هوس الطب النفسي

هوس الطب النفسي

0 reviews

من منا لا يتعرض لصدمات في حياته؟ 

صدمة اقتصادية بسبب طردك من الوظيفة، أو تثاقل أعباء الحياة عليك، أو الشروط المتصاعدة يوما وراء يوم للالتحاق بسوق العمل، أو صدمة عاطفية من محبوبته أو حبيبها جراء مشكلة ضخمة في خطبتهما أو زواجهما هددت علاقتهما وربما أدت إلى الطلاق بالفعل.. صدمة من أحد أفراد العائلة بسبب خلاف عائلي حول الميراث أو الأنساب، أو صدمة في أصدقائه بعدما خانوا عشرتهم معه ولم يقفوا بحانبه في شدته واحتياجه لهم.... 

 

تختلف أنواع الصدمات لكنها جميعا في هذه الهزة النفسية القوية التي نشعر بها من داخلنا فتشل قدرتنا على التفكير والتعامل مع الناس بطريقة طبيعية.الصدمات جزء لا يتجزأ من حياة بني آدم على هذه الأرض، فتقلبات الحياة صعودا وهبوطا، ارتقاء و انتكاسا، كلها من طبيعة وعينا بالحياة.بل إن هذه التقلبات قبل أن تكون طبيعة في العالم الذي نعيش فيه فهي طبيعة في نفوسنا من الداخل ولذا قال النبي"لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي، فقد أفلح ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك". 

 

لذلك فكما أن النفس لها نشاطها وفتورها، وهمتها وكسلها، وإعراضها وإقدامها... فإن الحياة أيضا لها احزانها وأفراحها، ويسرها وعسرها، وسرائها وضرائها. ومن هنا فإن هذه التقلبات المزاجية والصدمات الحياتية والظروف المعيشية الطبيعية تملي علينا أحيانا مجموعة من الضغوط التي نستجيب لها بالحزن تارة وبالتوتر تارة وبالقلق تارة، وبحسب مقاومة الشخص ومرونته النفسية يبدأ في مواجهة هذه المواقف السلبية وتقبل أثرها السئ، ثم يبدأ بالحث عن الدعم من أصدقائه أو عائلته أو تفريغ طاقته السبلية في المشي أو ممارسة الرياضة أو البوح عما بداخله لأحد المقربين منه، أو اللعب بألعاب الفيديون حتى يستعيد اتزانه النفسي إلى ما كان قبل وقوع الصدمة. 

 

لكن قبل كل ذلك يجب تعريف الهوس

الهوس هو حالة الانفعال، وارتفاع المزاج بشكل غير طبيعي

 

زيارة المعالجين و الأطباء النفسيين. 

" لم يعد مواطن القرن العشرين يبحث عن رجال الدين أو الكهان، وإنما يسعى وراء المعالجين والأطباء النفسيين.توارى الهدف الديني القديم المتمثل في الخلاص من الذنوب و أصبح الهدف الأسمى حاليا للفرد هو السواء النفسي والسعادة الفردية" 

"فمناخ العصر الحالي يتمحور حول العلاج النفسي. يتعطش الناس اليوم إلى المشاعر، والأوهام اللحظية، أو الصحة الشخصية،والسواء النفسي. إنهم لا يبالون بالخلاص الديني أو استعادة عصر ذهبي قديم ما) 

هذه بعض كلمات أستاذ تاريخ بجامعة روتشستر يسمى كريستوفر لاش عن المواطن الأمريكي ولكن ألا ترى أن هذا ينطبق على جيل الشباب اليوم؟ 

في مقال سابق باسم رجال لكن مراهقون ، ونساء لكن مراهقات وضحنا بعض الأسباب. 

هل صار لجوئنا إلى الطب النفسي حلا لمشاكلنا بالفعل؟ أم أنه دمر توازننا النفسي الطبيعي؟  

لماذا أصبحنا مهوسيين بالطب النفسي إلى هذا الحد؟، وكيف نحدد ما هو الصحيح وما هو خطأ في الطب النفسي؟ 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

11

followers

1

followings

2

similar articles