جواب للمبتدئ في طلب العلم

جواب للمبتدئ في طلب العلم

0 reviews

جواب للمبتدئ في طلب العلم


العلم لا ينال براحة الجسد

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن ولاه: 

 أما بعد:

  • تمهيد:

       - وجدت سؤال في صفحة أحد الأصدقاء سألني عن كيفية البدء العلم وحده فأجبته بما فتح الله سبحانه وتعالى 

وأسأل الله تعالى أن أكون موفقا في الجواب فقلت:لقد قال الله تعالى-: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ} فتوكل على الله عز وجل.

 فطلب العلم لابد له من طريق ومنهج يسير عليه طالب العلم كما سار عليه العلماء الربانيون الذين برزوا في العلم وصاروا أئمة بارزون فمن طلب العلم ولم يسلك طريق العلماء وبدأ بما بدا عليه العلماء فلن يصل أبدا حتى ولو طلب العلم سنوات طوال وهذا مشاهد ومجرب فلا تبدأ طلب العلم وأنت لم تبدأ بما بدا به العلماء ولم ترسم طريق مثل طريق العلماء.

  •  فضائل العلم والتعلم والعلماء وطالب العلم:

         ولابد لطالب العلم المبتدئ أن يقرأ في فضائل العلم وما جاء في نصوص الكتاب والسنة الصحيحة  والآثار عن الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح رحمة الله عليهم والعلماء من بعدهم في فضل العلم والتعلم وفضل العلماء وطالب العلم ،كما قال الله تعالى-:{ شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم}

  وقال تعالى-:{وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر طائفة منهم ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون}

   وقال تعالى-:{قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} وقال تعالى-:{يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم  درجات }

    وجاء من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من يرد الله به خيرا يفقه في الدين" متفق عليه.

      وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من سلك طريقا يطلب فيه علما سهل الله له طريقا من طرق الجنة وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بنا يصنع وأن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وأن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر وأن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر". رواه أبو داود والترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح.

    عن صفوان بن عسال رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع". وهو صحيح. وقال بعض الصحابة رضي الله عنهم:" لئن أتعلم مسألة أحب إلي من قيام ليلة" وقال بعض السلف:" باب من العلم يحفظ خير من عبادة حول". وقال الإمام احمد رحمه الله تعالى:" العلم يحتاج إليه أشد من الطعام والشراب أما العلم فتحتج إليه مد الأنفاس". وقيل: العلم حياة القلوب. والعلم نور والجهل ظلام. وغيرها من الآيات والأحاديث والآثار وأقوال أهل العلم وهي كثيرة.

لذلك هذه طريق ومنهجية مجربة ونصح بها العلماء وطلاب العلم المتمكنين وهي ما يلي:

  •  الأسباب التي ينال بها طالب العلم العلم:

 أولا: أشكرك على حرصك ومحبتك لطلب العلم والرغبة في طلبه
ثانيا: أن العلم تأخذه عن العلماء وتتلمذ عليهم.
ثالثا: العلماء الذين قاموا بالتتلمذ عليهم علماء السنة والجماعة فالعالم يجب أن يكون على المنهج السلفي فالشيخ أن يكون سنيا سلفيا على الجادة.

رابعا: نعم إذا لم يوجد في بلدك علماء فارحل إليهم .وخذ عنهم العلم والرحلة في طلب العلم أفضل وخير لك إذا كنت متفرغا ووالداك لا يحتجانك.

خامسًا: إذا لم تجد العلماء الذين يأخذون منهم العلم فاطلب العلم وحدك. 

      ولا تسمع لمن يستدل بقول: "من كان شيخه كتابه كان خطئه أكثر من صوابه" فقد وجه ذلك الشيخ العلامة   محمد بن صالح العثيمين رحمه تعالى في :"كتاب العلم" فقد سئل: رحمه  الله تعالى  عن هذا القول فقال : "هذا القول ليس صحيحا بإطلاقه وليس  خطأ بإطلاقه"  ثم قال :" يستطيع الإنسان مع بعض الجهد أن بصيرا عالما  من الكتب إذا قرأ الكتب الموثوقة ". أو كما قال رحمه الله تعالى.

  •   فائدة جليلة:

     وأنا أنصحك بسماع فتوى الشيخ الألباني رحمه الله تعالى فقد سئل: هل صحيح أن العلم لا يؤخذ إلا من المشايخ فقال رحمه الله تعالى: "هذا القول لو قيل في القديم لكان صحيحا لكن في هذا العصر ولا تنال الشهادة إلا بطريق الهواء فهمت.ثم قال مثلكم الألباني ولا فخر لقد قرأت قراءة بنفسي محضة خرجت من الابتدائي أربعة عشر ، نعم قرأت على بعض المشايخ بعض أوليات العلم مثل الصرف والتجويد والبلاغة ثم: الطريقة قوية جدا ويجب أن يتكرر.  يستطيع الإنسان بشيء الجهد أن يحصل  أكثر من الذين يقولون هذا القول " .انتهى كلامه رحمه الله تعالى. 

