تفسير آيات من سورة يوسف - الجزء الثاني

تفسير آيات من سورة يوسف - الجزء الثاني

0 reviews

نستكمل اليوم بعون الله تفسير بعض آيات سورة يوسف وهي الآيات من 19 إلى 22.

كنا قد قلنا أن إخوة يوسف أجمعوا أمرهم على التخلص منه، فقرروا إلقاءه في البئر، ثم طلبوا من أبيهم أن يأخذوا يوسف معهم ليمرح قليلاً، فوافق يعقوب عليه السلام بعد أن تعهدوا له بأن يحافظوا على يوسف، وحين عادوا، وكانوا قد رموه في البئر، كذبوا على أبيهم وأخبروه بأن الذئب قد أكله.

(وَجَآءَتۡ سَيَّارَة)
أي أن قافلة قد مرت على البئر الذي ألقي فيه يوسف عليه السلام.

 

(فَأَرۡسَلُواْ وَارِدَهُمۡ فَأَدۡلَىٰ دَلۡوَهُۥۖ )
أرسلت هذه القافلة رجلاً ليجلب لهم الماء، ولكن يوسف عليه السلام كان تعلق بالحبل فخرج إليهم.
 

(قَالَ يَٰبُشۡرَىٰ هَٰذَا غُلَٰمٞۚ)
قال الرجل أنه وجد غلاماً في البئر. وهذه بشرى لأنه يمكنهم بيعه أو الاستفادة منه في العمل. وكان الناس قديماً يتخذون عبيداً وجواري.

(وَأَسَرُّوهُ بِضَٰعَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِمَا يَعۡمَلُون)
واتفقوا على أن يجعلوه سلعة فيبيعونه إلى القافلة ليسافر معهم ويتخلصوا منه.
 

َ (وَشَرَوۡهُ بِثَمَنِۭ بَخۡسٖ دَرَٰهِمَ مَعۡدُودَةٖ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ ٱلزَّٰهِدِينَ)
لم تكن القافلة تمتلك المثير من المال لشراء يوسف عليه السلام، ومع ذلك فقد قبل إخوته ببيعه بثمن رخيص.

 

(وَقَالَ ٱلَّذِي ٱشۡتَرَىٰهُ مِن مِّصۡرَ لِٱمۡرَأَتِهِۦٓ أَكۡرِمِي مَثۡوَىٰهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدٗاۚ)
كانت هذه القافلة متجة إلى مصر، فعرض أصحابها يوسف للبيع كعبد، فرآه عزيز مصر واشتراه وأخذه إلى امرأته -وتسمى زُلَيْخَة- يقول لها أنه يبدو ولداً صالحاً فأكرميه ولا تعامليه كبقية العبيد فلربما نتخذه ابنا لنا.

(وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلِنُعَلِّمَهُۥ مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِۚ وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِۦ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُون)
هنا يتحدث الله تعالى عن الحكمة وراء هذه الرحلة التي مر بها يوسف. لقد وضع قدمه داخل قصر عزيز مصر، وهكذا جعل الله له مكانة عالية، وأعطاه أيضاً القدرة على تفسير الأحلام.
ثم يقرر الله حقيقة أن ما أراده الله سيكون ولكن الناس ما زالوا لا يدركون ذلك.
 

َ (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥٓ ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ)
لما كبر يوسف عليه السلام أوحى الله عز وجل إليه أنه اصطفاه ليكون نبياً وآتاه علماً غزيراً.

كانت هذه هي نقطة التحول في حياة يوسف عليه السلام، ومن هنا ستبدأ قصته بالدعوة إلى الله تعالى.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

278

followers

95

followings

3

similar articles