مرٱة الاعماق النفسية ....التوازن والخلل

مرٱة الاعماق النفسية ....التوازن والخلل

0 reviews

تقدير الذات

يقف كل منا أمام المرٱة ليري أعماق ذاته،هل هى مشوهة ام سوية؟واثقة ام مهزوزة؟تلك الصورة المنعكسة تتكون من  شقين بداخلنا، الكفاءة الذاتية هى الشق الاول فإدراكنا لكفاءتنا فى الحياة وفى العمل  ، معرفة قدراتنا ونقاط قوتنا و تقييمنا الشخصي لما نجحنا فيه وما لم ننجح، أما الشق الثاني المنعكس فى المرٱة الذاتية لكل منا  هو القيمة، منبعنها  من داخل العمق الذاتى  فلم يخلقنا الله عبثاّ وهذه تكفينا لأن ندرك أننا بشر لنا حقوقنا  وعلينا واجباتنا ونستحق الحياة كبقية من حولنا  فلسنا أقل او أعلى درجة منهم ،اما إذا كان الاعتماد على كل ما هو مؤقت فى ثقتنا فى ذواتنا  كالمال والجمال والشهرة  سيؤدي إلى بنيان نفسي ضعيف  فى حال زالت تلك العوامل .

نظرتنا لذواتنا و تقييم الاخرين لنا ونجاحاتنا في الحياة هم الثلاث متفاعلات المكونة لمعادلة تقدير الذات وكلهم ينبعون ويؤثرون فى العمق الذاتى لكل منا وبالطبع تختلف درجة تقدير الذات  مع اختلاف نسب المتفاعلات فمنا من أنعم الله عليه بنفس سوية متوازنة  ومنا من يعانى من تضخم أو دونية فى نظرته لنفسه. 

تقدير الذات المتوازن

النفس السوية  لا تري الجميل بداخلها وفقط فتتضخم ولا تري إلا القبيح  فتشعر بالدونية ، هى تري الصورة كاملة فتقدر ذاتها ولا تؤثر فيها الرياح العابرة وتسعي دائماّ للتطوير والتحسين ، يكون التعامل السليم مع  العوامل  السلبية التى حولهم  كنظرة من حولهم  السلبية لهم هو القوة النفسية فلا تتتحكم النظرة السلبية في تقييمهم الذاتى،مع ملاحظة الفرق بين الكلام  السلبي المؤذي والانتقاد  فالتعامل معه  بشكل إيجابي سيؤثر فى تحسين وتطوير شخصياتهم ،اما الاخطاء والعثرات فى طريقهم  فما جاءت  إلا لتعلمهم دروساّ فى رحلة  حياتهم التى يبحثون فيها عن كل ما هو إيجابي لهم ولغيرهم.

الخلل فى الصورة الذاتية....المشكلة والحل

عند انخفاض نسبة المتفاعلات الثلاثة تتكون الشخصية ذات التقدير المنخفض ،وتعد الترية من أكثر العوامل  السلبية المؤثرة فى الطفل فقد قورن منذ صغره  بمن حوله فى التحصيل الدراسى  وتعرض للانتقاد اللازع أمام الناس لكى يكون مطيعا هادئاّ  وكان الحب مشروطا بالنجاح الدراسي و الطاعة المطلقة وغيرها من الشروط التى إذا لم تتحقق فلن تشعر بانك محبوب ، فكان بنيانه الذاتي ضعيفاّ ، وفى الكبر من البديهي ان تكون نظرته لنفسه مشوهة ،فهو لا يري سوي إخفاقاته ،ولا يشعر بأحقيته ف الحياة ، وبري كل من حوله أكثر جدارة وذكاء  منه،  إذن هى مشكلة كانت بذرتها هى التربية ويكمن الحل فى البداية أن يدرك صاحب الشخصية أين المشكلة  داخل أعماق نفسه ربما تخدعه أصواته الداخلية فيري ان تحسين مظهره الخارجي و تطوير مهاراته الاجتماعية أو أى تغبير ظاهري يكون هو حل تلك المشكلة ،ولكن الحقيقة أن المشكلة فى الاساس هى فى نسب المتفاعلات الثلاثة وكلها تنبع من اعماق الذات أو نؤثر فيها . والحل في بيئة ايجابية بعد التخلص من كل الاثار السلبية بداخلنا ثم إعادة تقييمنا الذاتى بشقيه الموجب والسالب فيحدث التوازن والقبول النفسي ولا مانع بعدها من تطوير كل الجوانب فى حياتنا . وبنفس المنطق فتضخم الذات ايضاّ ناتج من زيادة نسب المتفاعلات الثلاثة و أيضاّ الحل يكمن فى اعادة توازن النسب لنصل للصورة المستقرة المتوازنة: القادرة على تطوير علاقاتها مع الناس و حماية حدودها.، الناجحة فى حياتها والمعاونة لمن حولها ،فتقدير الذات المتوازن هو من أهم اسس البنيان النفسي.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

3

followers

2

followings

2

similar articles