- بيان الشرك الأكبر والأصغر وبيان أمور تقدح في التوحيد -

- بيان الشرك الأكبر والأصغر وبيان أمور تقدح في التوحيد -

0 reviews

 بسم لله الرحمن الرحيم

 


 

 

- بيان الشرك الأكبر والأصغر وبيان أمور تقدح في التوحيد -

المقدمة:

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن ولاه:

 

-أما بعد:

 

-اعلم أخي المسلم أن الله سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته وإفراده بالطاعة والدعاء والمحبة والخوف والرجاء والخشية والرغبة والرهبة والذبح والنذر والحلف والتعظيم وهذا هو التوحيد الذي أرسل الله سبحانه به الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام قاطبة ومن لم يتبع الرسل عليهم السلام في تحقيق هذا الأصل العظيم والذي لأجله خلق الخلق وخلق والجنة والنار والسموات والأرض وأنزل الكتب وأرسل الرسل لهذا الأمر العظيم.

 

وذلك بأن من أشرك بالله عزّ وجلّ وعبد معه غيره أو عبد غيره ولم يعبد الله سبحانه فقد خسر واستوجب عليه العذاب السرمدي في الآخرة إن مات على الشرك بالله تعالى وهذا خطرٌ عظيم يجب الحذر منه ومن كل أمر يفضي إليه وذلك بتعلم التوحيد وأنواع الشرك الأكبر و الأصغر لكي لا يقع في هذا الذنب العظيم وهولا يشعر.

وإليك أخي المسلم بيان أنواع الشرك الأكبر والشرك الأصغر وأمور تقدح في التوحيد وكمال التوحيد تكون تبصرة لك في حياتك وتنجو - بإذن الله تعالى- في الدنيا من جريمة الشرك وتلقى الله سبحانه يوم القيامة سالمًا من صغير الشرك و كبيره.وإليك أنواع الشرك الأكبر ثم بعد ذلك سأبين - إن شاء الله تعالى- أنواع الشرك الأصغر .

  • أنواع الشرك اكبر:
  • الأول:عبادة أصنام والأوثان ودعائها :

وعبادته ودعاؤها رغبة ورهبة بمحبة وتعظيم والذبح والتقرب لها وخوف منها خوف السر قال الله تعالى-:{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ(197) وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى اَلْهُدَى لاَ يَسْمَعُوا وَتَرَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}[الأعراف:197،198].

 

وقال الله تعالى -:{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ(98) لَوْ كَانَ هَؤُلاَءِ ءَالِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌ فِيهَا خَالِدُونَ (99)لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ}[الأنبياء:100،99،98].

 

  • الثاني:عبادة الشمس والقمر والنار والبقر .

وغير ذلك.من المعبودات التي لا تستحق من العبادة والتأله شيئًا بل عُبِدَتْ بالباطل والتعدي على حقِّ الإله الحقِّ سبحانه الخالق لهذه الأشياء وخالق جميع الكون سبحانه وتعالى.

 

قال الله تعالى-:{وَمِنْ ءَايَاتهِ اللَّيْلَ وَالنَّهارِ وَالشَّمْسُ وَاَلْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }[فصلت:37].

 

  • الثالث:دعاء الأولياء وأصحاب القبور والمشاهد .

والطواف حول قبورها ومحبتها مع الله تعالى المحبة الشركية واعتقاد في الأولياء المقبورين أنَّ لهم نوع تصرف في الكون وأن الله سبحانه أعطاهم لقربهم منه التصرف في الكون وأنهم إذا دُعُوا من قبل الناس كشفوا ضرهم أنجوهم من الشدائد وقضوا لهم الحاجات ونفَّسُوا عنهم الكربات وهذا شرك أكبر في الربوبية والألوهية ويوجد أناس حقيقة من هذا النوع في بعض بلدان المسلمين- للأسف الشديد-هم الصوفية القبورية الغلاة.قال الله تعال -:{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ اَلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْظُورًا}[الإسراء:57].

 

  • الرابع:الذبح لغير الله تعالى كمن يذبح للأولياء والصالحين .

