استقبال شهر رمضان المبارك

استقبال شهر رمضان المبارك

0 reviews

  «««استقبال شهر رمضان المبارك»»»

المقدمة

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن ولاه:

 أما بعد:

      شهر رمضان شهر مبارك كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه رضي الله عنهم بحلول شهر رمضان قال صلى الله عليه وسلم :" قد أظلكم شهر رمضان شهر مبارك فيه تفتح أبواب الجنة فلا يغلق منها باب وتغلق أبواب النار فلا يفتح منها باب وتصفد فيه الشياطين وينادي يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة".

وينبغي للعبد المسلم أن يفرح بقدوم شهر رمضان وينوي فيه التوبة ورد المظالم والتحلل من الغيبة والنميمة وإصلاح القلوب وتنقيتها وتصفيتها وتطهيرها من الصفات المذمومة والاجتهاد في العمل الصالح من الصيام والقيام وتلاوة القرآن  والمحافظة على الصلوات الفريضة وكثرة النوافل الصلاة والصدقة والدعاء والذكر والاستغفار  والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم و كثرة الحوقلة وهي قول لا حول ولا قوة إلا بالله وهي كنز من كنوز الجنة.

  • يجب اجتناب المعاصي والذنوب  والكبائر والبدع في رمضان :

   وأن ينوي الصيام حق الصيام من الامتناع عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ولا يقتصر على صوم الجوارح بل يجب ، أيضا: صوم القلوب واللسان والأرواح كحفظ اللسان  عن الغيبة والنميمة واللغو والرفث والغناء والسب والشتم والجدال والجهل وحفظ البصر عن المحرمات والنظر إلى العورات وحفظ السمع عن سماع المحرم كالاستماع للغناء والموسيقى والغيبة والنميمة والفتنة ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج المدرجة وأيضا المسلسلات التي يزعم أنها إسلامية فلا يوجد في الإسلام مسلسل إسلامي بل الإسلام دين جد واجتهاد في تحقيق التوحيد والعبادة والتقوى والخوف من الله عز وجل واجتناب المعاصي.

  •  يجب حفظ الصوم:

 وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"من لم يدع قول الزور والرفث والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".والغيبة والنميمة وكل ما تقدم يجرح الصوم حتى لا يدع صاحبه كأنه لم يصم فيحرمه أجر الصيام كله أو أكثره أو كثيره أو بعضه والجهل وعدم الوقار و الحفاظ على الصوم  لا يزال العبد أجر الصوم  .

   وجاء عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال :"إذا صمت فليصم لسانك و سمعك وبصرك وليكن عليك الوقار ولا يكن يوم صومك كيوم فطرك سواء".

 وقال صلى الله عليه وسلم:" إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن سابه أحد او شتمه فليقل إني صائم إني صائم".

  • المقصود من الصوم هو حصول التقوى:

المقصود من الصوم هو التربية والتهذيب ، كما قال الله تعالى -:{يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }   

   - فالمقصود من الصوم هو حصول التقوى والصوم من أعظم الأسباب في حصول التقوى والبعد عن المعاصي والوقوع في الذنب  والحماية من الشهوات وخاصة فتنة النساء فالصوم يضيق  مجاري الشيطان وتحصل به التقوى وأكثر ما تأتي التقوى في ترك الذنب والمعاصي ولا يمكن الشياطين من إيقاع العبد في فتنة النساء، فالشهوات هي سهام الشياطين ومن أعظم الشهوات فتنة النساء ولا يضعف الشهوة إلا الصوم لذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الصوم ومعلوم أن الشاب الغالب عليه امتلاء نفسه بالشهوة  وفيه قوة الشهوة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالصوم كسرا للشهوة وحدتها و قوتها ، كما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شباب :" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"متفق عليه.  "قوله صلى الله عليه وسلم :"فإنه  له وجاء " يعني:  وقاية من المعاصي  والوقاية من المعاصي سبب من الوقاية من النار.

