*** أصول المُعاشرة الزوجية .. والحقوق العاطفية لكلا الزوجين *** ( 2 )

بســـم الله الرحمـــن الرحيـــم

تكملة الجزء الأول

*** أصول المُعاشرة الزوجية .. والحقوق العاطفية للمرأة والرجل *** ( 2 )

( الجزء الثانى )

رابعاً .. أشار القرآن الكريم إلى المُصاهرة وتوسيع دائرة العشيرة ،

فالإنسان حينما يُصهر إلى أسرة أو قبيلة ..

معناها أنه ضم إلى نفسه هذه الأسرة ،

ولذلك كان من ضمن مقاصد زواج النبى " عليه وعلى آله الصلاة والسلام " من القبائل المختلفة ،

قوة بهذا .. فتزوج من بنى المصطلق أو غيرهم ..

بل إن النبى " عليه وعلى آله الصلاة والسلام " قال :

" استوصوا بأهل مصر خيراً ، فإن لكم فيهم رحماً وصهراً "

الرحـم .. أن أم إسماعيل ؛ هاجر كانت منهم ،

والصهر .. أن ماريا القبطية أم إبراهيم ؛ كانت منهم أيضاً ،

فقامت علاقة بين شعبين ؛ بسبب هذه المُصاهرة ..

حتى جاء الإمام النووى فى رياض الصالحين ، وجعل هذا الحديث فى باب صلة الأرحام ..

فهذه كلها مقاصد أساسية للزواج .

فلا شك فى أن هذه الأمور كلها ؛ يجب أن تكون فى حُسباننا ..

عندما نتحدث عن الزواج وأهدافه .

خامساً .. فيما يتعلق بالجماع أو النكاح أو المباضعة أو المضاجعة أو الملامسة ..

أو غيرها من المصطلحات الكثيرة التى احتوتها لغتنا العربية الفضفاضة ..

فإن الإسلام جعل حتى لهذا كما قال الرسول " عليه وعلى آله الصلاة والسلام " :

" وفى بضع أحدكم صدقة " وفسر الحديث هذا الأمر ،

فالكثير من الأخطاء التى تتم فى عملية العلاقة بين الزوجين فى هذا الجانب ،

تتسبب فى هدم الكثير من البيوت وتتسبب فى مشاكل كثيرة بين الزوجين بسبب أساسى ؛

يعود إلى الجهل بهذه الآداب ،

وعدم المعرفة بما وضعه الإسلام من حقوق للطرفين فى هذا الأمر .

* فـمـــن هــنــــــا ..

يمكننا أن نبدأ ونوجز بعض الآداب المُتعلقة بعملية الجماع ..

وكما وضعها لنا إسلامنا الحنيف .

ولاشك فى أن ما أشرت إليه – آنفاً –  من الجهل بهذه الأمور الهامة ،

وابتعاد المسلمين عن فهمها ..

بل وشيوع الكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة فى هذا الجانب ..

هو الذى تسبب فى هذا ،

فقد كان المسلمون يتعلمون هذه الأشياء من قديم ،

فى جمع من الجد والأدب والوقار .. فى دروس العلم ،

كما يدرس المسلمون مثلاً قضاء الحاجة أو الوضوء ،

وفيما خرج من السبيلين أو لمس الذكر أو لمس المرأة أو مُوجبات الغُسل ،

تدخل أيضا هذه الأشياء .. ويتحدث فيها الشيخ فى المسجد ،

والناس تسمعه فى جو تغلب عليه الجدية ،

ولا يشعر الناس بأى غضاضة ولا أدنى حرج من ذكر هذا الحديث .

أما فى هذا الزمان .. الناس تركوا هذا !،

وجهلوا أن القرآن الكريم قد تعرض لهذه القضايا فى عدد من الآيات ..

حتى أننا نجد فى سياق آيات الصيام

– فالله هنا يتحدث عن أحكام – يقول :

( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ )

ففى هذا الجو الروحاني المُحلِّق ، وهذا التعبير فى غاية الشمول والروعة ،

لأنه يوحى بالقرب والالتصاق والدفء والستر والزينة والوقاية ..

كلمة لها إيحاء بهذه المعانى ، فلا يستغنى الإنسان عن اللباس ..

فالمرأة لباس الرجل .. والرجل لباس المرأة ..

أما الرفثُ .. فهو الجانب الجنسى ،

والجماع .. هو أن يأتى الرجل زوجته ،

لأن هذا فى أول الأمر كان ممنوعاً ،

وكان هذا يسبب لبعض المسلمين حرجاً ومشقة ..

ثم زال هذا الحرج بهذه الرخصة الربانية ..

( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ

لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ

فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ

وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) .

* زوجات كثيرات ، يشتكين من إعراض الأزواج عنهن ..

فزوجة تقول ..

أنها متأكدة أن زوجها يُجامع نساء أخريات بالحرام ،

لأنه يلتقى بصحبة السوء ، ويسافر معهم إلى بلاد غير البلاد ،

وزوجة أخرى تقول :

بالرغم من أن زوجها يحبها إلا أنه يُعطيها ظهره طوال فترة النوم معها ،

مما جعلها تكره هذا الأمر ،

وتكره حتى العلاقة الزوجية ؛ بسبب أنه لا يُعطيها وجهه أثناء النوم ..

فيسألن عن الأسباب التى تدفع الأزواج للإعراض عن الزوجات ،

وربما البحث عن المُتعة الحرام خارج البيت ...

..............................................................................................................

وإن شـــــاء الله ..

للحديث بقية .. إن كان فى العمر بقية .