الغراب .. أذكى الطيور

الغراب .. أذكى الطيور

0 reviews

 الغراب هو الذي علم الإنسان لأول مرة كيف يدفن موتاه  بعد أن ذكر قصة قتل قابيل لأخيه هابيل 

 يقول الحق سبحانه وتعالى   ( فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَابً۬ا يَبۡحَثُ فِى ٱلۡأَرۡضِ لِيُرِيَهُ ۥ كَيۡفَ يُوَٲرِى سَوۡءَةَ أَخِيهِ‌ۚ قَالَ يَـٰوَيۡلَتَىٰٓ أَعَجَزۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِثۡلَ هَـٰذَا ٱلۡغُرَابِ فَأُوَٲرِىَ سَوۡءَةَ أَخِى‌ۖ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلنَّـٰدِمِينَ ) ۳۱  سورة المائدة 

وقد أثبت العلم الحديث أن الغراب طائر شديد الذكاء ومن أوضح الأدلة على ذلك أنه يدفن موتاه من بني جنسه ولا يتركها نهباً للجوارح من الطيور أو غيرها من الحيوانات المفترسة أو للتعفن والتحلل في الجو وذلك صوناً لكرامة الميت وترفقاً بالبيئة والأحياء فيها 

وقد ثبت أن الغراب يقوم بحفر الأرض بواسطة كل من مخالبة ومنقاره ليكون حفرة عميقة فيها ثم يقوم بطي جناحي الغراب الميت وضمهما إلى جنبيه ورفعه برفق لوضعه في قبره  ثم يهيل عليه التراب حتى يُخفي تسد الميت تماماً كما يفعل المسلمون بموتاهم احتراماً لهذا الجسد حياً وميتاً. 

 والغراب طائر أسود اللون خشن الصوت يأكل الخضراوات واللحوم وإن كان ميله لأكل اللحوم أكبر ويعرف العلماء اليوم من أنواع الغراب أكثر من خمسة وثلاثين نوعاً تنتشر في مختلف بيئات الأرض وللغربان قدرة فريدة على صناعة الأدوات الحجرية لاستخدامها في الحفر والتنقيب عن الحشرات في شقوق الأرض لافتراسها والتغذي عليها واستخدامها أيضاً في حفر قبور موتاهم.

وقد ثبت علمياً بالدراسة والملاحظة أن الغراب هو أذكى الطيور وأمكرها على الإطلاق  ولا يُدانيه في الذكاء والمكر إلا بعض الببغاوات ويُعلل ذلك بأن الغراب يملك أكبر حجم لنصفي المخ بالنسبة إلى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة. 

ولذلك تظهر علامات الذكاء المتميز على الغراب مثل المعرفة والإدراك والذاكرة والقدرة على الاتصال والتحايل على حل المشكلات وبناء مجتمعات دقيقة التنظيم والقيام بالعديد من الأعمال الجماعية مثل الصيد الجماعي والدفاع الجماعي والرعاية الجماعية للصغار واللعب الجماعي والبناء الجماعي للأعشاش والمحاكاة والفضول وحب الاستطلاع وشدة اليقظة والانتباه وقوة الملاحظة والقدرة على الإدراك وعلى التحايل في اختطاف الطعام وفي طريقة إخفائه وعلى التمييز في التعامل بين القريب والغريب 

وأيضاً شوهدت الغربان في أكثر من مكان وهي تلقي على الطرق العامة ما لم تستطع فتحه من الثمار والأصداف الصلدة كجوز الهند وأصداف بلح البحر وبعض الحيوانات الكبيرة الحجم كالسناجب كي تقوم السيارات المارة بدهسها وإعدادها لقمة سائغة لها.. 

وشوهدت الغربان تقلد الصيادين في عمليات صيد السمك بمهارة فائقة وفي كذلك وهي ترطيب الطعام الجاف بالماء للغربان محاكم تلتزم قوانين العدالة الفطرية تحاكم فيها أي فرد يخرج على نظامها مثل محاولات التعدي على حرمات غراب آخر من أنثى أو فراخ صغار أو عُش أو طعام.

 ولكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة بها ففي حالة اغتصاب طعام الفراخ الصغار تقوم جماعة الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجزاً عن الطيران تماماً كالفراخ الصغار قبل اكتمال نمو ريشها. 

وفي حالة اغتصاب العش وتهدمه في مراحل الدفاع عنه تكتفي محكمة الغربان بإلزام المعتدي ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدى عليه وقد يتبع ذلك الطرد من الجماعة إذا تكررت الأخطاء من هذا النوع. 

وأما في حالة اغتصاب أنثى غراب آخر فإن جماعة الغربان تقضي بقتل المعتدي ضرباً بمناقيرها حتى الموت!! 

وتنعقد محاكم الغربان عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أرض فضاء واسعة تتجمع فيه هيئة المحكمة في الوقت المحدد ويُنحى الغراب المتهم تحت حراسة مشددة وتبدأ محاكمته حيث يُنكس رأسه ويُخفض جناحه ويُمسك عن النحيب اعترافاً بذنبه.

 فإذا صدر الحكم بإعدامه وثبت جماعة الغربان على المذنب توسعه تمزيقاً بمناقيرها الحادة حتى الموت !! 

وحينئذ يحمله أحد الغربان بمنقاره ليحفر له قبراً يواءم مع حجم جسده يضع فيه الغراب القتيل ثم يهيل عليه التراب احتراماً لحرمة الموت.

 وهكذا تقيم الغربان العدل الإلهي في الأرض أفضل مما يقيمه كثير من بني الإنسان. 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

272

followers

21

followings

2

similar articles