وكان السلف إذا كانوا في رمضان وكانوا صوم كانوا يجلسون في المسجد حفاظا على صومهم من أن يخدش.

وينوي بصوم رمضان أداء فريضة الله عز وجل وركن من أركان الإسلام و مغفرة الذنوب ، كما قال صلى الله عليه وسلم :"من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر  له ما تقدم من ذنبه" ومعنى:" إيمانا " أي إيمانا بفرضيته ومعنى :"احتسابا"احتسابا للأجر يوم القيامة.

  •  رمضان وصلاة التراويح:

      وأيضا:يحرص على قيام رمضان بصلاة التراويح وهي سنة وليس واجبة لكن من تركها بغير عذر فقد حرم نفسه خيرا كثيرا ، قال صلى الله عليه وسلم :"من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " صلاة التراويح سنة مؤكدة وليست واجبة  فينبغي للمسلم ان يحرص عليها ولا يضيع وقته في الفراغ القاتل الذي يصبح أهله من البطالين الذين ذمهم السلف الصالح فقد جاء عن عبد الله بن مسعود  وعمر أيضًا رضي الله عنهما  رضي الله عن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا:" إني أبغض الرجل  سبهلالا لا يكون في عمل الدنيا ولا الآخرة ".

     وهذا هو البطال المذموم فيقضي وقته في الليل في المقاهي أو لعب الورق أو الديمينو وهو حرام لشبهه بالنردشير الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:"من لعب بالنردشير فكـنها غمس يديه في يد خنزير". أو يشاهد الأفلام والمباريات والمسلسلات ويترك التراويح فهذا حرام ومنكرا عظيما فقد حرم نفسه من خير كثير وحمل نفسه الأوزار والآثام.

 ويجوز ان يترك التراويح لأجل عمله وكسبه لأجل نفسه وأولاده أو الوالدين إن كان ينفق عليهما فيكون معذورا.

  •  قيام ليلة القدر:

وأيضا: يحرص الإنسان على إدراك ليلة القدر فإن فيه الخير الكبير فمن حرم خيرها فقد حرم ، قال الله تعالى -:{إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر} وقال تعالى -:{إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا منذرين}

     وقال صلى الله عليه وسلم:"من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". وليلة القدر تعدل ثلاث وثمانون سنة عبادة وفيها يقدر الله عز وجل فيها مقادير العباد فينبغي لمن أراد خيرها الديني والدنيوي فليحرص على قيامها.

  •  مستحبات في رمضان:

وأيضا: يحرص العبد على تلاوة القرآن بتدبر وترتيل وفقها وعلما وحفظا وبما أن شهر رمضان شهر القرآن فليتخذها فرصة ويبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل. ويواصل حفظه حتى بعد رمضان فإنه خير عظيم.

 وأن يحرص على ختم القران الكريم في رمضان ختمات إن استطاع واو ختمة واحدة وأن يكثر من تلاوة القرآن الكريم في رمضان وأن يجعل وقت فراغه في تلاوة القرآن وقراءة كتب العلم والفقه في الدين ويحرص على قراءة كتب الفقه التي تبين فقه الصيام ويجب عليه ذلك فهذا من العلم الواجب تعلمه على الصائم.

ومن الأعمال الصالحة في رمضان بر الوالدين فإنه ينال الأجر العظيم والرضا من الله تعالى. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :"الوالد أوسط أبواب الجنة" .ووسط الشيء أفضله وخيره. يعني: بر الوالدين من أفضل الأعمال التي تنال بها الجنة.

وقال صلى الله عليه وسلم :" رضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخط الوالدين ".

وأيضا: من أفضل الأعمال صلة الرحم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :"من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه". وقال صلى الله عليه وسلم :" افشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام  وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا جنة ربكم بسلام".

  •  الصدقة في رمضان:

     ومن الأعمال المستحبة في رمضان وغيره الصدقة والإنفاق في وجوه الخير وعلى الفقراء والمساكين عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :"كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يدارسه جبريل بالقرآن فلرسول الله أجود في رمضان من الريح المرسلة".رواه البخاري.

