خواطر الدكتور  ممصطفي  صيام  حول سورة الفاتحة

خواطر الدكتور ممصطفي صيام حول سورة الفاتحة

0 reviews

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(1)الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) سورة الفاتحة

كل شيء في هذا الكون يتم باسم الله، وبإذن من الله، والإنسان لا قدرة له على إرغام الأرض لتعطيه الثمار، ولا قدرة له على خلق الحبة لتنمو وتصبح شجرة، ولا سلطان له على إنزال الماء من السماء، فكأنه حين يبدأ العمل باسم الله، يبدؤه باسم الله الذي سخر له الأرض، وسخر له الحب، وسخر له الماء، وكلها لا قدرة له عليها، ولا تدخل في طاقته، ولا في إستطاعته، فكأنه يعلن أنه يدخل على هذه الأشياء جميعا، باسم من سخرها له، والرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ،هما إسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر ، وذكر أحدهما بعد الآخر، تطميعاً لقلوب الراغبين، ورحمة الله في الدنيا تشمل المؤمن والعاصي والكافر، يُعطيهم الله مقومات حياتهم، ويرزقهم، يرزق من آمن به ومن لم يؤمن به، لأنه هو الذي استدعاهم إلي الوجود، ولكن في الآخرة الله رحيم بالمؤمنين فقط ، فالكفار والمشركون مطرودون من رحمة الله ،ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه علمنا صيغة الحمد، فلو أنه تركها دون أن يحددها بكلمتين هما الْحَمْدُ لِلَّهِ، لكان من الصعب على البشر أن يجدوا الصيغة المناسبة ليحمدوا الله على هذا الكمال الالهي، فمهما أوتي الناس من بلاغة وقدرة على التعبير، فهم عاجزون على أن يصلوا الى صيغة الحمد التي تليق بجلال المُنعم، والله سبحانه وتعالى يُريد ان يُطمئن عباده انه رب لكل ما في الكون، فلا تستطيع أى قوى تخدم الانسان أن تمتنع عن خدمته ،لأن الله سبحانه وتعالى مُسيطر على كونه، وعلى كل ما خلق، انه رب الْعَالَمِينَ، ومن مُوجبات الحمد أن الله سبحانه وتعالى هو الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فقد ضمنت هاتان الصفتان بقاء كل ما يخدم البشر في هذا الكون علي الرغم من معصية الانسان لربه، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، يوم يري جميع الخلق كمال مُلكه وعدله وحِكمته، يوم يتساوي من كانوا في الدنيا ملوكاً ورعايا، وعبيداً وأحراراً ، كلهم مُذعنون لعظمته، خاضعون لعزته، مُنتظرون لمجازاته، راجون ثوابه، خائفون من عقابه، وهذه المِلْكية ليوم الدين من مُوجبات الحمد لله ،لأنه لو لم يُوجد يوم للحساب، لنجا الذي ملأ الدنيا شروراً ،دون أن يُجازى على ما فعل، ولكان الذي التزم بالتكليف والعبادة وحرم نفسه من مُتع دنيوية كثيرة، إرضاء لله، قد شقي في الحياة الدنيا،دون أن يُثاب علي طاعته وصبره ، ألا ينبغي للإنسان أن يوقر ربه ويردد بلسانه وقلبه : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، أي لا نعبد سواك ولا نستعين إلا بك ، ثم يقول الحق سبحانه وتعالي : يا مَنْ آمنت بالله سبحانه وتعالى إلهاً ورباً ، وأن محمدا رسول الله ،تضرع إلي الله أن يُوفقك ، ويُيسر لك الطريق المؤدي إلى الفوز والفلاح ، تضرع إلي الله جل جلاله أن يجعلك تسلك نفس الطريق الذي سلكه الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون، تضرع إلي الله جل جلاله أن يُجنبك أن تميل إلي طريق الذين عرفوا المنهج فخالفوه وارتكبوا كل ما حرمه الله، فاستحقوا غضبه وسخطه . 
أخي المسلم : بقى أن نتكلم عن ختم فاتحة الكتاب، بقولنا آمين، أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي علمه جبريل عليه السلام أن يقول بعد قراءة الفاتحة آمين، فهي من كلام جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وليست كلمة من القرآن، وكلمة آمين معناها :استجب يا رب فيما دعوناك به .
 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

11

followers

1

followings

1

similar articles