قصص الأنبياء | سيدنا نوح عليه السلام الجزء الثانى

قصص الأنبياء | سيدنا نوح عليه السلام الجزء الثانى

0 reviews

بسم الله الرحمن الرحيم 

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 

وعلى آله وصحبه أجمعين…

كان سيدنا نوح عليه السلام على الفطرة مؤمناً بالله سبحانه وتعالى قبل ان يُبعث إلى الناس، وكل الأنبياء مؤمنون بالله سبحانه وتعالى قبل بعثتهم، وعندما أنتشر الكفر بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا نوح عليه السلام نبياً، فخرج على قومه وبدأ دعوته، وبدأ يدعوهم للإيمان بالله سبحانه وتعالى وحقيقة البعث، والله تعالى هو الخالق وحده الذى يستحق العبادة، وهناك موت ثم بعد الموت بعث يوم القيامة وهو يوم عظيم، وشرح لهم بأن الشيطان خدعهم زمناً طويلاً، وحدثهم سيدنا نوح عليه السلام عن تكريم الله للإنسان وكيف خلقه فى أحسن صورة ومنحه وأعطاه الكثير من النعم.

واستمر يدعو قومه تسعمائه وخمسون سنة، آمن بسيدنا نوح عليه السلام الفقراء والضعفاء و المساكين، أم الأغنياء والأقوياء والسادة فقد تأملوا دعوته بعين الشك، لما كانوا عليه من الضلال ومن أن دعوته تتعارض مع مصالحهم ومنافعهم فأصروا على كفرهم وعنادهم ومحاربتهم للدعوة، فكلما كانوا يدعوهم إلى الإيمان ينفرون منه ويجعلون أصابعهم فى آذنهم كى لا يسمعوا كلامه، كما انهم كانوا يتغطون بثيابهم مصرين على جحودهم مستكبرين فى عنادهم، دعاهم سراً وجهراً وأمرهم بإستغفار الله تعالى وذكرهم بعاقبة التائبين المستغفرين، حينما يرسل الله عليهم متتابعة بالرزق الوفير، ويمددهم بالأموال والبنين، ويجعل أرضهم جناتاً وأنهاراً.

إتهم الملأ الذين كفروا من قومه بأنه بشر مثلهم، رغم أنه لم يقل غير ذلك، وأكد لهم أنه من البشر، والله يرسل إلى الأرض رسولاً من البشر، وأستمرت الحرب بين الكافرين وبين سيدنا نوح عليه السلام، وتصور هؤلاء الكافرين بأنه لن يستجيب أحد لدعوته، فلما وجدوا أنه آمن به الفقراء والضعفاء والبسطاء من الناس، هاجموه وقالوا له : لم يتبعك غير الفقراء و الضعفاء.

وقالوا له : إسمع يا نوح إذا أردت أن نؤمن بك فأطرد الذين آمنوا بك، إنهم ضعفاء وفقراء ونحن سادة القوم وأغنياؤهم ويستحيل أن تضمنا دعوة واحدة مع هؤلاء.

إستمع سيدنا نوح عليه السلام إلى كفار قومه وأدرك أنهم يعاندون ورغم ذلك كان طيباص فى رده، وأفهمهم أنه لا يستطيع ان يطرد المؤمنون لأنهم ليسوا ضيوفه إنما هم ضيوف الله، وليست الرحمة بيته الذى يدخل فيه من يشاء ويطرد من يشاء، إنما الرحمة بيت الله الذى يستقبل فيه من يشاء.

كان عليه السلام يناقش كل حجج الكافرين بمنطق الأنبياء الكريم وقال لهم : إن الله قد آتاه الرسالة والنبوة والرحمة وأنه لا يطلب منهم مقابلاً لدعوته والإيمان بما جاء به.

سئم الكافرون من هذا الجدل وتحدوه بأن يأتيهم بما وعدهم إن كان من الصادقين، واتهموه بأنه على الضلال، فأجابهم بأنه ليس به ضلالة إنها هو رسول من رب العالمين، جاءهم ليبلغهم دعوة الحق وينصحهم حتى يخرجهم من الظلمات إلى النور.

كانت أعداد المؤمنين لا تزيد إنما يزيد عدد الكافرين، وحزن سيدنا نوح عليه السلام لكنه لم ييأس، وظل صابراً يدعو قومه وينصحهم طوال التسعمائة وخمسين سنة فقد كانت أعمار البشر آنذاك طويلة، وكان العمر الطويل لسيدنا نوح عليه السلام معجزة خاصة له.

وجاء يوم أوحى الله سبحانه وتعالى لسيدنا نوح عليه السلام أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن، وأوحى إليه ألا يحزن عليهم، حينها دعا سيدنا نوح عليه السلام دعوة غضب على قومه بالهلاك ودعا الله سبحانه وتعالى ألا يترك الكافرين على هذه الأرض … يتبع 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

128

followers

87

followings

66

similar articles