وقال صلى الله عليه وسلم :"والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار".وقال صلى الله عليه وسلم:"صدق السر تطفئ غضب الرب".

وقال صلى الله عليه وسلم:"المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة حتى يقضي بين الناس". فمن كان له مال فلينفق مما أتاه الله تعالى وجاء في الحديث القدسي :"قال الله تعالى: ابن آدم أنفق أنفق عليك".فالصدقة في رمضان وإعانة الفقراء والمساكين والمحتاجين مما يضاعف الحسنات وينال الأجر الكثير فيستحب الإكثار منها. 

    كان الإمام الزهري رحمة الله عليه إذا دخل رمضان يقول :إنما هو الصيام وتلاوة القرآن وإطعام الطعام".

فأعن إخوانك على الصيام وذلك بسد حاجتهم من الطعام والشراب والمال،  وكان من دعاء السلف :"اللهم أسألك مجدا وفعالا لا  مجدا إلا بفعال ولا فعالا إلا بمال ".

 

  •  الدعاء في رمضان:

 

ومن الأعمال المستحبة كثرة الدعاء فالدعاء يستجاب في رمضان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :"ثلاث لا ترد دعوتهم: دعوة الوالد على ولده ، والمسافر حتى يرجع والصائم حتى يفطر". وقال صلى الله عليه وسلم:"للصائم دعوة مستجابة حين يفطر"يعني: حين يقضي صومه عند الغروب ويفطر فيستحب الدعاء من خير الدنيا والآخرة فالدعاء مستجاب. فينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء فإن العبد لا يستغني عن الله عز وجل دائما فهو محتاج إلى الله عز وجل في كل شيء سواء أمور الدنيوية أم الدينية فالدعاء عبادة جليلة وقال صلى الله عليه وسلم:" الدعاء هو العبادة". 

 

  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في رمضان:

 

ومن الأعمال الصالحة التي تستحب وتتأكد في رمضان الدعوة إلى الله عز وجل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة لله عز وجل  والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة لله مما ترضي الله عز وجل وسبب لرفع الهلاك عن الأمة.

فرمضان شهر تربية وأخلاق وتهذيب للنفوس فمن صام رمضان ولم يرى أثر ذلك في دينه بصلاح وأخلاقه وسلوكه بتحسن وعبادته في ازدياد فهذا هو المحروم من الخير والمغفرة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صعد المنبر فقال:" آمين "ثم صعد المنبر فقال:" آمين" ثم صعد المنبر فقال:" آمين" فقيل له في ذلك فقال :" أتاني جبريل عليه السلام فقال رغم أنف من دخل عليه رمضان ولم يغفر له ورغم أنف من أدرك والديه أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة ورغم أنف من ذكرت عنده فلم يصل عليك ".  فرمضان لابد لمن صامه أن ينال ثمراته وفوائده وإلا كان محروما

وأخيرا يجب على المسلم أن يحرص في رمضان أن يصوم حق الصيام وأن يجتنب الرفث والجدال والفسوق والعصيان  والغيبة النميمة وأن يشغل وقته في تلاوة القرآن الكريم والذكر والاستغفار والدعاء والصدقة ومساعدة المحتاجين والفقراء وإطعامهم. وإعانتهم على الصوم وأن يتق الله عز في نفسه وفي دينه وفي المسلمين فإنه إذا فعل ذلك فإنه يدخل من باب الرياء وهو باب في الجنة يدخل منه الصائمون حق الصيام فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد إلا الصائمون.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا وأن يدخلنا من أبواب الجنة الثمانية ومنها باب الريان للصائمين . آمين يارب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. وانظر أيضًا:الدعاء وآدابه وأحكامه وانظر أيضًا:أحكام مهمة في شهر رمضان

والحمد لله رب العالمين

وكتبه 

أبو عبد الله صابر ترزي 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

31

followers

2

followings

3

similar articles