 

متقربا ومعظما لهم يقصد بذبحه لهذا الولي أن يرضى عنه وأن يتقرب لله سبحانه بهذا الذبح وهو لا يعلم أن كلها تقرب لهذا الولي كلما بعدا عن الله تعالى وازداد بعدًا ومقتا وغضبًا وسخطًا من الله العزيز الحكيم أو ينذر لأصحاب القبور وأضرحة الصالحين فهذا كله لا يجوز وهو محرم فاذبح والنذر لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى قال الله تعالى -:{قُلْ إِنَّ صَلاَتَي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ اَلَعَالَمِينَ (162)لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ اَلْمُسْلِمِينَ}[الأنعام:163].

 

وقال الله تعالى -:{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}[الكوثر:2] . فليحذر المسلم من هذا الفعل الشنيع الفظيع والذنب العظيم وهو الشرك الذي أمره به الشيطان الرجيم الذي يدعو إلى الكفر والشرك بالله سبحانه.

 

وليعلم العبد أن الله لم يأمر بالشرك وصرف العبادة من الدعاء والخوف والرجاء والرهبة والرغبة والخشوع والذبح والنذر لغيره بل حذر من ذلك أشد الحذر ونهى منه أشد النهي أخبر أنَّ من لقي الله سبحانه بهذا الشرك فإنه ليس له نصيب من المغفرة والرحمة بل جزاءه جهنم خالدا مخلدا قال الله تعالى-:{إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرِكَ بِهِ وَيغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكُ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا}[النساء:116] وفي الآية الأخر-:{وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}[النساء:48].

 

  • الخامس: الذبح للجن .

وذلك كمن يذبح على عتبة الدار تقربًا للجن وعمار الدار لكي لا يؤذونه أو يؤذون أولاده وأهل بيته وهذا من الشرك الأكبر ومن وحي الشيطان لإضلال بني آدم وإيقاعهم في الشرك والتقرب للشياطين والجن. وهذا من التعظيم للجن الذي لا يجوز بل هو ناقض من نواقض الإسلام و الجن بذلك تزداد طغيانًا وتجبرًا وتسلطًا على الإنس إيخافًا وذعرًا قال الله تعالى -:{وَأَنّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ اَلْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ اَلَجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}[الجن:6].وقد مرَّ أن الذبح لغير الله تعالى لا يجوز لأي كان سواء الأنبياء والأولياء أو الملائكة أو جِنٍّ أو غير ذلك من المعبودات التي صرفت لها العبادة بالباطل والظلم التعدي على حق الله سبحانه وتعالى.

 

  • - بيان أنواع الشرك الأصغر:
  • الأول:الحلف بغير الله عز وجل.

عن عمر رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " وهو صحيح ،والشرك هنا المراد به الشرك الأصغر وقال صلى الله عليه وسلم:"من كان حالفا فليحلف بالله أوليصمت". و قال ابن مسعود رضي الله عنه:"لئن أحلف بالله كاذبًا أحب إلى من أن أحلف بغيره صادقًا". فانظر إلى تعظيم الصحابة رضوان الله عليهم الشرك الأصغر حتى جعلوه أعظم من الكبائر ومعلوم أن الحلف بالله تعالى كاذبًا من الكبائر وهو اليمين الغموس.

 

  • الثاني:قول القائل : ما شاء الله وشاء فلان أو لولا الله وفلان .

وهذا لا يجوز قال: رجل للنبي صلى الله عليه وسلم :"ما شاء الله وشئت "فقال صلى الله عليه وسلم:" أجعلتني لله ندًا بل ما شاء الله وحده ".وقال صلى الله عليه وسلم:"لا تقولوا لولا الله وفلان بل قولوا لولا الله ثم فلان". وقال صلى الله عليه وسلم:"لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان بل قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان". وعن إبراهيم النخعي رحمة الله عليه:"لا تقول أعوذ بالله وبك ويجوز أن يقول أعوذ بالله ثم بك".

 

  • الثالث: الرياء:

قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أخوف ما أخاف عليهم الشرك الأصغر" فسئل عنه: فقال:"الرِّيَاءُ".وهو صحيح.

 

الرابع التسميع: وهو من شرك الأقوال ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :"من سمع سمع الله به ومن رآء رآء الله به يوم القيامة" .وقال صلى الله عليه وسلم :"أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي يقوم الرجل فصلي فيزين صلاته لما يراه من نظر الرجل إليه"صححه الألباني.

