النعمه الكبرى والخساره العظمى فأيهما تختار ؟

النعمه الكبرى والخساره العظمى فأيهما تختار ؟

0 reviews

إنها النعمة العظمى حينما تفوز بها، ويطرد أقوام عن حوضه هم من أمته، وهم على دينه، ولكنهم يضربون، تضربهم الملائكة، تطردهم عن حوضه، كما يضرب راع الابل الغريبة أن ترد على حوض إبله، فيقول رسولنا -صلى الله عليه وسلم- لما أودع الله فيه من الرحمة والشفقة، والحرص على أمته: "إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم، فأقول: إنهم أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقا، سحقا، لمن غير بعدي".

التغيير، والتبديل هو في الرغبة عن سنة رسول الله، في الزهد عن سنة رسول الله، في الترافع عن منهج محمد خير خلق الله.

الخسارة العظمى أن يذهل المرء عما بين يديه مما يسر الله من وسائل الثبات على سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيشغل بتوافه الامور، وبتقليل ما يرد على قلبه من الوساوس والشبهات والشهوات، فتصده عن ذكر الله، وتصده عن اتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران: 200].

إن استمساكك بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحتاج إلى الصبر، فإذا صبرت واستمسكت بسنة محمد -صلى الله عليه وسلم- لا يروعك كثرة مخالفيها، ولا يزلزل قلبك كثرة من يدعي خلافها، ويدعو إليه، صبرت، كنت في صف الصابرين، والله يقول: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: 10].

وأعظم درجات الصبر: الصبر على طاعة الله، هي أعظم الدرجات، هي أعظم درجات الصابرين، دونها الصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله المؤلمة.

عباد الله: إن الله يقول: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء: 40].

إنك -يا عبد الله- إن تعمل لله حسنة تبتغي بها وجه الله، فإنها تقع من الله بمكان قبل أن تقع حسنتك على من وقعت عليه، فتتجر مع الله، يضاعف حسناتك أضعافا كثيرة، وإنك ما تقربت به من حسنة أفضل من حسنة على سنة محمد -صلى الله عليه وسلم-، مصدقا له، متبعا لاثره، سائرا على منهجه، فأنعم وأكرم بها من حسنات تأتيك من اتباع السنة، وابتعادك عن البدعة والمخالفة والضلالة: (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا) [النساء: 31].

هذه أول سننه -اجتنب، وجاهد نفسك في البعد عن الكبائر-، فإذا سلمت منها كفرت سيئاتك الصغائر، وخرجت من الدنيا، ولا سيئة لك.

اتجر مع الله بمداومتك على ذكره سبحانه وتعالى، فإن لك بكل تسبيحة صدقة، وبكل تحميدة صدقة، وبكل تكبيرة صدقة، وبكل تهليلة صدقة، وكل كلمة طيبة صدقة.

اتجر مع الله بالتقرب إلى الله بالاحسان إلى خلق الله بأي أمر يكون فيه الاحسان إلى الخلق مهما قل، فإن في التسليم على الناس صدقة، وإن في معاونتك للضعيف صدقة، وإنك بأخذك بيد الاعمى ليجتاز الطريق صدقة، وإن في صناعتك للأخرق الذي لا يستطيع أن يصنع صنعته صدقة، وإن في كل معروف صدقة، ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها، وتصديق موعدها، إلا أدخله الله بها الجنة".

قال حسان بن عطية أحد رواة الحديث: فعددنا ما دون منيحة العنز، من رد السلام، وتشميت العاطس، وإماطة الاذى عن الطريق، وغيره، فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة من دقها وصغرها.

عنز فيها شربة من حليب تعطيها لمحتاج ليحتلبها ويردها لك إذا كف حليبها كم هذه؟

اعلم أن دونها أربعين خصلة أقل منها كل واحدة تبتغي بها وجه الله يدخلك الله بها الجنة، ما أعظم فضل الله؛ لكن ما أعظم خسارة من لم يتعرض لفضل الله، فيتجر مع الله -عز وجل-، فيجعل عمله كله قوله، وفعله، واعتقاده ممايريد به وجه الله: (لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء) [البقرة: 272].

(وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ) [البقرة: 272].

لست تنفق على الله، وليس في حاجتك؛ ولكنك أنت المحتاج إليه سبحانه وتعالى، فاتجر مع الله تجد الخير بين يديك إلى لقاء الله -عز وجل-.

عبد الله: أرأيت كل يوم يناديك المؤذن: "حي على الصلاة، حي على الفلاح".

"حي

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

3

followers

1

followings

1

similar articles