قصة سيدنا موسي عليه السلام

قصة سيدنا موسي عليه السلام

0 reviews

سيدنا موسي عليه السلام نبي من أولي العزم من الرسل 

وأكثر نبي ذكر اسمه في كتاب الله عز وجل 

لذلك سنذكر شيئا من قصته 

مولده إلي بعته 

ولد نبي الله موسي عليه السلام في عام كان فرعون يقتل فيه الأطفال من الذكور 

لأن فرعون لما تنبأ أن هناك نبي سأتي وسينزعه من ملكه فأمر بقتل الأطفال من الذكور سنة ويتركهم سنة فقدر الله عز وجل أن يولد موسي عليه السلام في السنة التي يقتل فيها الأطفال 

ولم يعلم بمولده أحد فخافت أمه عليه خوفا شديدا 

فأهدي الله قلبها إلي أن تصنع صندوقا صغيرا من الخشب وتضعه فيه وتلقيه في النهر وهو نهر النيل ولا تخاف عليه لأن الذي سيحميه هو الله تبارك وتعالي 

فألقته في النهر وسار به النهر إلي قصر فرعون فرآه الخدم فأخذه إلي إمرأة فرعون وهي آسيا بنت مزاحم

فلما رأت من جماله وحسنه وكانت لا تنجب فتعلقت به وكان فرعون يريد أن يقتله 

فقالت له زوجته آسيا لا تقتله إنه طفل جميل وسيم وأنا لا أنجب فنتخذ هذا الطفل ولدا لنا نتوانس به وينفعنا عند الكبر 

وبالفعل وافق فرعون علي ذلك 

وكل هذا بتقدير الله جل جلاله أن يربي نبي الله موسي أعدي أعدائه وهو فرعون 

فتربي موسي في بيت عدو الله فرعون وأتوا له بمرضعه لترضعه فما رضع موسي عليه السلام منها ثم أتوا بمرضعة أخري فلم يرضع منها أيضا وأتوا بمرضعات أخر فلم يرضع من لأحد لأن الله أرد أن يرجع له أمه كما وعدها بذلك لما ألقته في اليم 

أسلت أم موسي ابنتها لتعلم ما الخبر وماذا فعلوا بابنها فلما ذهبت إليهم ولم يكن أحد يعلم أنها اخته فرأت موسي لا يريد أن يرضع من ثدي أحد من المرضعات 

قالت لهم أعرف مرضعة هل آتيكم بها قالوا نعم 

فرجعت إلي أمها وأخبرتها بما حدث وبما رأت فلما ذهبت أم موسي عليه السلام وحملته علي رجليها فالتقم ثدي أمه 

وتحقق وعد الله لأم موسي عليه السلام 

ويكبر موسي ويترعر في بيت عدو الله فرعون 

وكان موسي عليه السلام قد أعطاه الله قوة مائة رجل ففي يوم من الأيام وموسي عليه السلام داخل إلي المدينة وجد رجلين يتشاجران ويتقاتلان وكان أحدهما قبطيا والآخر كان من بني إسرائيل 

فلما رأوا موسي نادي الرجل الإسرائيلي علي موسي وطلب منه أن ينجده من هذا الرجل فتدخل موسي بينهما فوكز موسي عليه السلام هذا القبطي ليبعده فوقع ميتا علي الأرض وما كان موسي عليه السلام يريد أن يقتله ولكن جاء أجله في هذا الوقت 

وتوجه موسي عليه السلام إلي ربه بالتوبة والاستغفار خشية أن يكون هو سبب في موت هذا الرجل فغفر الله له ذلك 

وكان موسي عليه السلام معروفا بين الناس انه ينصر الضعفاء ويكون مع الحق 

وفي اليوم التالي وجد موسي عليه السلام الرجل الذي هو من بني إسرائيل يتقاتل مع قبطي آخر فستنصره ذلك الإسرائيلي فقال القبطي لموسي أتريد أن تقتلني كما قتلت أخي بالأمس 

وشاع في المدينة أن موسي عليه السلام قد قتل رجلا من الأقباط فقال الإسرائيلي لموسي عليه وسلم أخرج من هنا واهرب إلي مكان آخر حتي لا ينقلب عليك الناس ويقتلوك 

ففر موسي عليه السلام هاربا إلي مدين فلما وصل إلي مدين وجد الناس يسقون أغنامهم من البئر ثم نظر فوجد امرأتين يقفان بعيدا عن البئر ومعهم أغنامهم ثم وجد الناس قد انتهوا من سقي أغنامهم ولم ينظروا إلي هاتين المرأتين وغطوا بئر الماء بالحجر وكان هذا الحجر كبيرا لا يستطيع حمله إلا مجموعة من الرجال الأقوياء ووقف المرأتان ولا يستطيعان فعل شيء فذهب موسي عليه السلام إليهما وسألهما ما الخبر لماذا تقفان هنا ؟ 

فقالوا إن هذه الأغنام ملك لنا وليس عندنا خادم ولا زوج وليس عندنا إلا والدنا وهو شيخ كبير ولا يقوي علي رعي الأغنام

فحمل موسي عليه السلام غطاء البئر وحده لأن الله قد أعطاه قوة مائة رجل 

وسقي لهما ثم انصرف عنهما يستظل بظل شجرة ويستريح من سفره لأنه ليس له مأوي يرجع إليه 

فلما رجعا المرأتين إلي أبيهما قصا عليه ما فعل هذا الرجل معهما فسألهما إلي أين ذهب هذا الرجل فقالوا ذهب وجلس تحت ظل شجرة فأرسل إحداهما تدعوه أن يأتي إلي أبيها ليكافأه علي ما فعل معهما فذهب موسي معها وكانت امرأة حيية عندها حياء فجعلها موسي عليه السلام أن تمشي خلفه حتي لا ينظر إليها 

فلما جاء موسي إلي هذا الرجل الصالح وكان اسمه شعيب 

جلس معه موسي وأخبره بما حدث معه في بني إسرائيل وأنه جاء هاربا وليس له مأوي 

فقالت بنت لأبيها ما دام أنه ليس له مكان اجعله يعمل عندنا في رعي الغنم 

فعلم شعيب أن موسي قوي وأمين فاقترح علي موسي أن يتزوج من إحدي ابنتيه بشرط أن يرعي له الغنم عشر سنين فوافق موسي علي ذلك والقرآن يحكي لنا هذا المشهد في صورة القصص

قال عز وجل (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ

فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ

وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ

وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ

وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ

فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ

وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ

وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ

قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ

فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ

وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ

فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ

وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ

فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ


فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ

قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ

قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ )

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

1

followings

1

similar articles