أهم ما تريد معرفته عن اكتئاب المراهقة

أهم ما تريد معرفته عن اكتئاب المراهقة

0 reviews

اكتئاب المراهقة


 

تقترن مرحلة الشباب في أذهاننا بالحيوية والنشاط والإقبال على الحياة المليئة بالطموحات والأمنيات، مما يجعلنا نقف قليلاً عندما نرى بعض الشباب، ينتابه حالة من فقدان الشغف والشعور الدائم بالحزن، تراوده دائماً أفكار سلبية، ليست تلك فقط هي الأعراض، بل غيرها الكثير سنتحدث عنها بالتفصيل لنتعرف أكثر عما يسمى باكتئاب المراهقة.


 

تدخل المرحلة الدراسية التي تسبق الجامعة في تصنيف مرحلة المراهقة، وينشغل الشباب في تلك المرحلة بالتفكير في مستقبلهم الأكاديمي ويقارنون أوضاعهم بأوضاع أقرانهم، كما تحدث لهم تغيرات وتطورات في نمو الجسد.


 

يمر الشباب في تلك المرحلة بلحظات نجاح وازدهار و لحظات إخفاق وكبوات، وهؤلاء الذين لا يستطيعون النهوض من كبواتم، تزداد نسب تعرضهم للإصابة باكتئاب المراهقة.


 

أعراض اكتئاب المراهقة 

 

رغم اختلاف أعراض اكتئاب المراهقة في شدتها من شخص لآخر، إلا إنها تتشابه فيما يلي:

 

أعراض على المستوى العاطفي 

 

  • الشعور الدائم بالحزن المصحوب بنوبات بكاء غير معروفة السبب
  • الشعور بالغضب والحساسية تجاه أتفه الأشياء
  • اليأس والإحساس بالفراغ
  • حالة مزاجية مضطربة
  • فقدان الشغف تجاه ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة
  • وجود فجوة واضطراب في العلاقات العائلية وكذلك مع الأصدقاء
  • تدني تقدير الذات، والتركيز على تجارب الماضي السيئة
  • الاحتياج الشديد للدعم وعدم تقبل النقد أو الفشل
  • الشعور الدائم بالذنب 
  • اضطرابات على المستوى الذهني تتمثل في: اضطراب الذاكرة،والتركيز،والقدرة على اتخاذ قرار.
  • النظرة المتشائمة نحو المستقبل.
  • التفكير في الانتحار والموت.


 

أعراض على مستوى السلوك 


 

من أعراض اكتئاب المراهقة على مستوى السلوك:


 

  • ما ذكرناه سابقاً من اضطرابات يستنزف طاقة المراهق و يدفعه للشعور الدائم بالتعب
  • اضطرابات في النوم بشكل واضح
  • اضطرابات في الشهية، تارة يقبل على الطعام ، وتارة أخرى يعزف عنه تماماً
  • إدمان الكحول والمخدرات والأدوية 
  • الإيقاع البطئ سواء في الحركة أو التفكير أو الكلام
  • الشعور بالصداع، وآلام مختلفة بالجسم بدون سبب واضح
  • لا يقدم على الأنشطة الاجتماعية مما يؤثر على أدائه مع أقرانه بالمدرسة، والميل إلى الغياب عنها.
  • يعزف عن الاهتمام بجسده وتنظيفه
  • الميل إلى الإضرار  بالنفس سواء بإحداث جروح أو حروق أو ما هو أخطر،وقد يلجأ لمحاولة الانتحار.


 

كيف نميز بين  الأعراض الطبيعية لسن المراهقة  وأعراض اكتئاب المراهقة ؟

 

يواجه المراهق تحديات كثيرة في مرحلة المراهقة، تتشابه في أعراضها إلى حد كبير مع أعراض اكتئاب المراهقة، ولصعوبة التمييز بين المراهقة الطبيعية واكتئاب المراهقة، يبقى التواصل مع المراهق هو الحل الأمثل لتحديد قدرته على إدارة تلك التحديات، أم أنه غير قادر مما يعرضه للإصابة باكتئاب المراهقة.

 

هل كل من لديه أعراض اكتئاب المراهقة يلجأ إلى مختص؟


 

اختلاف حدة أعراض اكتئاب المراهقة من مريض لآخر تجعلنا نظن أنه ليس كل من لديه أعراض اكتئاب المراهقة يلجأ إلى مختص، لكن يبقى الاحتمال الأكبر هو أن تلك الأعراض لن تتحسن تلقائياً، حتى ولو لم تكن حادة في ظهورها، خاصةً عندما تؤثر على نشاط المراهق الطبيعي.


 

فإذا كنت مسؤول عن مراهق، أو أنت المراهق الذي يعاني أعراض اكتئاب المراهقة، فلا داعي للانتظار، وتقدم لطلب المساعدة من الطبيب المختص.

أسباب اكتئاب المراهقة 

لا يوجد سبب وحيد يؤدي إلى الإصابة باكتئاب المراهقة، بل عدة أسباب مجتمعة مثل:


 

١- تغيرات في كيمياء المخ 


 

حيث يحدث تغير في النواقل العصبية المسؤولة عن التواصل بين خلايا المخ والتي تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على الحالة المزاجية وكذلك اتزان السلوك، هذه النواقل هي (السيروتونين ، الدوبامين ، النورابينفرين ).


تسهم قلة تركيز تلك النواقل بشكل ملحوظ في حدوث الاكتئاب.