 

وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الشرك في المة أخفى من دبيب النمل وألا أعلمكم دعاء يذهب الله عنكم الشرك الأكبر والأصغر، اللهم إني أعود بك أن أشرك بك شيئًا نعلمه ونستغفرك مما لا نعلمه ".

 

- فليحذر المسلم من الشرك الأكبر والأصغر الجلي والخفي فإن كلاهما محرم وخطير فقد ذكر العلماء في قوله تعالى -:{إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ}[النساء:116]. أنَّ عموم الشرك الأصغر لا يدخل في المغفرة لهذه الآية.

 

  • الرابع: الطيرة:

الطيرة هي التشاؤم تكون الطيرة بالتشاؤم بالأشخاص والأزمان والطير والحيوانات والأماكن وكل هذا من الشرك الأصغر المنهي عنه في الإسلا كما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه سلم:" الطيرة شرك الطيرة شرك ما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل" وآخره من قول ابن مسعود رواه أبو داودهو صحيح.

 

الطيرة لا تجوز لأنها سوء ن بالله سبحانه بل إذا وقع للعبد شي من الطيرة والتشاؤم بشي فليتوكل على الله عز وجل وليمضي لشأنه فإنها لا تضره ويدعو بدعا الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:" اللهم لا طير إلا طيرك لا خير إلا خيرك ولا إله غيرك". وقال صلى الله عليه وسلم:"ليس منا من تطير أو تطير له او سحر أو سحر له أو تكهن أو تكهن له".

 

  • أنواع من الأمور المحرمة وهي ذريعة إلى الوقوع في الشرك الأكبر وتقدح في كمال التوحيد :

 

- و هناك أنواع من الأمور المحرمة وهي ذريعة إلى الوقوع في الشرك الأكبر وتقدح في كمال التوحيد وذلك كالتالي:

 

  • أولا:- السحر.

وهو محرم - أشد التحريم وهو ذريعة إلى الوقوع في الشرك الأكبر بل لا يفعل الشيطان السحر للساحر حتى يشرك بالله تعالى ويفعل فعل من أفعال الشرك والكفر والذي يذهب إلى الساحر كذلك وبما يأمره الساحر بأمور فيها شرك ومحرمات ومخالفات شرعية لكي يفعل له السحر وهذا أمر منكر لا يجوز ومحرم.قال صلى الله عليه وسلم :"ليس منا من سحر أو سحر له او تكهن أو تكهن له "وهو صحيح.

 

  • الثاني :-الذهاب إلى الكهان-.

و العرافين ومن يقرأ الحظ والكف والفنجان ويمن يخبر عن المستقبل والأشياء الضائعة والضالة وهذا ضرب من الشعوذة والدجل والغش والتدليس والضحك على الناس والضعفاء من النساء والفتيات وضعفاء العقول والدين في صحيح مسلم عن صفية عن بعض أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"من ذهب إلى كاهن فسأله فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما" وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :"من اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم". و الله المستعان. .

 

  • الثالث: - ومن ذلك النشرة-.

ومعناها حل السحر بسحر مثله وهذا لا يجوز فقد سئل: النبي صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال:"هي من عمل الشيطان"وهو صحيح.

 

والنشرة هي أن يتقرب الساحر إلى الشياطين بما يحبون فيحلون السحر عن المسحور كما جاء عن الحسن رحمة الله عليه انه قال:"لا يحلُّ السِّحْرَ إلا ساحرٌ". و هذا النوع من العلاج لا يجوز ومحرم وفيه أضرارًا كثيرة على المسحور والمشروع هو أن يرقي بالقرآن والأدعية النبوية والأدوية المباحة وهذا جائز ولا حرج فيه بل هو مستحب..

 

والله المستعان. وبالله التوفيق. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

أسأل الله تعالى أن يعيذنا من الشرك الأكبر والأصغر وأن يحيينا على التوحيد والسنة إلى أن يتوفانا الله سبحانه وتعالى عليه ،آمين.

 

وأقرأ أيضًا:أنواع التوحيد وأنواع الشرك الأكبر والشرك الأصغر وأقرأ أيضًا:بيان أنواع الشرك العلامة ابن باز

 

           وكتبه

      أبو عبد الله

 صابر بن حسين

العنابي الجزائري

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

31

followers

2

followings

3

similar articles