تفسير سورة القصص (الجزء الأول)

سورة القصص تحكي قصة سيدنا موسى عليه السلام بتفصيل أكثر من غيرها المواضع الأخرى التي ذكرت فيها القصة. فتحكي عن ميلاد موسى عليه السلام، وإلقاء أمه له في البحر بأمر الله تعالى، وقصة قتله لأحد أتباع فرعون حين أراد أن ينتصر مصرياً من قومه، ثم وصول الخبر إلى فرعون وإرساله رجالا لقتل موسى عليه السلام، وبعد ذلك قصة هروبه وزواجه. ثم عوته إلى قومه لدعوتهم إلى الحق، والكبار فرعون وقومه حتى أهلكهم الله تعال بالموت غرقاً.

تفسير الآيات من 1 إلى 7.
(طسٓمٓ) 
هي إحدى الحروف المقطعة الافتتاحية.

(تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ)
هذه هي الآيات التي أنزلها الله تعالى في القرآن الكريم عليك يا محمد.

(نَتۡلُواْ عَلَيۡكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرۡعَوۡنَ بِٱلۡحَقِّ لِقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ)
نحبرك هنا يا محمد بأخبار عن النبي موسى وعدوه فرعون لعل قومك يؤمنوا حين يستمعوا.

(إِنَّ فِرۡعَوۡنَ عَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ)
أي استكبر وطغى وتجبر.

(وَجَعَلَ أَهۡلَهَا شِيَعٗا)
أي فرقهم جماعات وقسمهم طبقات.

(يَسۡتَضۡعِفُ طَآئِفَةٗ مِّنۡهُمۡ)
يظهر قوته على فئة ضعيفة من بني إسرائيل ويبطش بهم.

(يُذَبِّحُ أَبۡنَآءَهُمۡ).
يقتل أبناؤهم الذكور.

وَيَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡۚ) 
ويبقي نساءهم على قيد الحياة.

(إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ)
أي كان يفسد في الأرض ويظلم بني إسرائيل ظلما بيناً، فيضيع حقوقهم ويأكل أموالهم عليهم ويقتل كل من وقف في وجهه.

(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ)
يقول الله سبحانه وتعالى أنه يريد أن يمن على المستضعفين من بني إسرائيل وينصرهم ويرفع مكانهم ويرثهم الأرض ومن عليها بعد إهلاك فرعون وجنوده.

وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنُرِيَ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُواْ يَحۡذَرُونَ)
ويمكن لهم في مصر، ثم يحدث الله ما كان فرعون وهامان وجنودهما يخشونه.
وكان فرعون قد رأى من قبل في منامه أن طفلاً ولد من بني إسرائيل فلما كبر قضى على ملكه. بدأ بعدها فرعون بقتل كل المواليد الذكور في بني إسرائيل وترك المواليد الإناث، فأراد الله سبحانه وتعالى أن يخبر أن ما يخافه فرعون سيحدث، وأن طفلاً سيولد ثم يكون هلاك فرعون وجنوده على يديه.