وانظر فتوى الألباني رحمه الله تعالى  في طلب العلم عن المشايخ وطلب العلم وحده وعلى الكتب وhttps://www.youtube.com/watch?v=mMFzw0AOJR8

انظر أيضا: https://www.youtube.com/watch?v=IfWOMpzXti

  •  المتون التي تبدأ بها وهي كالتالي:
  • أولا: حفظ القرآن العظيم

   مع المراجعة ما حفطته وقال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في حفظ القرآن: "الاعتناء بالموجود من الاعتناء بالمفقود" يقصد رحمه االله تعالى المراجعة ما حفظته لمي يثبت ولا ينسى أولى من الحفظ الجديد : "تعاهدوا القرآن هو نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها". هذا هو ما قاله العلماء. وبالله التوفيق.

ثانيا: متون  التوحيد:

 مثل الأصول الثلاثة القواعد ثم الأربع ثم كتاب التوحيد ثم كشف الشبهات.على هذا الترتيب. وهذا في توحيد العبادة.كتاب التوحيد وشرحه فتح المجيد .

  • ثالثا: متون العقيدة العامة:

    ثم بعد: العقيدة فتبدأ ب"لمعة الاعتقاد" ثم "العقيدة الواسطية" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وشرحها للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ثم "العقيدة الطحاوية" شرحها والتعليق عليها للشيخ العلامة الألباني وأكثرها شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي رحمهما الله تعالى.

  • الرابع : الفقه وعلم الحلال والحرام:

    الفقه لابد منه تعلمه واجب تعليم أحكام الطهارة والوضوء والصلاة وواجباتها وأركانها ومستحباتها وصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وصلي كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه عن النبي صلى الله: "صلوا رأيتموتي أصلي ". رواه البخاري. والأمر للوجوب.

  • رابعا:  كتب الفقه:

   منها "الفقه الميسر من الكتاب والسنة لمجموعة من العلماء. تقديم الشيخ صالح آل الشيخ.

". ثم كتاب "فقه السنة"لسيد سابق

 مع تعليق الألباني في كتاب" تمام المنة في التعليق على فقه السنة". 

 "التفسير" 

والتفسير يتعلم بالتدرج فعند الفراغ من كتاب يذهب إلى الكتاب الآخر حتى ينتهي منهم جميعا.

    "التفسير الميسر" لمجموعة من العلماء ثم تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي وجلال الدين المحلي مع الاحترازات من تأويل الصفات ولا يقٍرأه إلا طالب علم متحصن بالمنهج السلف ثم "تفسير الكريم في تفسير كلام المنان" ثم تفسير الإمام ابن كثير المسمى:" تفسير القران العظيم" ثم إذا ترقى واراد التوسع فليقرأ في كتاب " جامع بيان التأويل آي القرآن" للإمام ابن جرير رحمة الله تعالى  عليهم أجمعين.

  •   تنبيه على العلم الذي يجب:

    فهذا علم الحال وهو ما تحتاجه في يومك وليلتك كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"  . قال  رحمه الله تعالى:"مثل صلاته طهارته وما يحتاجه في  يومه "وتقرأ كتبها ودراستها.  وأول علم هو علم الاعتقاد من توحيد الله سبحانه وتعالى والعقيدة العامة  وغير ذلك من علوم العقيدة ثم علم الفقه وما تصح به طهارته وصلاته فمثلا: فمن كان تاجرا يتعلم فقه البيوع ومن أراد الحج يتعلم فقه الحج وإذا جاء رمضان يتعلم فقه الصيام وكذا من أراد الزواج يتعلم فقه الزواج وأحكام الزواج ومعاشرة الزوجة وكل ما يتعلق بالزواج في الشريعة الإسلامية.

  • قاعدة: 

     وهي " ما حفظ سريعا نسي سريعا" خذها قاعدة حفظ الحديث النبوي يحتاج إلى جهد واجتهاد وبذل الأوقات وتقوى الله عز وجل والعمل بالحديث وتعظيمه واجلاله كما إجلال قائله صلى الله عليه وسلم.

إذا أردت قوة الحفظ اترك المعاصي قال الشافعي رحمه الله تعالى:

 شكوت إلى وكيع سوء حفظي        فأرشدني إلى ترك المعاصي

وقال إن        العلم      نور           ونور الله                  لا    يؤتى لعاصي

 وارد أردت الفهم فاترك الحسد وليكن قلبك صافيا من الحسد.

    والعلم لا ينال بالذكاء وقوة العقل والفهم وصحة وقوة الجسد نعم هذه الآت واستعدادات تنال بها العلم لكن الأمر الأعظم من هذه كلها صفاء القلب من أمراض والأوساخ الدنايا التي يطلع الرب عز وجل عليها فيأبى الله تعالى أن يضع فيها وحيه من كلامه عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فصفاء القب ونقاؤه والإخلاص من أسباب نيل العلم وبلوغ ما بلغ الأوائل من العلم والفضل والعمل الصالح والرفعة في الدنيا والآخر والفتح من الله سبحانه.

والله المستعان وبالله التوفيق ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. وانظر أيضًا :وانظر قوال الألباني وانظر قول الألباني   وانظر أيضًا:نصائح لطالب العلم المبتدئ  وانظر أيضًا توجيه سديد لمن أراد ان يؤلف كتابا

 

       وكتبه

    أبو عبد الله

  صابر بن حسين ترزي

 العنابي الجزائري

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

39

followers

2

followings

3

similar articles
...إخلاء مسئولية: جميع المقالات والأخبار المنشورة في الموقع مسئول عنها محرريها فقط، وإدارة الموقع رغم سعيها للتأكد من دقة كل المعلومات المنشورة، فهي لا تتحمل أي مسئولية أدبية أو قانونية عما يتم نشره.