شرح الأحاديث النبوية (الجزء الأول)

نبدأ في هذا المقال بإذن الله شرح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم (الجزء الأول)
 

أحاديث اليوم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) و(إن الصدق يهدي إلى البر).
 

الحديث الأول: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هحرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه).
 

هنا يأصل النبي صلى الله عليه وسلم أهمية النية في الإسلام، فهي أساس كل شيء، ولا تقبل العبادات إلا بالنية، فلا وضوء بلا نية، ولا صلاة بلا نسة، ولا صيام بلا نية. يقول النبي صلى الله عليه وسلم أن جزاء الأعمال عند الله تعالى تكون حسب نية المؤمن فإن كانت نيته خالصة لله أثيب عليها وإن كانت رياءً أثم عليها وإن كان عمله صالحا.
وفي قضية الهجرة، يقول صلى الله عليه وسلم أن من هاجر من المسلمين بنية الابتعاد عن أرض الكفر والذهاب إلى أرض مسلمة يأمن فيها على نفسه ودينه فتكون هجرته لله ورسوله وأجره حسب نيته تلك، وأما من هاجر بنية المتعة أو الزواج فهجرته إلى ذلك، ولا يثاب لعدم إخلاصه.
 

العبرة من الحديث:
أهمية النية في كل أعمال العبادات.
فضل صاحب النية الخالصة عن المرائي.
 

الحديث الثاني: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يكتب عند الله صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا).
 

هذا حث من النبي صلى الله عليه وسلم على الصدق لأنه محمود، ونهي عن الكذب فإنه مذموم. فيقول صلى الله عليه وسلم أن الصدق
يؤدي دائما إلر الخير والبر، وإن من هداه الله إلى الخير فإن عقباه الجنة بإذن الله. ثم يبين صلى الله عليه وسلم أن الرجل الصادق في كل أعماله وأقواله، ليبقى على صدقه حتى يكتبه الله عنده صادقا، وله أجر عظيم. وإن الكذب خلق شنيع، ويوصل إلى الفسق والفجور ونهايته النار، وإن الرجل ليكذب، ويتحرى الكذب، ولا يتورع عنه، حتى يكتبه الله تعالى عنده كاذبا وله عذاب أليم.