إسماعيل علية السلام

إسماعيل علية السلام

0 reviews

مولده ونشأته :  

لقد صحت الأخبار عن رسول الله ﷺ بـأن السيدة هاجر -أم إسماعيل - مصرية ، وقد سبق أن جبار مصر على عهد نبي الله إبراهيم قد أعطاها لسارة ) هدية، ولذلك أوصى النبي ﷺ أمته خيرا بأهل مصر بسبب أم إسماعيل ، كما روى كعب بن مالك * أن رسـول اللہ ﷺ قال : " إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحمـاً " . 

قـال الزهري : " فالرحم أن أم إسماعيل منهم اي من مصر وقد ابتلي الله إسماعيل طفلاً مع أمه هاجر بمحنة إبعاده في واد غيـر ذي زرع عند بيت الله المحرم فصبرا صبراً جميلاً ، وكان ذلك الوادي هو مكة المباركة فكانت قواعد الكعبة حينها مغطاه بالرمال حتى أنبع الله لهمـا زمزم ، وأتاهم بقبيلة جرهم فسكنت بجوارهما علـى شـرط السيدة أم إسماعيل . فقبيلة جرهم هي من القبائل العربية التي هاجرت من اليمن وكان لسانهم ينطبق العربية الفصحى ومن هنا كانت البداية حيث كانت أم إسماعيل لا تتكلم العربية وكان ولدها طفلا رضيع . 

إسماعيل صبيا :

عرف إسماعيل صبيا بالصلاح والصبر الشديد علـى أوامـر الله تعالى ، وهو ما سجله عنه ربه بقوله : ( وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين * وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين ) فأي شهادة أعظم من ذلك من رب العالمين. ولما ابتلاه الله تعالى بالذبح صبر صبراً جميلاً مع أبيـه ، وتلقـى الأمر في طاعة واستسلام ورضى ويقين ، وصدق وعده الذي قطعه على نفسه عندما قال : « يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شـاء اللـه مـن الصابرين ) ، ولعل صدقه في هذا الوعد هو الذي جعل ربه * ينوه به في قوله : ( إنه كان صادق الوعد ) ، ويخصه بذلك في القرآن الكـريم ومن بين سائر الأنبياء والمرسلين .

 اللغة العربية : 

اختلفت الروايات عن الصحابة * في تعلم إسماعيل للغة العربية ، أن إسماعيل هو " أول من نطق بالعربية ووضع الكتاب على لفظه ومنطقه ، ثم جعل كتابا واحدا مثل بسم الله الرحمن الرحيم الموصول ، حتى فرق بينه ولده " ، وعن جابر بن عبد الله ﷺ ان رسول الله ﷺ تلا : ( قرآنا عربيا لقوم يعلمون ) ، ثم قال رسول الله ﷺ : “ ألهم إسماعيل هذا اللسان إلهاما”  وفي رواية عن جابر  بلفظ : " ألهم إبراهيم الخليل - عليه السلام هذا اللسان العربي إلهاما "  ، ولم يصح حديث إلهام العربية لأي من النبيين الكريمين . ومن والصحيح ما رواه ابن عباس  -عليهما السلام- وفيه : " وتعلم العربية منهم " جرهم التي ساكنتهم في مكة . في الحديث الطويل عن هاجر يقصد قبيلة جرهم  وقد استنبط الحافظ ابن حجر من روايـة البخـاري أن لسـان أم إسماعيل وأبيه لم يكن عربياً ، وضعف به قول من روى أنه أول من تكلم بالعربية  .  ويمكن الجمع بين الروايات السابقة بما رواه الزبير بن بكار فـي من حديث علي * بإسناد حسن ، قال : " أول من فتق اللـه لسـانه بالعربية المبينة إسماعيل " ، وبهذا القيد تكون أوليته في ذلك بحسب الزيادة في البيان لا الأولية المطلقة ، فيكون بعد تعلمه أصل العربية من جـرهم اللهم العربية الفصيحة المبينة فنطق بها ، ويشهد لهذا ما حكـاه ابـن هشام عن الشرقي بن قطامي : " إن عربية إسماعيل كانـت أفصـح مـن عربية يعرب بن قحطان وبقايا حمير وجرهم " ، ويحتمل أن تكون الأولية مقيدة بإسماعيل بالنسبة إلى بقية إخوته من ولد إبراهيم ، فإسماعيل أول من نطق بالعربية من ولد إبراهيم ، وقال ابن دريد في كتـاب الوشاح " أول من نطق بالعربية يعرب بن قحطان ثم إسماعيل " .

 بعثة إسماعيل ال ودعوته لقومه : 

لقد نص القرآن الكريم على نبوته ورسالته فـي قولـه تعالى ( واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبياً ) ( وهو دليل على أنه كانت له دعوة في قومه ، ولا بد أنه اسـتجاب بعـض القوم لدعوته ؛ فقد كان في العرب قبيل الرسـالة المحمديـة موحدون فالأرجح أنهم من أتباع إسماعيل الﷺﷺ ، وقد ذكر ابن كثير أن الله تعالى أرسله إلى أهل الحرم ومن والاهم من قبائل جـرهم والعمـاليق وأهـل اليمن  ۔ وأشار القرآن الكريم إلى جانب من دعوته لأهله وشريعته التـي كان يتعبد بها ، وذلك في قوله تعالى : ( وكان يأمر أهله بالصلاة والزكـاة وكان عند ربه مرضياً ) ) وتشير السنة النبوية إلى أنه جاهد في سبيل الله لنشر الإسلام ، فعن سلمة بن الأكوع * أنه قال : مر النبي ﷺ على نفر من أسلم ينتضلون ) ، فقال : " ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ، ارموا وأنا مع بني فلان قال : فأمسك أحد الفريقين بأيديهم ، فقال رسو الله ﷺ : " ما لكم لا ترمون قالوا: كيف نرمي وأنت معهم ؟ فقال النبي ﷺ ارموا فأنا معكم كلكم " . يرمون *  وعن ابي هريرة  أنه قال : خرج النبي ﷺ وقوم من أسلم ، قالوا : كيف مي ضغط وعن أبي يرمون فقال : " ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ، ارموا وأنا ابن الأدرع " ، فأمسك القوم قسيهم ، فقالوا : يا رسول الله ، من كنت معه غلب . فقال : " ارموا وأنا معكم كلكم " . وبهذه الروايات الصحيحة نستطيع أن نقبل ما روي عن كعب الأحبار أنه قال : “ كان إسماعيل بن إبراهيم نبي الله الذي سماه ( صادق الوعد ) يجاهد أعداء الله ، ويعطيه الله النصر عليهم والظفر ، وكان شديد الحرب على الكفار ، لا يخاف في الله لومة لائم ”

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

0

followings

0

similar articles