الانسان و المشروع ... الانسان و الآلة

الانسان و المشروع ... الانسان و الآلة

0 reviews

الإنسان و المشروع... الإنسان و الآلة
· لماذا يغيب المشروع الشخصي عن طموحاتنا ونكتفي بانتظار الوظيفة؟
· كيف نستطيع تأهيل الأجيال الجديدة لمرحلة الإنسان ـ المشروع؟
· هل يمكن للإنسان أن يحقق ذاته بالاستسلام للمهام الإجرائية؟
· إلى أي مدى استطاعت تقانات المعلومات والاتصالات تحفيز العلاقة مع المشروع المستقبلي؟
جسدت النظرة الأولى للإنسان العلاقة بين قدراته الجسدية والفكرية والأخلاقية، وعندما نكتشف حيوية مثل هذه العلاقة، نصل إلى تأكيد على أن الإنسان يعيش إنسانيته على الوجه الأمثل.
مفكرون كثر تناولوا علاقة الإنسان مع الحياة، وتوصلوا إلى نتائج فلسفية متعددة الجوانب، لكنها تصب جميعاً في هذا الإطار.
أن هوية الشخص تتحدد بالإرادة، إرادة الحياة التي تظل ثابتة فينا حتى عندما ننسى ونتغير كلية.
ويرى "سارتر" أن الإنسان كشخص هو مشروع مستقبلي، يعمل على تجاوز ذاته ووضعيته وواقعه باستمرار، من خلال اختياره لأفعاله بكل إرادة وحرية ومسؤولية، ومن خلال انفتاحه على الآخرين.

إذا كانت الحرية لا تعني استقلال الإنسان عن القوانين الطبيعية، وأنها لا تتمثل في أن يحيى الإنسان بدون إكراه طبيعي، أي بدون أن يكون خاضعاً لأية قوانين طبيعية أو وضعية، بل تتحقق ـ أي الحرية ـ عندما يفهم الإنسان أن القوانين الطبيعية تطبق عليه في ميوله ورغباته وفي انفعالاته كلها، تماماً كما تطبق على الظواهر الطبيعية.
فهم قوانين الطبيعة يعني أن الإنسان يصل إلى الحرية، ليس من خلال التحرر المطلق من هذه القوانين، ولكن من خلال التحرر التدريجي، عن طريق فهمها ومعرفتها وتعقلها والاستفادة منها في تغيير معطيات وجوده.
الإنسان ـ المشروع
بعد ثورة المعلومات والاتصالات انتشرت مفاهيم وأفكار جديدة تتحدث عن أتمتة السلوك البشري وتحول الإنسان إلى آلة، والصراع بين العقل البشري والمعالجات الحاسوبية وما إلى ذلك.
في الواقع الجديد يتحول الإنسان إلى كيان مطيع للقوانين الطبيعية والوضعية، ومنفذ لعملياتها الإجرائية، بعيداً عن الفرص التي تكفل خلق مبادرات أو أفكار جديدة.
هنا نستطيع القول أن العصر الراهن صنف الإنسان إلى نموذجين اثنين، أولهما هو الإنسان الذي يتولى تنفيذ القوانين والأنظمة، الطبيعية والوضعية، بشكل إجرائي، وثانيهما هو الإنسان الذي يستوعب تلك القوانين والأنظمة بشكل توليدي، أي أنه يخلق المبادرات الجديدة من خلالها، ويمارس حريته في بناء شخصيته الجديدة التي تنسجم مع تلك القوانين، وهنا يولد مفهوم (الإنسان ـ المشروع).
لكل منا مشروع
لا ننكر أن الأكثرية في مجتمعاتنا، ونظراً لارتباط المشروع برأس مال كبير، وفق المفهوم السائد، تبتعد عن التفكير بمبادرات أو مشاريع تعبر عن اهتماماتها الخاصة، وقدرتها على استيعاب متطلبات الحياة الجديدة، وتجد في البحث عن وظيفة هنا أو عمل إجرائي أو إداري هناك، الطريق الأمثل للسعادة، وهنا يتجه كل أفراد الأسرة وفق منحى واحد هو الخضوع لمعطيات الواقع، دون تفكير أو تردد، وهذا يعني أن الأجيال الجديدة ستستنسخ هذا التوجه، دون أن تدرك مخاطره.
لكل منا مهمة في الحياة، وهذه المهمة تميزه عن الآخر، والتميز لا يعني أبداً الانضمام إلى طوابير الموظفين، أو الأُجراء، وإنما يعني أن يكون لكل منا مشروعه منذ صغره، المشروع الذي يسعى منذ سنواته الأولى الى تحقيقه، بكل الإمكانات المتاحة، خاصة بعد سقوط نظرية ارتباط المشروع برأس المال.
إجابات
· يغيب المشروع الشخصي عن طموحاتنا ونكتفي بانتظار الوظيفة، لأن ثقافة الاعتماد على الذات معدومة، وثقافة التواكل هي المسيطرة.
· نستطيع تأهيل الأجيال الجديدة لمرحلة الإنسان ـ المشروع، باعتماد أساليب تربوية تمحو من الذاكرة الاستسلام لمبدأ التواكل.
· لايمكن للإنسان أن يحقق ذاته بالاستسلام للمهام الإجرائية، لأنها ستحوله إلى مجرد آلة.
· استطاعت تقانات المعلومات والاتصالات تحفيز العلاقة مع المشروع المستقبلي، لأنها أتاحت إمكانية إنشاء مشروع عن طرق المعرفة بدلاً من رأس المال

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
Ali

articles

1

followers

0

followings

1

similar articles