شخص !!
وإني أرى وجوه قد عبست بعد رؤيتها ماذا فعل قلمي
نفس الشعور صدقوني
والآن قد عاد هذا القلم إلى جحره
عاد وكله حزن على ما يراه وما لا يستحقه
وأنا الآن في طريقي إلى جحري ايضا
اوووه لقد انستموني
لم أحضر معي طعاماً؟
قلت لكم ان تذكروني !!
لم أقل ؟
أظن أن الزهايمر اصبح مرضٌ شبابي أكثر من كونه مرض يصيب العجائز
