من روائع الخلوه مع الله

من روائع الخلوه مع الله

0 reviews

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على سيدنا محمد الهادي الأمين ،، 
وبعد أن تطرقنا لبعض مفاهيم التصوف والصوفية ، وذكرنا قليلا مما يوضح لنا بعض اللبس عن صورتهم وما شاع عنهم ، حري بنا الأن أن نوضح الفرق بين التصوف الحق والذي يعتمد على الكتاب والسنه ولا يخرج عن الشريعة في شيء ، ومرادهم تطهير القلب من كل مالا يليق به  كقلب سليم فغايتهم مقام الاحسان الذي هو شهود الحق في كل شيء، ومع كل شيء، وقبل كل شيء، حتى يصل هذا العبد إلى حاله وجدانيه تتنامى بتوجه القلب بصدق المحبة والإخلاص ومداومة الذكر والفكر فهما جناحي الوصول الى الله تعالى ..
وأسمى الغايات في التصوف ، هي الترقي حتى يتحقق القلب من مقام العبودية ، ويكون عبدا حقا لله ، يليق بجوار الله وجوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوم اللقاء..
- هنا بينا غايه التصوف الحق ومقاصده ،
وكل ما يعكس الغاية المقصودة والتي لا تتماشى مع الشرع واحكام الشرع ، فهو لا علاقه له بالتصوف ومقاصده السامية ،فمعروف ان لكل طريق محرفوه ، واللبيب بالإشارة يفهم ..
الان وبعد هذا الإستطراد ، نتطرق لمقام جديد في التصوف ونتمعن قيلا في معانيه،، الا وهي الخلوة**
- الخلوة عند الصوفية ركن أساس في الطريق بها يتحقق الصفاء الروحي..
ومفهومها ببساطه هو تهذيب النفس ونقاء الروح مثل أن تغسل ثيابك بالماء الطاهر والصابون حتى يصير نظيفا أبيض ناصع ،
فالمريد السالك عندما يدخل الخلوة بروحه وجسده، لابد ان يدخل بذكر الله عزوجل ليستفيد من هذه الخلوة ويخرج منها مشحونا بأنوار ذكر الله تعالى..
فالخلوة اذا ' تهذب النفس وتضبط شهواتها، وتهدئ الإحساس المضطرب ، وترفع من التركيز الفكري للعقل ، وأيضا ترتب الخواطر وما ينتج عنها ، فهي أمان واطمئنان بقرب الله تعالى تجعل العبد أقرب الى الله تعالى، ففي حال تحقق العبد من هذه المعاني وأكثر،  لحقه كرم الله تعالى بفتح منه سبحانه لا يعلمه الا هو...
فالخلوة أنواع ؛ 
لذلك عند الصوفية أن تدخل الخلوة لابد عندهم من موجه يكون عارفا بالله تعالى ، وتقلبات النفس وضعفها ، فلابد من إشرافه على هذا المريد ليوجهه لكل خير، وطبعا الخلوة مأثوره  عن النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث كان يختلي بنفسه في غار ثور بمكة المكرمة ويقضي أوقات طوال في التفكر والتذكر، حتى أصبح مهيئا للرسالة صلى الله عليه وسلم..
نختم كلامنا عن هذا المقام بهذه الأبيات الشعرية
- وفي القلب شعث   *  لا يلمه الا الاقبال على الله.
- وفيه وحشه لا يزيله  *    الا الانس بالله.
لنا في قابل الايام تكمله ان شاء الله وبالله التوفيق. 
 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

14

followers

5

followings

4

similar articles