قصة أصحاب الكهف والرقيم

قصة أصحاب الكهف والرقيم

0 reviews

منذ مئات السنين وفى الأزمان الغابرة. وفى إحدى المدن التى كان قد سبق لها الإيمان بالله..

كان إبليس قد نفذ وعده القديم وأضل الناس عن عبادة الله عز وجل. حتى انتشر الكفر والفسوق فى الأرجاء. وأصبح الإيمان غريبا.. بل أن الإيمان أصبح فى أعين الكفرة كفرا بمنطقهم!!

كان ملك تلك البلاد فاجراً، كافرا، محاربا لأى رأى أو عقيدة مخالفة لما يراه..

وكذلك كان كل أتباعه ووزرائه وجنوده يحاربون أى بادرة تدعو إلى الحق!!

ولكن الله اصطفى بعضاً من أهل تلك البلاد واختصهم بالعلم والحكمة والشجاعة..

وتولى الله أهل الايمان برعايته وحفظه..

حتى أن هؤلاء الفتية لم يخافوا فى الدعوة الى الله لومة لائم، وعبدوا الله حق عبادته..

ولكن الملك قد علم بإيمانهم وتوعد بقتلهم ليجعلهم عبرة لمن يفكر فى الخروج عن دين الملك الكافر!!

قرر الفتية الفرار بدينهم، واعتزال ذلك المجتمع الكافر..

خرج الفتية من بلدهم ، حتى وجدوا كهفا خارج المدينة بإحدى الجبال. فاختبأوا بداخله وقد تبعهم كلبهم..

لم يكن فتية الكهف قد خططوا أى شئ من أمر فرارهم. فهم لا يعلمون أين سيعيشون ولا إلى أين يتوجهون فدعا الفتية ربهم “رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا”

وماكان الفتية يحتاجونه حقا الآن هو النوم العميق للراحة من الاحساس بالأمان بعد الخوف الذى عاشوه فى هروبهم..

نام الفتية وصم الله آذانهم عن السمع، فالسمع هو الحاسة الوحيدة التى تظل تعمل بكامل قوتها حتى أثناء النوم..

“فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا”

كانت الشمس أثناء سنين نوم الفتية تخالف مسيرها الذى قرره الله لها منذ الخلق وحتى قيام الساعة. فكانت اذا أشرقت أو غربت وقد اقترب نورها الشديد أن يوقظ الفتية. كانت الشمس تخالف مسيرها قليلا فتنحرف عن الكهف حتى لايصيب الفتية من نورها فيستيقظون..

كان الفتية فى رقدتهم فى الكهف وقد تغير لونهم ونمت لحاهم وشعرهم. كان منظرهم ليلقى الرعب فى قلب أى أحد ينظر إليهم فى سباتهم هذا..

ومن آيات الله فى قصتهم أيضا تقلب الفتية ذات اليمين وذات الشمال بحركات لاارادية بأمر من الرحيم جل وعلى. فسبات الجسم فى نفس الوضع قد يؤدى إلى تقرحات وضمور فى العضلات. ولكن الله أراد حفظهم..

لايعرف حتى الآن عدد السنين التى لبثها فتية الكهف فى كهفهم وسباتهم هذا، ولايعرف عددهم تحديدا!!

ولاينبغى أن يشغلنا هذا طالما لم يذكر صريحا فى المصاددر الموثوقة من الكتاب والسنة..

استيقظ أهل الكهف. وقد ظنوا أنهم ماناموا إلا يوما أو بضع يوم. ولكنهم رأوا وتحسسوا لحاهم وأظافرهم وشعرهم الذى نما كثيرا. فقالوا الله أعلم بما لبثنا..

كان أول إحساس أحسه أهل الكهف بعد استيقاظهم، هو الجوع الشديد!!

ولكن خوفهم من العودة الى مدينتهم الظالمة وبطش جنود الملك بهم، جعلهم لايخرجون جميعا..

فقرر الفتية أن يبعثوا  واحدا منهم فقط ويعطوه بعض قطع النقود الفضية، ليخرج ملثما متخفيا لشراء الطعام لهم!!

خرج الفتى من أهل الكهف حتى وصل للمدينة. وقد هاله ما رآه من تغير طرقها وشوارعها وبيوتها!!
ظل.

يمشى فى الشوارع حتى وجد من يبيع الطعام. فأخرج الفتى قطع النقود الفضية، وقدمها للبائع..

نظر البائع بتعجب لتلك القطع وعليها ختم الملك من عصور سبقت بكثير عصرهم!!

صرخ البائع وتجمع الناس حول الفتى، وحاولوا أن يكلموه ولكنه تحدث بلغة غير لغتهم الحالية فلم يفهموه!!

جرى الفتى هاربا، وعاد إلى أصحابه فى كهفهم..

ولكن الناس كانوا قد تبعوهم وتجمهروا على باب الكهف..

وهنا تنتهى القصة بأن حقت عليهم كلمة الله. فتوفى الله أصحاب الكهف والرقيم إلى رحمته عز وجل..

وعلم الناس ممن تبعهم حين رأوا الكهف أن هؤلاء فتية الكهف الذين هربوا منذ سنوات..

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

2

followings

2

similar articles