قصص الصحابة | عبد الله بن عتيك من بنى سلمة الجزء الثانى

قصص الصحابة | عبد الله بن عتيك من بنى سلمة الجزء الثانى

0 reviews

بسم الله الرحمن الرحيم 

والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 

وعلى آله وصحبه أجمعين…

ثم صاففتُ الناس ومشيتُ معهم كأنى واحد منهم فلم يفطن لى أحدن فلما دنوتُ من الباب تقنعتُ بثوبى لئلا ينتبه لى بواب الحصن، وجلست و كأنى أُقضى الحاجة، فلما دخل الناس ولم يبق أحد غيرى هتف بى البوابُ وقال: يا عبد الله إن كنت تبغى الدخول فأدخل فإنى أُريد أن أُغلق الباب.

فدخلتُ وكمنتُ غير بعيد منهُ مستتراً بجُنح الظلام، ولما أستقين أنه لم يبق أحد خارج الحصن أغلق الباب وعلق قلادة المفاتيح على ود ومضى إلى سكنه، أما أنا فمكثت فى مكمنى وطفقتُ أتفحصُ الحصنُ وأتعرف على مسالكه وأُجيل بصر فيه بحثاً عن عُلية الرجال، وإهتداءً إلى الطرق المؤدية إليها، فلما لبثتُ أن أثبتُ مكانه وعرفتُ من خلال ضوء المصباح الخافت أن فئة من أصحابه تسمُرُ عندهُ.

فلما أنفضُ السمُارُ واُطفئ المصباحُ، وأيقنت أنهُ آوى إلى فراشه ودخل فى النوم، أُخذتُ المفاتيح من الوُد ومضيتُ فى عتمة الليل إلى باب قصره الخارجى ففتحته فى رفق، فلما صرت داخل القصر أغلقتهُ على من الداخل بالقفل حتى لا يدخله أحد، ثم مضيتُ إلى الباب الثانى ففعلت به مثلما فعلت بالباب الأول ثم جريتُ على ذلك، فكنتُ كلما دخلتُ باباً اغلقته على، وقد حملنى على ذلك تقديرى بأن القوم إذا أنتبهوا أو صرخ فيهم صارخ فإنهم لا يستطيعون الوصول إلى إلا بعد أن أكون قد قتلته.

فلما بلغتُ عُليه القصر ألفيتُها مظلمة ووجدته مُضجعاً بين أهله و أولاده فلم أعلم أين مكانه بينهم فخشيت إن ضربته على الظنة أن أُصيب غيرهُ، فأُخالفُ وصية الرسول عليه الصلاة والسلام بألا نقتُل أمرأةً ولا وليداً وأُعرض نفسى للهلاك دون طائل، فبادرتُ وناديتُهُ بكنيته التى كان يناديه بها خواصهُ فقلت: أبا رافع.

فقال: من هذا ؟

فعرفتُ مكانهُ، وأهويتُ بسيفى على موضع الصوت وكنت مضطرباً فلم تفعل ضربتى به شيئاً.

فصاح بأعلى صوته فخرجتُ من الحُجرة، وعثرتُ بالمصباح فأخذته بيدى وطرحته بعيداً عن موضعه حتى لا يقوم إليه أحد فيضيئه.

ثم عدتُ إليه وغيرتُ صوتى وقلت: ما هذا الصياحُ يا أبا رافع؟

فقال: لأمك الويلُ، إن فى البيت رجلاً ضربنى بالسيف وتوارى.

فأقتربتُ منه وأهويتُ عليه بضربةً أثبت من تلك وأحكم، فأثرت فيه أثراً بليغاً ولكنه لم يمت، فأغمدتُ سيفى فى بطنه وضغطت عليه بثقلى كله، فصرخ صرخةً أيقظت زوجته، فأنتزعت سيفى من جسده ولم يُكن به حراك.

إستقيظت المرأة على صوت زوجها وهبت مذعورة وجعلت تستصرخُ فهممتُ أن أهوى عليها بالسيف لولا أنى تذكرتُ أن الرسول عليه الصلاة والسلام نهانا عن قتل النساء والأطفال فكففتُ عنها .

وما هى إلا لحظات حتى أستفاق الناسُ على صراخها، ودبت الحركةُ فى الحصن، فما كان منى إلا أن مضيتُ أستضرخُ الناس وأقول : الغوث الغوث النجدة النجدة .

فجعلوا يتدفقون نحو العُليه وانا أمضى خارجاً حتى انتهيتُ إلى آخر درجة من درجات الحصن وكنت ضعيفُ البصر فظننت إننى بلغت الأرض فوقعتُ فأنكسرت ساقى، فعصبت الساق المكسورة بعمامتى ومضيتُ أُجُرها جراً حتر صرتُ عندر رفاقى خارج الحصن.

أوقد أهلُ الحصن النيران من كل جهه، وهبوا جمعياً من مراقدهم وانطلقوا يعدون خارج الحصن بحثاً عن الذين أغاروا عليهم، اما نحن فكنا كامنين فى قناة ماء أسفل الحصن، فلما يئس القوم من العثور علينا عادوا إلى صاحبهم ينظرون ما حل به … يُتبع 

 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

128

followers

87

followings

66

similar articles