ذو القرنين حاكم الأرض العادل

ذو القرنين حاكم الأرض العادل

0 reviews

كان ذو القرنين عبداً صالحاً مسلماً، ورجلاً مؤمناً، تجلت فيه صفات التوحيد ولم ينحرف عن طريق العدل وكان مؤمناً بالله واليوم الآخر، إذ كان ناصراً للمحسنين وعدواً للظالمين، طاف الأرض يدعو للإسلام ويُقاتل عليه من خالفه، فنشر الإسلام وقمع الكفر وأهله وأعان المظلوم وأقام العدل، ولم يكن أو يطمع بمال الدنيا، فلقد آتاه الله سبحانه وتعالى القوة حتى مكنه فى الأرض وقوى ملكه، ورغم ما أعطاه الله من قوة وعزة، لم يسكن قلبه الغرور، فقد جال الشرق والغرب وحكم العالم، حيث انه ملك الأرض أربعة، وكان من الأربعة الذين ملكوا الأرض وحكموها و الأربعة هم إثنان مؤمنان وهما سيدنا سليمان عليه السلام وذو القرنين، و أما الكافران فهما النمرود و بختنصر.

وسُمى بذى القرنين لأنه بلغ قرنى الشمس شرقاص وغرباً وملك ما بينهما من الأرض، ولقد آتاه الله الأسباب من قوة علم وقدرة وعقل، فأستعان بذلك على مرضاة الله ونشر دينه، فأتبع الأسباب و الوسائل التى اعطاه إياها الله سبحانه وتعالى بحكمته، لبلوغ المراد من نشر دين الله فى الأرض.

وبدأ ذو القرنين فتوحاته و التقدم بجيشه فى الأرض داعياً إلى الله سبحانه وتعالى فاتجه غرباً حتى وصل إلى عين حمئة كبيرة، للمكان الذى تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من ورائه، وكان يظن الناس أن لا يابسه وراءه، وأنه نهاية العالم، ووصل إلى القوم الذين يعيشون فى هذه المنطقة، فألهمه الله سبحانه وتعالى أنه مالك امر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يعذبهم أو أن يُحسن إليهم ويعفو عنهم، فما كان من ذو القرنين العبد الصالح إلا أن وضع منهجه فى الحكم، فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين فى الدنيا، وسوف يُحاسبهم الله سبحانه وتعالى، واما من آمن منهم فسيكرمه ويُحسن إليه ويعفو عنه.

وبعد أن أنتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه إلى أقصى الشرق فوصل لأول منطقة تطلع عليها الشمس فحكم ذو القرنين فى المشرق بنفس حكمة فى المغرب، وبعدما انتهى ذو القرنين من اهل الشرق أكمل طريقه حتى وصل لقوم يعيشون بين جبلين وبينهما فجوة، وكانوا يتكلمون بلغة غريبة غير مفهمومة، وعندما وصل إليهم وجدوه حاكماً أتاه الله القوة، فأشتكوا إليه الضرر الذى كان يقع بهم من قبل قوم يأجوج و مأجوج حيث أنهم يؤذونهم ويعتدون عليهم و يفسدوا فى أرضهم فطلبوا منه المساعدة ليجعل بينهم وبين يأجوج و مأجوج سداً مقابل ان يعطوه المال لبنائه، ليمنعهم من الوصول إليهم، وكان المكان الذى طلبوا أن يكون فيه السد هو المنطقة الوحيدة التى كان يأتيهم ويدخل منها قوم يأجوج و مأجوجن فوافق ذو القرنين ان يبنى لهم السد و لكنه لم يرضى ان يأخذ المال منهم و زهد عنه، وسبب موافقته لبناء السد هو أن هدفه هو الإصلاح و دفع الأذى عن هؤلاء القوم، و قد آتاه الله من القوة و الحكمة والعلم فقد أستخدم ذو القرنين هندسة رائعة فى بناء السد، و هى طريقة الردم بإستخدام الحديد و النحاس، فقد قام بجمع الحديد و و ضعه فى الفتحات و الأماكن المنخفضة بين الجبلين و هى الثغرات والفجوات التى يأتى و يدخل منها قوم يأجوج و مأجوج إلى هؤلاء القوم، وقام بالردم حتى أرتفع و تساوى مع قمة الجبلين و أوقد النار إيقاداً عظيماً و أستعملوا لها المنافيخ لتشتد حتى يصهر النحاس و من ثم سكبوا هذا النحاس المذاب على الردم الذى قاموا به بين الجبلين حتى تتخلل الفراغات الصغيرة و الثقوب فيلتحم ويلتصق مع الحديد و الصخر، فجعل بدل اللبن حديداً، وبدل الطين نحاساً، ليتماسك و ليصبح أكثر صلابة و قوة مع الحديد فيكون بذلك بناءً محكماً و سداً منيعاً لا يمكن هدمه أو أختراقه من قوم يأجوج ومأجوج، فسد الفجوات و الثغرات و منع الطريق عن قوم يأجوج ومأجوج، فلن يستطعوا ان يعلوا أو يتسلقوا على هذا السد ولن يستطيعوا هدمه أو أختراقه أو الوصول إلى هؤلاء القوم و بذلك يكون قد منع ضرر يأجوج و مأجوج لهؤلاء القوم، و عندما أنتهى من هذا العمل الرائع المتقن، حمد الله سبحانه وتعالى أنه أكرمه ورزقه من فضله العظيم من الأسباب و العلم والقوة و الحكمة التى مكنته من القيام بهذا العمل العظيم.

                                                                                                                                                                              تمت بحمد الله وفضله

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

128

followers

87

followings

66

similar articles