 

٢- التعرض لصدمات نفسية أثناء الطفولة 


 

بسبب غياب الثقافة التربوية لدى معظم الآباء والأمهات، نجد الطفل يدفع ضريبة التعرض لصدمات نفسية شديدة أثناء مرحلة الطفولة مثل انفصال الوالدين، وفاة شخص عزيز، التعرض للاعتداء الجنسي.


 

فإذا لم يحرص الوالدين على تحلي  الطفل بمهارات التكيف والتعامل مع تلك الصدمات، سيتولد لدى الطفل شعور سئ لا يستطيع التعبير عنه إلا من خلال أعراض اكتئاب المراهقة.

٣-صفات وراثية

قد تكون الإصابة باكتئاب المراهقة من الصفات الوراثية لدى المراهق، خاصةً إذا كان أحد الوالدين أصيب به من قبل. 

٤- التحلي بنمط التفكير السلبي

يكتسب المراهق هذا النمط من التفكير غالباً من الوالدين، والذين يتبعون نمط تفكير سلبي بدلاً من التركيز على الحلول الممكنة، ومنه نجد أهمية تعلم المراهق  كيف يبرمج عقله بحيث يوجهه للحلول دائماً  مما يساعده في التعافي من اكتئاب المراهقة.


عوامل تزيد من فرص الإصابة باكتئاب المراهقة 

  1. المشاكل العائلية
  2. اختلاف الميول الجنسية
  3. وجود صعوبة في الانخراط في الحياة الاجتماعية 
  4. التعرض للتنمر


يبقى عدم القدرة على التفاعل مع المجتمع وأفراده، وعدم وجود دعم كافي من المحيطين يقوي المناعة النفسية أكبر العوامل التي تزيد من فرص الإصابة  باكتئاب المراهقة .

 

الأدوية المستخدمة لعلاج اكتئاب المراهقة

 

كما ذكرنا من قبل أنه لا يوجد سبب وحيد للإصابة باكتئاب المراهقة، فإنه أيضاً لا يوجد علاج وحيد لهذا المرض.


 

تعتمد طريقة العلاج على التجربة مع المريض حتى يصل المعالج إلى الدواء المناسب.


 

لا يعتمد العلاج على  الأدوية المستخدمة فقط، لكن ينضم إليه العلاج النفسي السلوكي حتى يؤتي ثماره.


 

استخدام  العلاج المعرفي السلوكي لتعافي المراهقات المصابات بالاكتئاب 

 

أثبتت الدراسات الحديثة أن استخدام العلاج المعرفي السلوكي بطريقة مناسبة مع المراهقات اللواتي يعانين اكتئاب المراهقة ، يحسن من كفاءة ونشاط خلايا المخ، واستجابتها مما يخفف من حدة أعراض الاكتئاب.


 

هل كفاءة خلايا المخ تساعد في التنبؤ بإصابة المراهق بالاكتئاب ؟


 

أجريت دراسة حديثة؛ لاكتشاف مدى تأثير خلايا المخ على الحالة المزاجية، ووجد أن الكفاءة الوظيفية لخلايا منطقة الجبهة (frontoinsural network)  تؤثر على مدى الاستجابة العاطفية لدى المراهق، ووجود خلل في طريقة الاتصال بين تلك الخلايا، يجعلنا نتنبأ بإمكانية وجود تغيرات في الحالة المزاجية لدى المراهق تعرضه للإصابة بالاكتئاب.

 

ما هي احتياجات المراهق النفسية من الوالدين لتحصينه من اكتئاب المراهقة ؟


 

يحيط الوالدان أطفالهم بالحب والاهتمام والدعم، والتشجيع والقبول، ولا تقل احتياجات المراهق النفسية من الوالدين عما كانوا يتلقونه من الصغر لتحصينهم من الإصابة بالاكتئاب.


 

يكمن الفارق في نظرة  الطفل لوالديه كقدوة في كل أمور حياته، يعطيهم عصا القيادة بصدر رحب أما المراهق؛ الذي يرى نفسه أصبح قادراً على تسيير أمور حياته بنفسه دون سلطة من الأبوين، يحتاج إليهم حينئذ داعمين له يقفون بجانبه، وليس سلطة تقف أمامه.


 

لكن ماذا يفعل المربي في خوفه على مستقبل أبنائه و ارتكابهم أخطاء قد تؤثر في مستقبلهم ؟ 


 

السماح للمراهق بالتعلم من أخطائه، وتقبل اختلاف وجهات النظر، واختلاف القرارات، والاختيارات وتشجيعه على ذلك بخطى ثابتة.


 

فالحماية الزائدة للمراهق معظم الوقت، تشعره بعدم قدرته على حماية نفسه بنفسه.


 

حينئذ تبدأ وسائل دفاعه الذاتية في الظهور، للتمرد على تلك الحماية، بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة،  على سبيل المثال التأخر خارج المنزل لساعات متأخرة أو ملازمة أصدقاء السوء، أو التخلي عن العادات الصحية اليومية للحفاظ على الصحة مثل النظافة الشخصية، أو التدخين أو تعاطي المخدرات.


 

كل ذلك من شأنه كسر قواعد الحماية الزائدة .


 

هذا التمرد الواضح في تصرفات المراهق لا يعني تخلي المربي عن قضيته، لكن السعي دائماً إلى الحوار،  والمصارحة هو الحل الأمثل مع المراهق.

لابد أن نفرق نحن المربين بين رفضنا لسلوك المراهق، ورفضنا لشخصه.


 

وفقنا الله جميعا في تربية أبنائنا.

 


المصادر

Myoclinic.com

Clinical keys 

Clinical keys.com

healthline.com

Family lives.org


 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

2

followers

1

followings

1

similar articles