شرح الأحاديث النبوية (الجزء الخامس)

شرح الأحاديث النبوية (الجزء الخامس)

0 reviews

نستكمل في هذا المقال بإذن الله شرح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم (الجزء الخامس)

أحاديث هذا اليوم: (تنكح المرأة لأربع)، (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد).

الحديث الأول: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، وحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).

يتحدث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن أمر حساس ومهم جدا وهو النكاح. والنكاح شرعه الله سبحانه وتعالى للناس وقاية لهم من الوقوع في الفواحش والمنكرات، فإذا أداه المرأ على الوجه الذي أمر به كان له أجر.
ولما كان من المعتاد أن يختار الرجل المرأة حسب معايير معينة، وضح النبي صلى الله عليه وسلم تلك المعايير التي يمكن أن تختار المرأة لأجلها، فقط يختار رجل زوجته لأنها ذات مال كثير فينتفع بمالها، أو لأنها ذات نسب رفيع، أو لأنها بالغة الجمال، أو لأنها صالحة وملتزمة بدينها.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا استطعت إيجاد المرأة التي تمتلك ذلك كله فهي خير لك، وإلا فاختر صاحبة الدين التي تعينك على طاعة الله وتقومك إذا أخطأت وفي رفقتها صلاح دنياك وأخراك. فاظفر بذات الدين تربت يداك، أي قطعت يداك، وهذا حض للنبي صلى الله عليه وسلم أن لا يغفل المسلم عن اختيار الزوجة التي تخاف الله تعالى، فإن عدم اهتمامه بمسألة الدين يورث الهلاك داخل الأسرة ويفتح بابا للشيطان يدخل منه ليفسد بينهما.

 

الحديث الثاني: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا).

يقول النبي صلى الله عليه وسلم أن الله حين يقبض العلم إليه بمعنى أن يرفعه من الأرض فإنه لا ينزعه انتزاعا من صدور الرجال، فلا تجد الرجل عالما اليوم وغدا جاهلا، إنما يقبض الله العلم بقبض العلماء أي موتهم. والعلم وإن كان لايزال في الكتب والصحف إلا أن غياب العلماء الذين يبينونه ويوضحون ما فيه يعني انعدامه، فمهما قرأ الإنسان في كتب العلم، فإنه لابد له من معلم يبين ويوضح له.
يموت عالم بعد عالم، ويموت مل منهم يقل العلم درجة، حتى إذا مات العلماء ولم يبقى منهم، ذهب الناس إلى اتخاذ الجهال علماء، فيولونهم مناصب التعليم والقضاء والفتوى وغير ذلك، فإذا سألهم الناس أفتوا وأجابوا وهم على غير علم بما يقولونه فهم ضالون مضلون. لذا على مثل هذه المناصب أن تملأ بأهلها والعالمين بها وإلا لفسدت الأرض ولهلك الناس.
 

العبر المأخوذة من الحديث:
(1) مكانة العلماء وقدرهم.
(2) وجوب تولية المناصب لمن يستحقها.
(3) الجهل والفتوى بغير علم تؤدي إلى الهلاك والفساد.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

278

followers

95

followings

3

similar articles